أكدت دراسة حديثة أن حوادث الطرق في المملكة هي السبب الرئيسي في 42 في المئة من ظروف حدوث الوفاة الدماغية، وأن نسبة إصابة الذكور إلى الإناث ظلت كما هي أربعة إلى واحد، مشيرة إلى أن الأعمار الأقل من 40 عاماً شكلت 72 في المئة من الحالات، فيما مثلت رضوض الرأس 51 في المئة. وأوضح صاحب الدراسة مدير المركز السعودية لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين أن المركز استمر بجهوده الرامية إلى زيادة التبليغ عن الوفاة الدماغية من المستشفيات المختلفة في السعودية ، عن طريق الاتصال اليومي بالعناية المركزة، بهدف التعرف الباكر على الحالات المشتبه بكونها وفيات دماغية، إضافة إلى تلقيه الاتصالات من المستشفيات عن هذه الحالات ومتابعة إجراءات تشخيصها استناداً إلى البروتوكول الوطني المعمول به، مشيراً إلى أن الأخير يشترط إعلان الوفاة الدماغية بعد إجراء فحصين سريريين يفصل بينهما ست ساعات على الأقل للبالغين وإجراء تخطيط الدماغ الكهربي، لتأكيد عدم وجود أي فاعلية كهربية لقشر الدماغ لمدة 30 دقيقة، أو إجراء تصوير لشرايين الدماغ والتأكد من عدم وجود أي جريان دموي فيها، انتهاء بإجراء اختبار توقف التنفس للتأكد من عدم وجود أي فاعلية لجذع الدماغ، وتوقيع هذه الإجراءات السريرية من طبيبين ذوَيْ خبرة في هذا المجال. وأضاف أن عدد المستشفيات المُبلغة عن حالات الوفاة الدماغية في عام 2010 بلغ 97 مستشفى، كما وصل مجموع الحالات المبلغة إلى المركز خلال هذا العام إلى 615 حالة، وشكلت الحوادث الوعائية غير الرضية 48 في المئة، كان معظمها بسبب الحوادث الوعائية الدماغية التي شكلت 66 في المئة، والأورام الدماغية البدئية 7 في المئة، ونقص الأكسجة الدماغية 27 في المئة، وآليات الوفاة الدماغية كانت بسبب النزف الدماغي في 89.2 في المئة، لافتاً إلى أنه متابعة جميع حالات التبليغ مع وحدات العناية المركزة في مستشفيات المملكة، والتأكد من حصول توقف قلبي وعائي لجميع هذه الحالات وإعلان الوفاة فيها نظاماً. وعن معدل بقاء حالات الوفاة الدماغية في العناية المركزة، ذكر أن المدة الوسطية من وقت الوصول إلى وقت التبليغ بلغت خمسة أيام، متراوحاً ما بين ست ساعات و60 يوماً، بينما بلغت المدة الوسطية لاستكمال التشخيص نظاماً من فترة التبليغ 1.8 يوم، متراوحاً ما بين ست ساعات و30 يوماً، لافتاً إلى أنه تم استخدام الإخلاء الطبي في 97 حالة، 40 منها كانت باستخدام الإخلاء الجوي، و95 حالة باستخدام سيارات الإسعاف، بينما كانت هناك 38 حالة تم فيها استخدام الإخلاء الجوي مع سيارات الإسعاف، أما بقية الحالات وعددها 31 حالة، فقد كان فيها المتوفى موجوداً في مركز زراعة الكبد والقلب، وأن معدل بقاء حالات الوفاة الدماغية في العناية المركزة من وقت الدخول لحين الاستئصال أو التوقف القلبي الدوراني بلغ وسطياً 11 يوماً، متراوحاً ما بين ست ساعات إلى 81 يوماً. ودعا شاهين إلى أهمية تفعيل دور المجتمع والإعلام، وتثقيف كل الشرائح حول الوفاة والتبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية لمصلحة مرضى الفشل العضوي النهائي، وفعالية دور الكادر الطبي لدفع البرنامج عن طريق التعرف الباكر على حالات الوفاة الدماغية، وتبليغها إلى المركز السعودي لزراعة الأعضاء وإجراء التشخيص، والعناية بالمتوفى دماغياً ضمن أقصر فترة زمنية ممكنة لصعوبة الحفاظ على الأعضاء الحيوية وظيفية لفترات طويلة، وإيصال المعلومة الصحيحة إلى الأهل حول الوفاة الدماغية مع التأكيد على الناحية الشرعية حيال ذلك استناداً إلى فتوى هيئة كبار العلماء، والتي تجيز التبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية.