تحتفظ فترة البثّ الصباحية على قناة «العربية»، بألق خاص، لم تستطع شبيهاتها من فترات البثّ الصباحي، على قنوات عربية أخرى، تحقيقه. هنا ثمة قدرة على صناعة فترة بثّ مفتوحة، تتنقل برشاقة بين فقرة وأخرى، متجوّلة على موضوعات تهمّ المشاهد العربي، ربما بعيداً من السياسة مباشرة، ولكن تماماً في قلب الاهتمامات التي يمكن أن تفرد ظلالها على المجتمعات العربية. من الثقافة والآداب والفنون، إلى الطب والصحة والتعليم والاجتماع والرياضة، من دون نسيان الوقفات السياسية والاقتصادية التي تتخلّل فترة البثّ، وإن كانت تأتي من أستوديوات موازية. فترة بثّ صباحية يومية، على الهواء مباشرة، تستعين بعدد من الضيوف، سواء ممن يحضرون إلى الأستوديو، أو الذين يُستضافون عبر الأقمار الاصطناعية، من غير مدينة عربية. وانتقالات موفقة، في غالب الأحيان، لا تفارق اهتمامات هذا الصباح أو ذاك، ولا تنسى الالتفاتات المناسبة لأبرز الأحداث التي تُعقد، سواء كان مهرجاناً سينمائياً، أو منتدى للإعلام، أو منافسة رياضية، أو أيّ فعالية من هذا الطراز، وغيره. سيبدو واضحاً حجم الجهد المبذول في الإعداد والتحضير، ليس بما يكفي لتغطية ساعات البثّ هذه، وفقراته، فقط، بل قبل ذلك لإغنائه وإثرائه بما يليق بفترة بث صباحية طموحة، لا تأبه لانعدام منافسات قوية، من شاشات أخرى، ولا يجعلها هذا تركن إلى ما تحقّق لها من نجاح، عبر سنوات، بل تبدو مدفوعة دائماً للتجويد، والتجديد، ومنافسة الذات، طالما تخلّف المنافسون. في ديكور رائع يثير البهجة في العين، والراحة في النفس، والانتعاش في الروح، يأخذ «صباح العربية» مكاناً للتصوير. وعلى رغم أن المكان، في حقيقة الأمر، لا يغدو أن يكون ركناً من ممرّ دخول المبنى متعدد الطوابق، ولن يعدم دخول وخروج الموظفين كلّ صباح، إلا أن حُسن انتقاء الكادر، وإطلالته على شرفة تنفتح على الحديقة الخلفية، بما فيها من ماء وخضرة وإشراقة، ومع توافّر المهارة في الإضاءة والتصوير، والتنويع في اللقطات، وتحريكها بانسيابية، كل هذا يجعل البنية البصرية للفترة مبهرةً. وباختيار البساطة في الجلوس، وفي طريقة التقديم، يتوفّر مقدار كبير من الإلفة التي ينبغي لها أن تسم هذا اللقاء الصباحي اليومي، زاد من هذه الألفة، وفضلاً عن جماليات وبساطة الأثاث، الذي يمكن له أن يوحي أنه موجود في بيت ما، ابتعاد المذيعين الاثنين عن أيّ مبالغة في القول، أو تقعّر في الكلام، أو محاولة مناوشة الضيف على ما لديه من معلومات، وما يقدّمه من معارف. تلك التي تعتبر آفة كثر من المذيعين العرب. ببساطة، تتمكّن قناة «العربية»، وربما وحدها، من إتحاف المشاهد، بفترة بث صباحية مفتوحة، يمكن لكل فرد في الأسرة العربية، أن يعثر على ضالته، في هذه الفقرة أو تلك، منها. وإذا كان من الضروري التنويه إلى فترات بثّ صباحية محلية، مُوفَّقة، في هذا البلد العربي، أو ذاك، بدءاً من «نهاركم سعيد» اللبناني، إلى «صباح دريم» المصري، و«السودان هذا الصباح».. فإن ما تقدّمه «العربية» هو «صباح عربي»، بامتياز.