أكد عضو الامانة العامة لمؤتمر "اتحاد علماء العراق" محمود الصميدعي، ان الاتحاد المزمع اعلانه رسمياً بعد موسم الحج"لن يكون بديلاً للمرجعيات الشيعية". وقال ل"الحياة"ان"الأمانة العامة لاتحاد علماء العراق التي تم انتخابها بعد المؤتمر التحضيري الأول في تموز يوليو الماضي تستعد لعقد المؤتمر الموسع الثاني لإعلان تشكيل اتحاد علماء العراق رسمياً، وسيأخذ على عاتقه الموازنة بين أفكار المرجعيات الشيعية والسنية في البلاد". واوضح ان الاتحاد يهدف الى"جمع الاطياف العراقية ومعالجة حال الاحتقان الطائفي التي سادت الساحة العراقية خلال العامين الماضيين، ولن يكون بديلاً عن المرجعيات الشيعية، كونها مرجعيات ثابتة ولها جذور عميقة"، موضحاً ان العراق"تجاوز عاصفة الفتنة على رغم انها كبدت البلاد خسائر بالأرواح تقدر بمئات الآلاف". وقال الصميدعي ان"المؤتمر التأسيسي المقبل المقرر عقده في السليمانية، شمال العراق بعد موسم الحج، سيوجه دعوات الى مرجعيات ورجال دين عرب للمشاركة فيه، بينهم الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ احمد الكبيسي، والسيد محمد حسين فضل الله، وشخصيات اخرى تمتلك ثقلاً دينياً". مؤكداً ان"الحكومة العراقية وعدت بأن يكون لاتحاد علماء العراق كلمة مسموعة قد تؤول الى تغيير جزء من سياستها في البلاد". ودعا الحكومة الى"الاسراع في المبادرة المتعلقة بالمصالحة الوطنية"، لافتاً الى ان"أبناء الشعب العراقي بدأوا يتصالحون بعيداً عن السياسيين والقادة وهناك اجتماعات سياسية وعشائرية تتم في معزل عن الحكومة بدأت تؤتي ثمارها"، معتبراً"المرحلة الحالية بمثابة الفرصة الذهبية للحكومة التي عليها استثمارها لتحقيق المصالحة الوطنية". واشار الى أن"هيئة المصالحة الوطنية هو عضو فيها اختفت من الوجود. ولم يعد لها صوت في الشارع على رغم جهودها في عقد المؤتمرات والندوات"وعزا ذلك الى"عدم سن قانون خاص بالهيئة، وعدم الزامية قراراتها بالنسبة الى الحكومة"، لكنه استدرك ان"رئيس الوزراء نوري المالكي خطا خطوات واسعة في مجال المصالحة خلال الشهور القليلة الماضية". وعن الخلاف مع"هيئة علماء المسلمين"والاسباب التي دعت الوقف السني الى اغلاق مقر الهيئة قال الصميدعي ان"ليس للوقف السني خلافات مع هيئة العلماء والجامع الذي كانت تشغله الهيئة يعود الى الوقف وما حصل هو استرجاع لممتلكات". مشيراً الى الدور الذي لعبته وسائل الاعلام"في تعميق الفجوة بين الطرفين من دون مبرر واضح". واكد ان"هيئة علماء المسلمين"كانت"تمثل المرجع الرئيسي لأهل السنة في بداية تأسيسها عندما كان مجلس الشورى التابع لها يضم 40 عضواً، لكن اتجاهها نحو الطابع السياسي لاحقاً واتخاذها قرارات لم تتشاور فيها مع المجلس ادى الى انسحاب 32 عضواً منها، وتقليص دورها في الساحة". لافتاً الى ان"ظهور اقطاب جدد وتشكيل مجالس اخرى مثل مجلس علماء العراق وجماعة علماء العراق الغى عن الهيئة صفة المرجعية الوحيدة لكنها تبقى رائدة في جمع علماء المسلمين". وعن المساجد والجوامع السنية التي تم استرجاعها من سيطرة الميليشيات في الشهور القليلة الماضية قال ان"الوقف السني فتح 13 جامعاً سنياً تتوزع في مناطق ذات غالبية شيعية والجوامع السنية الاخرى في بغداد والمحافظات تم تسليمها الى الوقف لكنها ما زالت مغلقة"، مشيراً الى"نضوج الوعي لدى الاهالي في تلك المناطق واستعدادهم لحماية المساجد السنية في مناطقهم".