مع هبوب أولى النسمات الباردة التي دهمت المناطق الشمالية خلال اليومين الماضيين، والهبوط المفاجئ لدرجة الحرارة، بدأت مؤشرات دخول فصل الشتاء، ليهرع كثير من الأهالي إلى محال بيع الملابس الشتوية للتزود بما يقيهم برد الشمال القاسي، كما أعلنت الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنقطة الدوام الشتوي في المدارس، الذي يبدأ عند الساعة 7.45 لمدارس البنات، وعند الثامنة لمدارس البنين. وذكر أحد سكان مدينة عرعر فهد العنزي أن البرد بدأ بالدخول هذه الأيام، ولاسيما مع دخول أول علاماته وهي هبوط درجة الحرارة إلى أقصى درجاتها مع دخول مربعانية الشتاء، التي تستمر لمدة 40 يوماً، لافتاً إلى أن برودة الأجواء المفاجئة تؤدي إلى زيادة الإقبال على محال بيع الحطب والملابس الشتوية وبيع أدوات التدفئة وسط اتهامات للتجار برفع الأسعار بشكل خيالي. وأضاف أن لفصل الشتاء في منطقة الحدود الشمالية طقوساً خاصة تختلف عن المناطق الأخرى، منها نصب بيوت الشعر والخيام أمام البيوت وعقد جلسات فيها توقد خلالها مواقد الفحم والحطب، ويحتسي الموجودون المشروبات الحارة مثل الحليب والزنجبيل، مشيراً إلى أن أهالي المنطقة يفرشون السجاد في المنازل تفادياً لبرودة الأرض. ولفت المواطن عايد ثميل إلى أن بعض سكان المنطقة بدأوا منذ فترة قصيرة بمد شبكات من مواسير المياه تحت البلاط، لتمر عبرها المياه الحارة، خصوصاً في المنازل الحديثة، ما يسهم في تعديل درجة الحرارة، ويوفر في استهلاك الكهرباء، مطالباً الجهات المختصة بمراقبة الأسواق ومعرفة أسباب الارتفاعات الطارئة في الأسعار، خصوصاً في ملابس الأطفال والنساء، وقال: «إن هذه الارتفاعات غير مبررة ولا واقعية ولا يعرف أسبابها، وإن أصحاب المحال التجارية يستغلون هذا الموسم في ترويج بضاعة قديمة يتخلصون منها ويرفعون الأسعار لزيادة ربحهم بعيداً عن الرقابة من الجهات المسؤولة». من جهته، حذر اختصاصي طب الصدر الدكتور محمد بيومي مرضى الربو من الاقتراب من مدافئ الفحم والحطب، وكذلك بعض وسائل التدفئة التي تنتج منها رائحة، لأنها تسبب نوبات ربو، وفي بعض الأحيان الوفاة، ونصح بإطفاء المواقد وتهوية الغرف جيداً قبل النوم، مشيراً إلى ضرورة أهمية مراجعة الطبيب في حال ارتفاع درجة الحرارة، خصوصاً عند الأطفال.