استبعد الرئيس العراقي جلال طالباني أيَّ اتفاق أمني جديد بين العراق والولايات المتحدة. وقال ان الخبراء العراقيين يعتقدون بأن العراق مازال في حاجة الى حماية جوية وبحرية وتدريب. وأكد طالباني في تصريحات الى التلفزيون الصيني، أن «عقد اتفاق امني جديد بين العراق وأميركا او تمديد وجود قواتها، غير ممكن، لأن ذلك يحتاج الى موافقة ثلثي أعضاء البرلمان، وهذا لا يمكن الحصول عليه». ولفت الى «ضبابية في مواقف القوى السياسية من انسحاب القوات الاجنبية من البلاد نهاية هذا العام، وزاد: «رأست قبل ايام اجتماعين للقيادات السياسية العراقية حضرتهما كل القوى السياسية الفاعلة. بعض وجهات النظر كان واضحاً وبعضها غير واضح». ونفى ما أوردته بعض التقارير الاعلامية عن اتفاق داخل البرلمان على السماح لعشرين الف جندي اميركي في العراق بعد الانسحاب، مشيراً الى ان «البرلمان الى الآن لم يدرس الموضوع». وينص الاتفاق الامني «صوفا» SOFA، المبرم بين العراق والولايات المتحدة في 14 كانون الأول (ديسمبر)2008 على انسحاب القوات الاميركية نهاية العام الجاري، ورهن أي تمديد إلى ما بعد هذا التاريخ بطلب تتقدم به الحكومة العراقية لصوغ معاهدة جديدة بين الطرفين، فيما ينص الدستور العراقي على عرض اي اتفاق امني مع دولة اخرى على البرلمان، على ان تتم المصادقة عليه بنسبة ثلثي النواب. وعن مواقف القوى السياسية المعلنة حتى الآن، قال طالباني ان «التيار الصدري (40 مقعداً) هو الرافض بشكل قاطع وجود القوات الاميركية، واتجاه القيادة الكردستانية هو بقاء هذه القوات بعدد محدود، على الاقل في المناطق المتنازع عليها، أما باقي الأطراف فمازالوا يدرسون الموضوع». وجدد الناطق باسم زعيم التيار الصدري صلاح العبيدي امس، موقفَ الصدر رفضَ التمديد للقوات الاميركية، وقال: «نرفض إطلاقاً بقاء قوات الاحتلال تحت أي مسوغ او ذريعة». تابع طالباني: «أعطينا مهلة أسبوعين للأحزاب السياسية العراقية لتقرر ما اذا كانت توافق على بقاء عدد من القوات الاميركية وليس كل القوات». اما عن موقف الاميركيين، فقال: «الأميركيون ايضاً لا يريدون بقاء كل قواتهم، والاقتراح هو ان يبقى عدد منها للتدريب». وكان مصدر حكومي رفيع المستوى أكد ل «الحياة» في 10 تموز(يوليو) الجاري، أن «الاميركيين يخططون لإبقاء 10 آلاف جندي، بحجة منع الصدامات المحتملة في المناطق المتنازع عليها من جهة، وردع أي عدوان خارجي محتمل من جهة أخرى، اضافة الى رفع عديد موظفي السفارة في بغداد الى 8 آلاف شخص وإحضار 7 آلاف عنصر أمني لحمايتها، عدا عن مستشاري الامن والتدريب، كما اقترحت السفارة فتح مراكز تدريب في مناطق بسماية والتاجي ووسط بغداد، وفي أم قصر بالجنوب، وفي أربيل بالشمال». وكشف طالباني أن «التقارير التي رفعها القادة العسكريون عن القوة الجوية والبحرية والدروع والمشاة الى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، تؤكد أن هذه القوات لا تستطيع حماية الجو العراقي والبحر بعد انسحاب القوات. أما الطائرات الاميركية التي اشتريناها، فلم تصل بعد، وإذا وصلت تحتاج الى فترة تدريب كذلك، وليس لدينا زوارق كافية لحماية البحر». وأضاف ان «الخبراء العراقيين يعتقدون بأننا في حاجة الى حماية جوية وبحرية وتدريب على الأسلحة التي اشتريناها من أميركا، مثل الدروع والدبابات وطائرات F16 وF18». إلى ذلك، قال الناطق باسم القوات الأميركية في العراق اللواء جيفري بيوكان اول من امس: «لم يصلنا أي طلب من الحكومة العراقية، ونحن ملتزمون ببنود الاتفاق، سينتهي عملنا في نهاية العام، وسيكون للسفارة وجود بشكل مدني للعمل مع الحكومة، وستكون قنصليات في البصرة وكركوك وأربيل».