حاولت أجواء المنطقة الشمالية أن تعمل على تطبيق المثل الشائع «بياع عباته»، بعد أن ارتفعت درجات الحرارة مشيعة الدفء لفترة موقتة، ثم عادت لتسجل أخيراً انخفاضاً حاداً في درجة الحرارة، ما أدى إلى استنفار الشؤون الصحية، ودعا المديرية العامة للدفاع المدني في منطقة الحدود الشمالية لتحذر من التقلبات الجوية خلال الأيام المقبلة ومن استمرار العوالق الترابية التي تحد من مدى الرؤية الأفقية، وأشارت إلى فرصة لهطول الأمطار. وقال المواطن فرحان العنزي: «هذا الوقت من السنة معروف عند كبار السن بشكل عام، فهم يربطون أحزمتهم الشتوية ليتحصنوا ضد هذا البرد الشديد، ويشبهه الكثير بالهدوء الذي يسبق العاصفة، فالبرد يشتد والحرارة تنخفض وأمراض الأطفال تزداد نتيجة للبرد القارس وعدم الاستعداد له بالشكل المطلوب»، وأضاف: «نعرف هذا الوقت من خلال علامات، مثل أن تنخفض درجة الحرارة في الأيام التي تسبق هذا الوقت لأقصى درجاتها، وتحركات الرياح، وتخلقات السحب، وظهور بعض النجوم، أو عن طريق الزرع لأصحاب المزارع، أو عن طريق سلوك الماشية، خصوصاً الإبل والغنم، ويزيد شربها للماء كأنها في فصل الصيف، ويتضاعف أكلها للطعام، والأرض لا تشرب الماء بسبب شدة البرودة». وأضاف أنه بسبب تجمد المياه في المواسير يضطر إلى تخرين المياه في إناء في أوقات الليل، وأن هذا الوقت من الشتاء يطلق عليه كبار السن «بياع عباته» لان الشخص فيه يتوقع أن البرد انتهى ولكنه ينقض بشكل مفاجئ، لافتاً إلى أن برودة الأجواء المفاجئة تؤدي إلى زيادة الإقبال على محال بيع الحطب والملابس الشتوية وبيع أدوات التدفئة وسط اتهامات للتجار برفع الأسعار بشكل خيالي. وذكر عايد العنزي أن درجة الحرارة تصل إلى ما دون الصفر في بعض الأحيان، وأن له في منطقة الحدود الشمالية بروتوكولات وطقوساً خاصة، تختلف عن مناطق السعودية الأخرى، منها جلسات بيوت الشعر والخيام في المنازل حول النار التي تكون عادة من الفحم والحطب، والمشروبات الحارة مثل الحليب والزنجبيل، مشيراً إلى أن الكثير من أصحاب المنازل ذات المسطحات الكبيرة ينصبون تلك الخيام في منازلهم إعلاناً عن بداية دخول فصل الشتاء والبرد. من جانبه، حذر طبيب الأنف والأذن والحنجرة الدكتور محمود سيد مرضى الحساسية والربو من هذا الغبار، خصوصاً أن نسبة الملوثات تزداد في هذه الأجواء، ما أدى إلى تهيج الجهاز التنفسي، وازدياد نسب مراجعي المستشفيات والمستوصفات الخاصة بشكل كبير، مشيراً إلى انه حال ضرورة الخروج من المنزل يجب وضع قطعة قماش مبللة بالماء والكمامات. وأوضح المتحدث الرسمي باسم المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة محمد الحربي أنه مع دخول موجة البرد أعلنت حال الاستنفار القصوى في جميع أقسام الطوارئ في مستشفيات المنطقة، وتم تجهيز جميع أقسام الطوارئ بكوادر طبية وفنية متخصصة لمثل هذه الحالات، إضافة إلى أنه تم اتخاذ جميع التدابير الوقائية والعلاجية، مشيراً إلى أن مستشفيات المنطقة شهدت خلال اليومين الماضيين، ازدحاماً كبيراً بالمرضى نتيجة لإصابتهم بأمراض البرد، خصوصاً الأطفال وكبار السن، وأن أقسام التنويم في مستشفيات المنطقة تشهد كذلك تكدساً بالمرضى نتيجة لإصابتهم بأمراض البرد.