رحبت قوى المعارضة الداخلية بالاتفاق الذي تم بين جامعة الدول العربية والحكومة السورية. وفيما رأى «تيار بناء الدولة السورية» ان الاتفاق «يحافظ على الوحدة الوطنية وسلامة المواطنين»، وصفته «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» بأنه « خطوةً في الاتجاه الصحيح». واعتبر رئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين في مؤتمر صحافي عقده أمس، ان المبادرة بمجملها وببنودها مقبولة كأساس لإنهاء «الحالة العنفية»، وقال:»سنسعى لأن تكون المبادرة بوابة انتقال البلاد الى صراع سياسي سلمي يمكننا من الدخول في مرحلة انتقالية يتشارك فيها جميع الاطراف حتى الوصول الى مرحلة من الديموقراطية كفيلة بتمكيننا من ازالة النظام الاستبدادي وبناء دولة الديموقراطية مدنية يتساوى فيها جميع السوريين». وأكد حسين على أهمية تنفيذ بنود المبادرة، وتمنى على «جميع الاطراف وفرقاء المعارضة ان يقبلوا بالمبادرة كي لاتتذرع السلطة بموقفهم لخرق الاتفاق». كما تمنى على المتظاهرين «ان يخرجوا بتظاهراتهم مظهرين سلميتهم بوضوح اختباراً لجدية السلطة». ودعا جميع الناشطين الحقوقيين والمدنيين ان يتعاونوا معه لتسكيل لجان مراقبة ميدانية على تنفيذ بنود الاتفاق. تزامناً، رحبت «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» برئاسة قدري جميل بالاتفاق بين سورية والجامعة العربية واعتبرته « خطوةً في الاتجاه الصحيح وانه يمكن أن يشكل حلاً آمناً للخروج من الأزمة العميقة التي تعصف بالبلاد منذ ثمانية أشهر، إذا توافرت الآليات الضرورية لتنفيذه على الأرض». لكن الجبهة اعادت التأكيد على موقفها بأن دمشق «هي المكان الوحيد الحاضن للحوار الوطني المركزي الشامل، والذي يجب أن تتشارك فيه ثلاثة أطراف، وهي: النظام والمعارضة الوطنية البناءة والحركة الشعبية»بخلاف ما جاء في اقتراح الجامعة العربية. وحذرت الجبهة في بيان لها «من استمرار محاولات الولاياتالمتحدة وعملائها في المنطقة والداخل تهيئة المناخ لاستدراج التدخل الخارجي عبر استمرار نزيف الدم، وإفشال الوصول إلى أي حل يخرج سورية من الأزمة» واستشهدت بتصريحات بعض أطراف المعارضة في الخارج وبعض المتشددين منهم في الداخل الذين يرفضون الحوار جملةً وتفصيلاً. وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) نقلت عن سفير سورية في الجامعة العربية يوسف الاحمد قوله ان بنود الورقة التي تم التوصل إليها بين اللجنة الوزارية العربية وسورية «تنطلق من ثوابت راسخة في الموقف السوري برفض العنف وبتحريم الدم السوري وبانتهاج الحوار الوطني ودعم الإصلاح». واشارت «سانا» الى ان رئيس مجلس الشعب (البرلمان) محمود الأبرش بحث مع وفد مجلس شيوخ ولاية بوينيس أيرس الأرجنتيني «حقيقة المؤامرة التي تتعرض لها سورية والهادفة إلى حرفها عن مواقفها الوطنية والقومية الداعمة للحقوق العربية وقوى المقاومة»، وبيّن «حجم الهجمة الإعلامية التي يقودها بعض الفضائيات المضللة والمترافقة بهجمة سياسية واقتصادية تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في سورية»، موضحاً «فداحة ما تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة من أعمال قتل وتخريب للممتلكات العامة والخاصة في بعض المناطق ودور الجيش العربي السوري في الدفاع عن أمن وسلامة المواطنين الأبرياء». وزاد «ان المراسيم والقوانين والقرارات الإصلاحية التي أصدرتها القيادة السورية جاءت استجابة لمطالب المواطنين المحقة، وان سورية ستخرج من الأزمة قريباً بفضل وعي شعبها الرافض للتدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية». واضافت الوكالة الرسمية الى ان وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم «شرح للوفد أبعاد الاوضاع الراهنة في سورية وبرنامج الإصلاح الذي أقرته القيادة السورية لتلبية المطالب المشروعة للمواطنين».