قال نشطون وسكان ان نيران الدبابات قتلت خمسة مدنيين على الاقل في مدينة حمص السورية المحاصرة اليوم السبت فيما يلقي بشكوك على ما اذا كانت خطة الجامعة العربية يمكن ان تنهي اراقة الدماء التي أطلقتها انتفاضة شعبية. وفي القاهرة أبدى نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية قلق الجامعة من استمرار أعمال العنف وناشد دمشق الالتزام بالخطوات التي تم الاتفاق عليها مع الدول العربية لحماية المدنيين ووضع سوريا على طريق الحوار. وقال العربي في بيان "فشل الحل العربي سيكون له نتائج كارثية على الوضع في سوريا والمنطقة بمجملها وهو ما تعمل الجامعة العربية على تجنبه حفاظا على أمن سوريا واستقرارها وتجنبا للفتنة وللتدخلات الخارجية." وبمقتل الخمسة مدنيين عشية عيد الاضحى يرتفع الى 82 عدد المدنيين الذين قتلوا في حمص منذ يوم الثلاثاء بأيدي القوات السورية التي تحاول سحق الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الاسد وانتفاضة مسلحة متصاعدة. وقال سامر وهو ناشط محلي "مبان بأكملها احترقت بنيران الدبابات. الخبز نفد والاشخاص الذين يصابون في الشوارع يموتون تأثرا بجروحهم في المكان لانه لا يمكن لاحد ان يصل اليهم." وتقول السلطات ان قوات الامن تقاتل عصابات مسلحة تقتل المدنيين والشخصيات البارزة في حمص التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة وتبعد 140 كيلومترا شمالي دمشق. وقالت وسائل الاعلام الحكومية الاسبوعه الماضي ان العديد من "الارهابيين" قتلوا وان ترسانات اسلحة ضبطت تشمل منصات اطلاق قذائف صاروخية وقنابل حارقة ومتفجرات. وتقول الحكومة ان متشددين اسلاميين وعصابات مسلحة مدعومة من الخارج قتلت 1100 عضو في قوات الامن منذ بدء الانتفاضة في مارس اذار ضد حكم عائلة الاسد المستمر منذ 41 عاما. وتقول الام المتحدة ان أكثر من 3000 شخص قتلوا في الحملة. وذكر التلفزيون السوري أمس الجمعة ان الحكومة أمهلت حاملي السلاح اسبوعا اعتبارا من اليوم لتسليم انفسهم واسلحتهم في اطار عفو ما داموا "لم يرتكبوا جرم القتل". وفي نفس اليوم قتلت قوات الامن السورية بالرصاص 19 شخصا على الاقل واصابت عشرات اخرين في أنحاء سوريا. وأبدى العربي "قلقه الشديد ازاء استمرار أعمال العنف في أنحاء مختلفة من سوريا" وناشد دمشق الالتزام "ببنود خطة العمل العربية" لحماية المدنيين. وقال ان الجامعة العربية تريد الحفاظ على أمن سوريا وتجنب التدخلات الخارجية. وقال العربي انه تلقى تقارير في اليومين الماضيين من ممثل سوريا لدى الجامعة العربية بشأن مجموعات مسلحة شاركت في أعمال عنف وتخريب في حمص وحماة ومناطق اخرى. وقال بيان الجامعة ان العربي التقى أيضا مع وفد من المجلس الوطني السوري المعارض الذي يتزعمه برهان غليون. ورفضت المعارضة حتى الان الدخول في محادثات مع الاسد مادامت اعمال العنف مستمرة وقالت ان الطريق الوحيد لعودة السلام هو ان يتنحى الرئيس على الفور. وردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند بالرفض عندما سئلت عما اذا كانت تعتقد انه يجب على السوريين المشاركة في العفو الذي اعلن عنه في سوريا. وقالت " لا انصح احدا ان يسلم نفسه لسلطات النظام في الوقت الحالي." واتهمت الحكومة السورية بعدم تنفيذ خطة الجامعة العربية وقالت ان الولاياتالمتحدة لا تثق في انها ستنفذها. واردفت قائلة للصحفيين"لدينا تاريخ طويل وعميق من نقض نظام الاسد لوعوده." ونددت الحكومة السورية بما وصفته البيانات غير المسؤولة التي تهدف الى اشعال الصراع الطائفي ودعم أعمال القتل والارهاب التي تمارسها مجموعات مسلحة ضد المواطنين السوريين. وفي حمص قال سكان ان القصف تركز على بابا عمرو وهو منطقة سكنية فقيرة تبعد بضعة كيلومترات من وسط المدينة حيث لجأ مسلحون وعدد متزايد من المنشقين على الجيش. وقال رامي عبد الرحمن وهو معارض يعيش في المنفى لرويترز بالتليفون من بريطانيا اليوم السبت "الوضع الانساني في بابا عمرو أصبح مروعا. السكان يتحدثون عن حصار كامل وتناقص امدادات الطعام والادوية." وتزايدت التوترات في حمص بين افراد الغالبية السنية والاقلية العلوية بعد اعمال قتل متبادلة في الاسبوع الماضي. وادت القيود الصارمة المفروضة على وسائل الاعلام الى صعوبة التحقق من صحة الاحداث في سوريا. ونفى التلفزيون الحكومي مقتل أي محتج امس الجمعة. وبث لقطات تظهر مصلين يغادرون المساجد في هدوء بعد الصلاة. وقال ان اربعة من رجال الشرطة اصيبوا بطلقات نارية من "جماعات ارهابية مسلحة في كناكر" جنوبي دمشق. لكن مقاطع مصورة نشرت على موقع يوتيوب قيل انها من مدن وبلدات سورية مختلفة اظهرت الاف الاشخاص وهم يلوحون بالاعلام وبعضهم يرددون هتافات ضد الاسد. وفي احد المقاطع المصورة من بلدة طيبة الامام قرب حماة ظهرت حشود تسير في شارع رئيسي ونصبت على البنايات اعلام سورية ضخمة تعود الى عهد ما قبل حكم حزب البعث الى جانب العلم الذي اتخذه الثوار الليبيون الذين اطاحوا بمعمر القذافي. وهتف الناس في حشد في بلدة دير بعلبة قرب حمص "الشعب يريد اعدام الاسد."