في الدوري الإيطالي لكرة القدم ثلاثة نجوم كبار يكابدون، يشعرون أن أيامهم الأخيرة في الملاعب باتت وشيكة، لكنهم مصرون على الإستمرار وإن عكس التيار، علماً أنهم باتوا أسيري مقاعد الإحتياط بحجة «عدم فاعليتهم الفنية». الثلاثة تخطوا سن ال30 وكانوا ضمن صفوف المنتخب الفائز بلقب مونديال 2006. إنهم أليساندرو ديل بييرو لاعب يوفنتوس (36 سنة، 91 مباراة دولية)، فرانشيسكو توتي لاعب أ. اس روما (35 سنة، 58 مباراة دولية) وفيليبو اينزاغي لاعب أ. سي ميلان (38 سنة، 57 مباراة دولية)، الأبرز في السنوات ال20 الأخيرة وبمثابة أساطير في أنديتهم. يخوض ديل بييرو موسمه ال19 في صفوف يوفي، واعتبرت مشاركته في الدقيقة الأخيرة من المباراة مع جنوى (2 – 2) بمثابة تكريم معنوي. ويمتد عقده في صفوف «السيدة العجوز» حتى حزيران (يونيو) المقبل، وراتبه السنوي الصافي مليون يورو. ويبدو أن إدارة يوفي محرجة في طريقة التعاطي معه، علماً أنها تفضّل «التخلّص منه»، كما يلاحظ مراقبون كثر. ولعل ما أعلنه رئيس النادي أندريا أنييللي أمام الجمعية العمومية الأخيرة للمساهمين وإعتبر «زلة لسان»، أصدق تعبير عن موقف الإدارة. ففي معرض كلمته ومناقشة التقرير الخاص باللاعبين وأوضاعهم، قال أنييللي أن ديل بييرو «في مرحلة التصفية». وهي طبعاً عبارة غير لائقة خصوصاً في حق من أخلص لقميص الفريق وشارك في أكثر من 680 مباراة تحت ألوانه. وقد وصف تشيزاري مالديني (79 سنة) مدرب المنتخب السابق من 1996 إلى 1998، زلة اللسان تلك ب»الأمر الشائن». «سوبر بيبو» ويصمد اينزاغي في صفوف ميلان منذ عام 2001. لكن «سوبر بيبو» لم يعد أولوية في نظر المدير الفني ماسيميليانو أليغري، فلم يدرج إسمه في قائمة المشاركين في مسابقة دوري الأبطال، علماً أنه ثاني أفضل الهدافين في الكؤوس الأوروبية (70 هدفاً) خلف لاعب شالكه الحالي الإسباني راوول غونزاليس (73 هدفاً). وكان اينزاغي، لاعب تورينو سابقاً، تعرّض لإصابة قوية في ركبته اليسرى منذ عام (10/11/2010)، وأوضح أن دعم أنصار الفريق يزيد من حماسته وإندفاعه لإستعادة مستواه ومعاودة هزّ الشباك (سجل 72 هدفاً في الدوري الإيطالي). ويبلغ راتب اينزاغي الصافي 800 ألف يورو سنوياً، ويمتد عقده حتى حزيران المقبل. في المقابل، تعرّض توتي العائد بدوره من إصابة لإنتقادات من المدير العام لروما فرانكو بالديني، إذ حضه على «التخلّص من الكسل». ويبلغ راتب المهاجم في صفوف نادي العاصمة وصاحب 207 إصابات في ال»سيري أ»، 8.6 مليون يورو سنوياً، ويمتد عقده حتى عام 2014. كما يرتبط بالنادي بعقد إداري لمدة خمس سنوات بعد 2014 وذلك منذ عهد المالكين السابقين عائلة سنسي. لكن رجل الأعمال الإيطالي توماس دي بينيديتو الذي إمتلك الحصة الأكبر في الصيف الماضي، يتطلّع إلى تجديد شباب الفريق وتقليص حجم الرواتب. وفي اللقاء الذي جمعه مع توتي لم يتكلما لغة مشتركة، إذ صرّح اللاعب عقب ذلك بقوله: «تحدّث بالإنكليزية وأنا بالإيطالية ولا أعرف ما إذا كان فهم ما قصدته»، والعكس صحيح أيضاً. إصابة خفية وإذا أدرك خريف العمر النجوم الثلاثة، فإن مشكلة جينارو غاتوزو (33 سنة) مختلفة. فقد كان آخر ظهور له مع ميلان في 9 أيلول (سبتمبر) الماضي في المباراة أمام لاتسيو (2 -2)، وبعدها وقع في شرك «إصابة خفية»، إذ يعاني من مشكلة عصب في الرأس يؤثر على عينه اليسرى ويشوش على نظره. ولم تفضِ الفحوصات الدقيقة التي خضع لها إلى نتيجة واضحة، ما يحتّم عليه الإنتظار فترة قد تمتد إلى ستة شهور، ربما يشفى خلالها فجأة على حدّ تعبير رودولفو تافانا رئيس الوحدة الطبية في النادي. ويقول غاتوزو (73 مباراة دولية) أنه يحارب عدواً غير مرئي، ويتحضّر ذهنياً ونفسياً للمرحلة المقبلة طالما أن الاعتزال القسري وارد في أي لحظة في ضوء هذه المعاناة. أما الوفاء بالوعود فيبقى مجرّد كلام أحياناً كثيرة وعناوين صحافية. وحال ظهير ميلان السابق باولو مالديني (43 سنة) مثال ساطع. إعتزل مالديني عام 2009 بعد مسيرة مظفرة مع ميلان وإخلاص كامل له. ومنذ وقتذاك وهو موعود بوظيفة ضمن طاقم الفريق، لكن لا جديد واضحاً. وهو يسأل مستغرباً: «لا أظن أن هناك صعوبة في توفير مهمة لي لو أرادوا الوفاء بوعودهم». لكن يبدو أن سوء العلاقة مع المدير العام نائب رئيس النادي أدريانو غالياني تتحكّم بمصير النجم السابق (126 مباراة دولية)، خصوصاً في ظل إنشغال مالك ميلان ورئيسه سيلفيو بيرلوسكوني بهموم رئاسة الحكومة الإيطالية وشجون مغامرته العاطفية.