في أسبوع واحد كان هناك حدثان: الأول هو قتل الزعيم الليبي معمر القذافي على يد شعبه بعد حكم دام 42 عاماً قُضيت في أعمال الإرهاب والكبت والضغط والجوع لشعبه. لهذا كان فرح الليبيين لا يوصف لهذه النهاية. وفي الأسبوع نفسه انتقل إلى رحمة الله تعالى الأمير سلطان بن عبدالعزيز أسكنه الله فسيح جناته. لم أعرف الشخصية الأولى، شخصية معمر القذافي ولم أجتمع به يوماً وكذلك لم أعرف شخصية المرحوم الأمير سلطان بن عبدالعزيز عن قرب، أي لم أجتمع به أيضاً، لكنني أعرف أعمال الطرفين من خلال الإعلام العام والكثير من أصدقائي في البلدين. لقد عشت في المملكة العربية السعودية ردحاً من الزمن له الفضل علي في تربية أبنائي التربية الإسلامية التي كنت أتمناها وحصلت عليها. عشنا معززين مكرمين في أرض الحرمين، وبت أشعر وأنا خارج تلك الديار بأن من الواجب علي أن أقدم كل عون ومساعدة لأي سعودي أراه وفاءً لهذه البلاد الطيبة. ولهذه المدة التي قضيتها في السعودية ومن خلال أصدقائي الكثر فيها فقد عرفت الكثير عن الأمير سلطان رحمه الله وعن مدى حبه للخير والعطاء والسخاء والتسامح والاحترام والتقدير، وأعرف مواقف كثيرة وروايات عدة تخبر بما تمتع به من حس إنساني عال، منبعه دينه وأخلاقه ومركزه الذي حافظ عليه بحب جميع أفراد شعبه له. لذلك، كان فقدانه مصدر ألم وحزن للشعب السعودي وأمته العربية والإسلامية وكذلك لكل محبي الإنسانية في العالم، فقد قدم لشعبه وأمته وللإنسانية كل ما يمكن أن يقدم من حب وعطاء وخير.