يبدو أن عجلة الزمن التطويرية الخاصة بالمركز السعودي لزراعة الأعضاء توقفت عند آخر إحصائية نشرها على موقعه الإلكتروني في عام 2008، فمنذ ذلك التاريخ والمركز أو "موقعه الإلكتروني" يتجاهل أي تحديث يتعلق بنشر الإحصائيات والأرقام التي يسجلها في عمليات الزراعة، لدرجة أن المتابع العادي يدرك في أقل من دقيقة أن الموقع في سبات عميق حيث لا هوية واضحة ولا تصميم ممميزا يعكس النقلة التقنية التي تعيشها المملكة بصفة عامة في هذا الجانب، فقط مجموعة من "البنرات" الدعائية لشركات أدوية لا علاقة لها بالمركز من قريب أو بعيد. "الوطن" استطلعت موقع المركز على الشبكة الإلكترونية لتكتشف أنه يحتوي على معلومات قديمة مضى عليها قرابة السنوات الأربع تتحدث في مجملها عن استمرارية المركز وجهوده في عام 2008 التي أدت إلى زيادة التبليغ عن الوفاة الدماغية من المستشفيات من خلال الاتصال اليومي بالعنايات المركزة بهدف التعرف الباكر على الحالات المشتبه بها كوفيات دماغية بالإضافة لتلقيه، والملاحظ أن القائمين على الموقع الإلكتروني تحديدا اكتفوا بهذه البيانات متناسين كل الأعوام التي تلت العام 2008 وهو ما يوحي للمتابع العادي أنه لا إنجاز أو مهام قام بها المركز بعد ذلك العام. إحصائيات قديمة وتشير إحصائيات المركز إلى أن عدد المستشفيات المبلغة عن حالات الوفاة الدماغية في عام (2008) 83 مستشفى فيما وصل مجموع الحالات المبلغة إلى المركز خلال ذات العام إلى 533 حالة ظلت فيها نسبة الذكور إلى الإناث كما هي 4 إلى 1 وكانت الأعمار أقل من 40 عاماً في 68.9% من الحالات، وشكلت رضوض الرأس 15.4% من أسباب الوفاة الدماغية بينما شكلت الحوادث الوعائية غير الرضية 40% كان أغلبها بسبب حوادث الطرق التي شكلت 43.9% من ظروف حدوث الوفاة، أما آليات الوفاة الدماغية فكانت بسبب النزف الدماغي في 82.4%. وأشار المركز إلى أنه ومن مجموع هذه الحالات البالغة 533 حالة تم توثيق تشخيص الوفاة الدماغية نظاماً في 359 حالة منها أي ما نسبته 67.4%، بينما لم يتمكن من استكمال التوثيق في ال174 حالة الباقية بنسبة 32.6% وذلك بسبب حصول التوقف القلبي في 24 حالة من أصل 174 حالة بعد أقل من 24 ساعة من التبليغ وفي 77 حالة 44.1% توقف القلب خلال 48 ساعة وفي 8 حالات 4.8% حصل توقف قلبي قبل استكمال التشخيص لوجود فعالية في تخطيط الدماغ الكهربائي بينما في 65 حالة 37.1% حصل توقف القلب بعد مرور أكثر من 48 ساعة من التبليغ ولم يستمكل التشخيص نظاماً. رفض نسبي للتبرع وأشار المركز في ذات الإحصائيات القديمة إلى أنه بالنسبة للحالات الموثقة فقد تمت مقابلة الأهل في 282 حالة 78.6% بينما لم تتم مقابلة الأهل في بقية الحالات وعددها 77 حالة وذلك لتوقف القلب المفاجئ بعد عملية التوثيق في 66 حالة ولعدم صلاحية أعضاء المتوفى في 11 حالة، أما بالنسبة للحالات التي تمت فيها مقابلة الأهل والبالغ عددها 282 فقد تم الحصول على الموافقة للتبرع في 118 حالة بنسبة 41.8% بينما شكل رفض الأهل للتبرع بالأعضاء 57.8% من جملة الحالات التي تمت فيها مقابلة الأهل، وبين المركز أنه تمت متابعة جميع حالات التبليغ مع وحدات العناية المركزة في مستشفيات المملكة والتأكد من حصول توقف قلبي وعائي لجميع هذه الحالات وإعلان الوفاة فيها نظاماً بالنسبة لمعدل بقاء حالات الوفاة الدماغية في العناية المركزة فقد بلغت المدة الوسطية من وقت الوصول إلى وقت التبليغ 5.5 أيام "متراوحاً ما بين 8 ساعات و48 يوما" بينما بلغت المدة الوسطية لاستكمال التشخيص نظاماً من فترة التبليغ 1.4 يوم "متراوحاً ما بين 12 ساعة و31 يوماً". الكلى الأكثر تبرعا ولفت المركز إلى أن إخلاءه الطبي استخدم في 105 حالات 28 منها كانت باستخدام الإخلاء الجوي و59 حالة باستخدام سيارات الإسعاف، بينما كانت هناك 18 حالة تم فيها استخدام الإخلاء الجوي مع سيارات الإسعاف، أما بقية الحالات وعددها 20 حالة فقد كان فيها المتوفى موجوداً في مركز زراعة "الكبد/القلب". وأوضح المركز أن معدل بقاء حالات الوفاة الدماغية في العنايات المركزة من وقت الدخول لحين الاستئصال أو التوقف القلبي الدوراني فقد بلغ وسطياً 10.1 أيام "متراوحاً ما بين 24 ساعة إلى 77 يوما"، كاشفا أن نسبة 100% من مجموع الموافقات على التبرع بالأعضاء كانت للتبرع بالكلى وفي 97% كانت للتبرع بالكبد وفي 79% كانت للتبرع بالقلب بينما كانت نسبة الموافقة للتبرع بالقرنيات في 35% من الحالات. وبين المركز أن ذلك يدل على أهمية تفعيل دور المجتمع والإعلام وتثقيف كافة الشرائح حول الوفاة والتبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية لصالح مرضى الفشل العضوي النهائي وفعالية دور الكادر الطي لدفع البرنامج عن طريق التعرف الباكر على حالات الوفاة الدماغية وتبليغها إلى المركز السعودي لزراعة الأعضاء وإجراء التشخيص والعناية بالمتوفى دماغياً ضمن أقصر فترة زمنية ممكنة لصعوبة الحفاظ على الأعضاء الحيوية وظيفيا لفترات طويلة وإيصال المعلومة الصحيحة إلى الأهل حول الوفاة الدماغية مع التأكد على الناحية الشرعية حيال ذلك استناداً إلى فتوى هيئة كبار العلماء التي تجيز التبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية.