أبلغ مندوب سورية لدى الجامعة العربية يوسف الاحمد، الامينَ العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «ترحيب» دمشق بزيارة بعثة من الجامعة العربية الى سورية، لافتاً الى ان بلاده «نفذت فعلاً معظم» بنود الخطة العربية لحل الازمة في سورية. وأفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، أن الأحمد سلم صباح امس «مذكرة رسمية» الى الامانة العامة للجامعة «تتضمن ترحيب سورية وتعاونها التام مع زيارة بعثة من جامعة الدول العربية إلى سورية»، لافتاً الى ان اللجنة العربية المعنية بالأوضاع في سورية كانت قررت تشكيل بعثة من جامعة الدول العربية وإرسالها إلى سورية للاطلاع على حقيقة الأوضاع هناك وتقديم تقرير بهذا الشأن إلى اللجنة العربية. ونقلت «سانا» عن المندوب السوري «تأكيده ان سورية ملتزمة خطة العمل العربية التي أقرها مجلس الجامعة في الثاني من الشهر الجاري، وهي جادة في تنفيذ بنود الخطة، وقد قامت فعلاً بتنفيذ معظمها»، معتبراً أن زيارة بعثة جامعة الدول العربية إلى سورية «ستساهم في الوقوف على حقيقة التزام سورية بالخطة وفي الكشف عن دوافع وأجندات بعض الأطراف الداخلية والخارجية التي تسعى إلى إفشال خطة العمل العربية». ونقلت الوكالة الرسمية عن الاحمد قوله إن سورية كانت «دعت جامعة الدول العربية منذ قرابة الشهر للتواجد على الأرض والاطلاع على حقيقة الأوضاع بعيداً من عمليات التحريض السياسي والتزوير الإعلامي التي مازال العديد من الجهات الخارجية يمارسها ضد سورية، ذلك بهدف تأجيج الأوضاع داخلها وتحريض بعض جهات المعارضة في الخارج والمجموعات الإرهابية المسلحة في الداخل على عدم التجاوب مع جهود التهدئة ومبادراتها وعلى رفض الحوار الوطني وذلك في عملية تنسيق واضحة مع تلك الجهات الخارجية لاستدعاء خيار التدخل التخريبي السافر لبعض القوى الدولية في الشأن السوري الداخلي». وفي هذا السياق، لفت مندوب سورية إلى أن دعوة الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا بولاند «المسلحين في سورية إلى عدم تسليم أسلحتهم، ووصف وزير الخارجية الفرنسي (الان جوبيه) خطة العمل العربية بانها «ميتة» يشكلان دليلاً قاطعاً على تورط هذه الأطراف في تأجيج الأوضاع داخل سورية وعلى رفضها لأي دور عربي إيجابي يسعى إلى تهدئة الأوضاع فيها وإلى خلق مناخ سلمي آمن على الأرض تمهيداً لإجراء حوار وطني تطالب به الأغلبية العظمى من الشعب السوري». في هذا المجال، نقلت «سانا» عن مندوب سورية في الاممالمتحدةبشار الجعفري قوله في بيان أمام مجلس الأمن الدولي في جلسة عقدها اول امس حول حماية المدنيين في النزاعات المسلحة، ان «المنظومة الدولية ترى ان موضوع حماية المدنيين في النزاعات المسلحة لا يمكن أن يكون انتقائياً او استنسابياً، وانه يختص بالنزاعات المسلحة حصراً»، قائلاً ان «حماية المدنيين الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين الرازحين تحت الاحتلال الإسرائيلي هو جزء رئيسي من هذا الجهد الدولي في سياق التطبيق الموضوعي والدقيق للولاية المنوطة بالبند المعنون حماية المدنيين في النزاعات المسلحة ولاسيما ان المجلس قد دأب على مناقشة هذه المسألة المهمة لفترة طويلة في ظل استمرار إسرائيل في انتهاكاتها الجسيمة ضد السكان المدنيين في الأراضي العربية المحتلة». الى ذلك، اعلن «تيار بناء الدولة» مضمون الورقة التي تقدم بها وفده برئاسة لؤي حسين الى الامين العام للجامعة اول من امس. وجاء في الورقة جملة من المقترحات بينها «فتح مكتب دائم للمبادرة في دمشق، مخول بمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق مع السلطة، يكون لديه صلاحية التنقل في جميع مناطق البلاد والتواصل مع جميع الأطراف، والتعاون مع جميع الهيئات والمؤسسات واللجان التي يمكنها تقديم العون أو المعلومات له، بحيث يصدر المكتب تقريراً يومياً ينشره في وسائل الإعلام يبين فيه مجريات تنفيذ بنود الاتفاق وخروقاته». وأضافت ان «التيار» يمكن ان يساعد الأمانة العامة واللجنة الوزارية ب «تقديم قائمة بلجان مراقبة عربية مستعدة لدخول البلاد، ومن ناحيتنا يمكننا تقديم المساعدة لها في تنقلها وتقصّيها لتطبيق بنود الاتفاق. وليس لدينا أي مانع من أن يرافقهم شخصيات وجهات ممثلة للنظام»، اضافة الى «تقديم قائمة بالمؤسسات الإعلامية العربية والأجنبية المستعدة لدخول البلاد وتغطية الأحداث، وتقديم المساعدة في تنقلها وعملها. وليس لدينا أي مانع من أن يرافقهم شخصيات وجهات ممثلة للنظام. مع التأكيد على الصحفيين بالوصول إلى جميع المناطق».