هبت النسمات الباردة على المناطق الشمالية خلال اليومين الماضيين، معلنة دخول فصل الشتاء، فتسابق غالبية الأهالي على محال الملابس الشتوية والمدافئ وبيع الحطب من أجل الاستعداد له. وأسرعت النساء إلى مد السجاد في أرضية البيوت وإعداد المشروبات الحارة كالشاي والحليب بالزنجبيل، فيما عمد الرجال إلى نصب خيام الشعر وإيقاد النار في مواقد مطفأة منذ أشهر طويلة. وذكر فهد العنزي الذي يسكن في مدينة عرعر أن هذه الفترة من العام تسمى «مربعانية الشتاء» وتشهد انخفاضاً كبيراً في درجات الحرارة تصل إلى ما دون الصفر في بعض الأحيان. وأضاف أن لفصل الشتاء في منطقة الحدود الشمالية طقوساً خاصة تختلف عن المناطق الأخرى، منها نصب بيوت الشعر والخيام أمام البيوت وعقد جلسات فيها توقد خلالها مواقد الفحم والحطب، ويحتسي الموجودون المشروبات الحارة مثل الحليب والزنجبيل، مشيراً إلى أن أهالي المنطقة يفرشون السجاد في المنازل تفادياً لبرودة الأرض. وذكر مرزوق العنزي أن بعض سكان المنطقة بدؤوا منذ فترة قصيرة بمد شبكات من مواسير المياه تحت البلاط تمر عبرها المياه الحارة، ما يسهم في تعديل درجة الحرارة في المنزل، ويوفر في استهلاك الكهرباء لأن تسخين المياه يتم بالديزل. واعتبر عايد ثميل أن التدفئة بالطرق الحديثة أكثر أماناً من التدفئة التقليدية بالفحم والحطب، مشيراً على أن طفلاً توفي في إحدى محافظات المنطقة قبل عامين بسبب اختناقه برائحة الفحم أثناء نومه. وفي منطقة حائل، أدت برودة الأجواء المفاجئة إلى زيادة الإقبال على محال بيع الحطب والملابس الشتوية وبيع أدوات التدفئة وسط اتهامات للتجار برفع الأسعار بشكل خيالي. ودعا المتسوق مرضي أحمد "أمانة المنطقة" إلى مراقبة أسعار المستلزمات الشتوية، مؤكداً أن أصحاب المحال التجارية يستغلون هذا الموسم في ترويج بضاعة قديمة يتخلصون منها ويرفعون الأسعار لزيادة ربحهم بعيداً عن الرقابة من الجهات المسؤولة. وأكد خالد صلاح البائع في أحد محال الأدوات الكهربائية في مدينة حائل أن ارتفاع الأسعار طبيعي مع زيادة الطلب على وسائل التدفئة كمدافئ الزيت والكهرباء والقاز (الكيروسين). وشهدت سوق الحطب على طريق الروضة في مدينة حائل انتعاشاً كبيراً وتضاعف أسعارها الحطب. وذكر خالد منور أنه منذ أن أصدرت الجهات المتخصصة العام الماضي أمراً بمنع الاحتطاب وقصر هذه المهنة على الحطابين فقط، أصبحت الأسعار أعلى مما كانت عليه سابقاً، إذ لا يستطيع الشخص الآن المرور من مراكز نقاط التفتيش الأمنية وهو يحمل الحطب إلا إذا كان حطاباً مصرحاً له، مؤكداً أن أسعار الحطب مرتفعة قبل دخول فصل الشتاء. من جهته، حذر اختصاصي طب الصدر الدكتور محمد بيومي مرضى الربو من الاقتراب من مدافئ الفحم والحطب وكذلك بعض وسائل التدفئة التي تنتج منها رائحة، لأنها تسبب نوبات ربو، وفي بعض الأحيان الوفاة. ونصح بإطفاء المواقد وتهوية الغرف جيداً قبل النوم، مشدداً على أهمية مراجعة الطبيب في حال ارتفاع درجة الحرارة، خصوصاً عند الأطفال.