اطلقت السلطات السورية السبت سراح 553 شخصا اعتقلوا في سياق قمع الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، في خطوة اولى على طريق تطبيق الخطة العربية للخروج من الازمة رغم استمرار العمليات الامنية الدامية. ويأتي الاعلان عن الافراج عن هؤلاء المعتقلين بعد ان دعت الجامعة العربية دمشق الى تنفيذ خطتها التي سبق ان وافقت عليها محذرة من عواقب "كارثية" اذا استمرت اعمال العنف. وقد ابدى المعارضون السوريون الذين يواصلون المطالبة برحيل الرئيس بشار الاسد، وكذلك الدول الغربية، شكوكا في رغبة النظام في تطبيق خطة العمل العربية التي وافقت عليها دمشق في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي لا سيما وان اعمال القمع اوقعت اكثر من 50 قتيلا منذ ذلك الحين. واوردت سانا انه "بمناسبة عيد الأضحى المبارك تم اليوم(السبت) اخلاء سبيل 553 من الموقوفين الذين تورطوا في الأحداث التي تشهدها سورية ولم تتلطخ أيديهم بالدماء". واشارت الوكالة الى انه "تم مؤخرا اخلاء سبيل 119 موقوفا" بدون ان تورد تفاصيل عما اذا كان اعتقالهم على ارتباط بالحركة الاحتجاجية. وتقدر المنظمات السورية للدفاع عن حقوق الانسان والاممالمتحدة عدد الموقوفين في اطار حركة الاحتجاج التي انطلقت في 15 اذار/مارس الماضي بالآلاف. واستنادا الى الاممالمتحدة قتل ثلاثة آلاف آخرين منذ ذلك الحين. وفي الوقت نفسه واصلت القوات السورية عملياتها وفرقت بالقوة التجمعات الاحتجاجية غداة يوم جمعة دام اطلق عليه جمعة "الله اكبر على كل من طغى وتجبر" وسقط خلاله 23 قتيلا بينهم تسعة في حمص (وسط) التي تشهد اكبر حركة احتجاج ضد نظام الاسد. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة مدنيين قتلوا صباح السبت في حمص في قصف كثيف بالمدفعية الثقيلة. كما قتل اربعة مسلحين موالين للنظام في محافظة ادلب في اشتباكات مع فارين من الجيش. وقال المرصد إن "ثلاثة اشخاص على الاقل استشهدوا صباح اليوم السبت في حي بابا عمرو إثر القصف بالرشاشات الثقيلة واطلاق الرصاص". كما نقل المرصد عن احد ناشطيه في سراقب ان "اربعة من عناصر الشبيحة (مجموعة مسلحة موالية للنظام) قتلوا اليوم السبت خلال اشتباكات مع مسلحين يعتقد انهم منشقون (عن الجيش)" جنوبالمدينة. من جهة اخرى اعلنت الرابطة السورية لحقوق الانسان السبت ان اجهزة الامن السورية اعتقلت هذا الاسبوع عدداً من النساء بينهن محامية فيما اختفى مخرج سينمائي الخميس في دمشق. وافادت الرابطة في بيان تلقته وكالة فرانس برس ان "اجهزة الامن السورية قامت الخميس باعتقال المحامية اسماء الساسة (28 عاما) من القصر العدلي في مدينة دمشق واقتادتها الى جهة مجهولة"، مشيرة الى انه تم اعتقال 114 محاميا منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في منتصف اذار/مارس. وتابعت الرابطة ان "المخرج السينمائي نضال حسن تعرض للاختفاء القسري (الخميس) وتساور عائلته وأصدقاؤه شكوكا قوية بأنه تعرض للاختطاف على يد عناصر أمنية سورية قامت باستهدافه نتيجة لنشاطه الداعم للثورة السورية". وقد حذر الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي السبت وفق بيان صادر عن الجامعة العربية من ان "فشل الحل العربي سيكون له نتائج كارثية على الوضع في سورية والمنطقة بمجملها"، وناشد الحكومة السورية "ضرورة اتخاذ الاجراءات الفورية طبقا لما التزمت به لتنفيذ بنود خطة العمل العربية". وادلى العربي بهذه التصريحات اثر لقاء مع وفد من المجلس الوطني السوري المعارض ضم رئيس المجلس برهان غليون والمتحدثة باسمه بسمة القضماني. من جهته، اعلن الامين العام المساعد للجامعة العربية احمد بن حلي لفرانس برس ان امام الرئيس السوري بشار الاسد مهلة اسبوعين لبدء الحوار مع المعارضة اعتبارا من تاريخ موافقة دمشق على خطة العمل العربية. لكنه اضاف انه "كان يفترض ان يتوقف العنف يوم قبلوا بالخطة" محذرا من "مخاطر عدم الاستجابة لبنود المبادرة العربية" وداعيا الى "تضافر الجهود من اجل انجاحها ووضعها موضع التنفيذ الفوري .. حفاظا على امن سوريا واستقرارها وتجنبا للفتنة وللتدخلات الخارجية".