أكد الجيش الاميركي التزامه الانسحاب من العراق نهاية العام الحالي. وأعلن انه يحاول نقل تجربة الحدود الأميركية مع المكسيك الى حدود العراق مع الدول المجاورة. وقال الناطق باسم الجيش الأميركي في العراق جيفري بيوكانن في تصريحات الى «الحياة» ان قواته «ملتزمة الإنسحاب بحلول نهاية عام 2011، بموجب الاتفاق الأمني الموقع بين بغداد وواشنطن نهاية عام 2008». ولخص دور القوات الحالية بتقديم الدعم والاسناد والمشورة للقوات العراقية، فضلاً عن «القيام بعمليات عسكرية ضد الجماعات الارهابية بالتنسيق مع القوات الامنية، وحماية السفارة في بغداد وموظفيها وموظفي الاممالمتحدة والديبلوماسيين (...) لاننا نخشى دائماً على السفارة لكن لدينا ثقة بالقوات العراقية». وعن تقويمه لأداء القوات العراقية قال إنه «تطور على مستوى العدد والعدة (...) لكن هذا العدد لا يمثل معياراً لتقدمها» وأشار الى ان «جوهر مهمة القوات الاميركية الآن هو تعزيز أدائها، وهناك تطور لافت في هذا المجال. لكن ما زالت هناك مشاكل في الجانب الاستخباراتي واللوجستي ينبغي معالجتها». وعن نية تنظيم «القاعدة» بعد الانسحاب الأميركي قال ان «التنظيم في العراق تراجع في شكل كبير وقطع عنه التمويل الخارجي، إلا أنه سيكون له وجود بعد الانسحاب وسيحاول القيام بمشاكل لكن القوات الامنية قادرة على مواجهته». وشدد على ضرورة تطوير الجانب الاستخباراتي. وقال: «نقوم بمساعدة هذه القوات على وضع منظومة استخابارتية لجمع وتحليل المعلومات والتنسيق بين الوزارات وهناك مشكلات نسعى إلى حلها». وعن موقف الجيش الأميركي من التظاهرات الشعبية التي تجري في بغداد وعدد من المدن العراقية قال بيوكانن إن «اي بلد ديموقراطي ينبغي ان تتم فيه محاسبة المسوؤلين فيه من خلال ثلاثة امور، اولها الانتخابات وثانيها الاعلام والثالث من خلال التظاهرات التي تعد احد ابرز وسائل محاسبة المسوؤلين المقصرين». ورفض بيوكانن تشبيه التظاهرات التي جرت في العراق مع ما جرى في تونس ومصر، وأوضح ان «التظاهرات العراقية استهدفت الجانب الخدماتي وتقديم المساعدة الى المواطنين وليس اسقاط الحكومة وتغيير النظام لأن الحكومة ولدت من خلال الانتخابات بمشاركة واسعة من العراقيين». ودعا القوات الامنية العراقية الى عدم مواجهة المتظاهرين ولفت الى ان «الولاياتالمتحدة ستتعامل مع هذا الامر في حال حصوله على اسس دولة صديقة ذات سيادة وسنطالب الحكومة بضبط النفس ولن نتدخل اكثر من ذلك». وزاد ان «التظاهرات التي جرت كانت سلمية ولم تحدث اي خروقات». وعن مشكلة حدود العراق مع دول الجوار التي ما زالت تمثل مشكلة في البلاد، من خلال تواصل تدفق المسلحين والبضائع الرديئة اوضح ان «خبراء في وزارة الداخلية الأميركية وخفر الحدود يعملون مع القوات العراقية لنقل تجربة حدود الولاياتالمتحدة مع المكسيك». وأكد عدم وجود اي دور للقوات الاميركية اثناء انعقاد القمة العربية في بغداد، مؤكداً ان الحدث «عراقي داخلي ليس لنا اي دور فيه لكننا موجودون على مستوى الدعم او المشورة في حال طلبها الجانب العراقي وحتى هذه اللحظة لم يتم ذلك».