لا نكاد نعثر على قناة فضائية عربية يغيب عن ساعات بثها الأولى برنامج أو على الأقل فقرات خاصة تناسب ذلك الوقت من اليوم، باعتباره لا يحتمل عرض برامج جادة، أو ذات محتوى إخباري أو تحليلي. مع ذلك يلفت النظر بشدة برنامج «صباح العربية»، الذي تبثه، كما هو واضح من عنوانه، قناة العربية الإخبارية. في «صباح العربية» نتابع التسلسل ذاته الذي تقدمه غالبية القنوات الفضائية العربية، أي الجمع بين فقرات المنوعات والصحة والتغذية والأزياء، إلى جانب فقرات تتعلق بالنشرة الجوية والأخبار الرياضية، وغير ذلك من الفقرات الخفيفة التي تحمل للمشاهد المتعة بأسلوب رشيق لا يثقل عليه. وفي «صباح العربية» ثمة ما يتوجب الإشارة إليه بعد ذلك: نعني هنا بالتحديد دقة اختيار الفقرات المقدمة، وإعدادها في صورة فنية عالية المستوى، تجعلها على جانب كبير من التشويق، وتستدرج المشاهد لمتابعتها من دون ملل. مهم في هذا اللون من البرامج الصباحية دقة الاختيار، فالفقرات التي يمكن تقديمها في الصباح هي تلك التي لا تترك آثاراً سلبية على المشاهد الذي يبدأ ساعات يومه الأولى، فلا يجوز إثقاله بما يشيع في نفسه الإحباط واليأس. هي اختيارات تستدعي إعداداً واعياً وعلى درجة كبيرة من الحساسية، من دون أن ننسى بالطبع أهمية أن تكون المحاور كثيرة ومتنوعة، بحيث تشتمل ميادين متعددة تستهوي طيفاً واسعاً من المشاهدين. المقارنة بين «صباح العربية» وما تقدمه القنوات الفضائية العربية الأخرى في ساعات بثها الصباحي هي بالتأكيد لمصلحة «العربية»، التي نجحت في الوصول ببرنامجها إلى إقامة علاقة يومية مع مشاهديها العرب في مختلف بلدانهم. ويستدعي ذلك بالضرورة إعداداً شاملاً يقوم على اختيارات تأخذ في اعتبارها التنوع الجغرافي الكبير، ولا تستبعد في الوقت ذاته تقديم فقرات ذات خصوصيات بهذا البلد أو ذاك ما دامت تحمل فائدة ومتعة مشاهدة عامة. «صباح العربية» تتخلله فقرتان، النشرات الإخبارية الموجزة، ونشرة عناوين إخبارية رياضية، ما يجعل الساعات الأولى من البث، ساعات صباحية حقاً.