باريس - أ ف ب - في محاولة لعدم إطالة الجدل حول الترميم الجاري للوحة «سانت آن» لليوناردو دافنشي، عرض متحف اللوفر في باريس هذه التحفة الفنية العائدة إلى عصر النهضة، لتظهر نضرة بعد تخفيف طبقات الطلاء والبرنيق. ووضعت لوحة «العذراء والطفل يسوع برفقة القديسة آن» في مشغل الترميم في قصر اللوفر. ودعي عدد قليل من الصحافيين لرؤيتها قبل أشهر قليلة من عرضها أمام الجمهور في آذار (مارس) المقبل، فيما لم يُدعَ المصورون ولا التلفزيونات، لأن التنقحيات لمعالجة أضرار لحقت باللوحة لم تنجز بعد. بدأ دافنشي العمل على هذه اللوحة المنجزة على الخشب في العام 1503 في فلورنسا، وهي تمثل مريم مع والدتها القديسة آنا والطفل يسوع. وأتت اللوحة التي لم تنجز في مرحلة النضج الفني لدى دافنشي (1452-1519). بدأ ترميم اللوحة الذي تقرر العام 2009 بعد مرحلة تفكير طويلة وأبحاث دقيقة، العام 2010. وكُلّفت به المرمّمة من أصل إيطالي سينزيا باسكوالي بمساعدة من مركز الأبحاث والترميم في متاحف فرنسا الذي تقوم مختبراته ومشاغله داخل قصر اللوفر. اللافت في اللوحة حالياً، عودة بارزة للون الأزرق، بينما كان يطغى عليها الأصفر والأخضر والبني بسبب تراكم طبقات البرنيق. واستعاد رداء العذراء الذي كان يحمل بقعاً عائدة إلى عملية ترميم في العام 1950 تأثرت بمرور الزمن، لوناً أرزق سماوياً. وفي هذه المرحلة من الترميم، يظهر أن دافنتشي جعل ثوب مريم احمر قبل أن يغطيه جزئياً بمعطف أزرق. وأصبح وجه القديسة آن أكثر صفاء، إلا انه يبقى «ذا سحنة سمراء» الأمر الذي سيهدئ من قلق بعض الخبراء على أعمال دافنشي الذين كانوا يخشون عملية ترميم راديكالية اكثر. وقال مدير دائرة اللوحات في اللوفر فنسنان بوماريد: «على مستوى الوجوه حافظنا على سماكة برنيق تراوح بين 16 و17 ميكروناً بشكل وسطي. حصل نقاش فعلي حول مستوى تخفيف طبقات البرنيق. غالبية المشاركين أرادت الذهاب أبعد مما تقرر. لكنني اخترت تخفيفاً أكثر اعتدالاً مما هو مقترح، لا سيما من جانب المرممة». وحصل نقاش أيضاً حول الشجرة، إذ تبين أن جذوعاً ثانوية أضيفت على الأرجح في القرن التاسع عشر. ويؤيد بوماريد «بنسبة 80 في المئة إبقاءها»، كونه يعتبر أن قضية الذوق يجب أن «تدفعنا إلى التفكير قبل أن ننزع هذه الأشجار القديمة».