طرح"المؤتمر التأسيسي"العراقي، الذي يضم أكثر من 42 حركة دينية وسياسية بينها"التيار الصدري"و"التيار الخالصي"و"هيئة علماء المسلمين"، مبادرة جديدة للمصالحة الوطنية من أربع نقاط تركز على"وحدة العراق أرضاً وشعباً، من الشمال الى الجنوب، ورفض أي مبدأ تقسيمي وفق أسس طائفية او عرقية، لا سيما في ما يتعلق بالفيديرالية، والاعتراف بالمقاومة الوطنية العسكرية التي ركزت على استهداف القوات الأميركية ولم تستهدف الأبرياء والمدنيين. وتأكيد هوية العراق الإسلامية والعربية وجدولة الانسحاب الاميركي". إلى ذلك، أكد علماء دين سنّة وشيعة عزمهم على عقد اجتماع لتفعيل مبادرة الشيخ محمود الصميدعي لعقد اجتماع للمراجع في مكةالمكرمة طالب زعماء عشائر الديوانية 170 كلم جنوببغداد بدور اكبر للعشائر في دعم الأمن. ودعا الشيخ جواد الخالصي، الأمين العام للمؤتمر التأسيسي في مؤتمر صحافي أمس في بغداد، المرجعيات الدينية والسياسية وزعماء العشائر ووجهاء المدن، الى تبني مشروع المصالحة المطروح. ودعا الى عقد مؤتمر شامل للمرجعيات ورجال الدين من السنّة والشيعة"لايجاد مخرج ملائم للأزمة". وعزا فشل جهود المصالحة الوطنية التي تبنتها أطراف داخل العراق وخارجه الى"ضعف القرار السياسي ونقص السيادة الوطنية"، وقال ان العراق"بات وطناً من دون سيادة، ومن دون قيادة، ودولة من دون مسؤولية". وانتقد ما سماه"صمت المرجعيات ورجال الدين على المجازر اليومية التي تحدث في العراق ولبنان وفلسطين، وطالبهم بالانتفاض وإعلان الموقف الحقيقي مما يجري"، وقال إن"النار ستحرق الجميع إذا لم يتم تداركها واطفاؤها بسرعة". وأكد وجود تحركات سياسية لقوى شعبية تضغط على المرجعيات السياسية والدينية والاجتماعية للوصول الى حلول وسط، بعدما تفاقمت عمليات التهجير الطائفي ووصول الفتنة الى كل مكان، لافتاً الى"وجود جهات وأيادٍ محددة تدفع البلاد الى الاحتراق والتقسيم الطائفي". وقال إن"صمت المرجعيات ورجال الدين والسياسة ساعدهم في تحقيق أهدافهم"، واصفاً محاولات دفع العراق إلى الحرب الأهلية بأنها"قمة المصائب"، واضاف ان"العراقيين يساقون بشكل مبرمج الى الحرب الاهلية ولولا تماسك النسيج الاجتماعي لدخل العراقيون في خضمها منذ الشهور الأولى للاحتلال"، معترفاً بخطورة الوضع الحالي ووصول الأمور الى منعطف خطير يتوجب تكاتف الجميع لوقف نار الفتنة والحؤول دون السقوط في الهاوية". وعن رأيه في المبادرة التي طرحها الشيخ محمود الصميدعي، خطيب وإمام جامع أم القرى، داعياً المرجعيات السنّية والشيعية الى الاجتماع في مكةالمكرمة لإنهاء ازمة البلاد، وأكد الخالصي دعمه للمبادرة، وقال:"نحن مع أي مبادرة يمكن ان تقود الى وقف الدم العراقي". وكان عدد من علماء السنّة والشيعة اتفقوا على البدء بخطوات عملية، تمهيداً لاجتماع المراجع العليا الذي دعا اليه الصميدعي، الذي أكد في تصريح الى"الحياة"أنه"تم الاتفاق مع العلامة الشيعي محمد بحر العلوم على عقد اجتماع لرجال الدين من الخط الثاني لمناقشة تصاعد العنف الطائفي في الشارع العراقي منذ أكثر من ستة اشهر، على ان لا يتجاوز الموعد نهاية الشهر الجاري"، مشيراً الى ان"الجانب السنّي سيحدد اسماء المشاركين في الاجتماع نهاية الاسبوع". وأضاف:"سنبدأ خطوات عملية اخرى مثل ادانة الفتاوى غير المسؤولة لبعض رجال الدين ومساهمتهم في توتير الأوضاع". إلى ذلك، افاد بحر العلوم ان"جميع المراجع الشيعية أبدوا استعداداً للجلوس والتشاور مع علماء السنّة لوضع حد للأزمة الطائفية التي تعصف بالبلاد"، وشدد على أهمية"وضع النقاط على الحروف"ل"انضاج الرؤى وتحديد القضايا التي تستوجب تصدي المراجع العليا لها". وقال إن المرجعية الشيعية تطالب ب"أن تكون المرجعيات السنّية المقترح حضورها الاجتماع ذات تأثير في الشارع السنّي وتحظى بطاعة تامة في حال صدور أي فتوى بهذا الصدد". إلى ذلك، عقد زعماء عشائر وأعيان الديوانية"المؤتمر التأسيسي الأول"الذي خصص لمناقشة الوضع الأمني في البلاد وتحسين الخدمات و"الوصول الى عراق حر آمن"، مطالبين بمنح دور أكبر للعشائر في الملف الأمني وتفعيل مشروع المصالحة الوطنية. وقال الشيخ محسن كاظم، أحد مشايخ عشائر السعيد في الديوانية: ان المؤتمر يهدف الى"لم صفوف العشائر والاعيان في المحافظة وتوحيد كلمتها من أجل إعادة الأمن والاستقرار في بلادنا، والسعي الى انجاح مشروع المصالحة الوطنية الذي سيؤدي إلى انهاء العنف والخلافات السياسية".