على رغم الاعتقاد بأن المفاوضات الايرانية - الغربية وصلت الى طريق مسدود، بعد قرار الدول الست مقدمة عرض الحوافز الى طهران إعادة الملف النووي الى مجلس الأمن، فإن الجانب الإيراني يواصل محاولته كسب الوقت، مستفيداً مما يراه ارتباكاً في الدور الاميركي في المنطقة، بانتظار ما سيُسفر عنه التصعيد العسكري على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية. وتمسك الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بعدم اعطاء رد على العرض الغربي قبل 22 آب اغسطس المقبل، مهدداً بالانسحاب من المعاهدات النووية الدولية اذا فرضت عقوبات على بلاده، مجدداً رفض طهران وقف تخصيب اليورانيوم، ك"شرط مسبق"للمفاوضات النووية مع الغرب. وفي وقت رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تهديدات أميركية بفرض عقوبات على ايران، واصفاً تلك الفكرة بأنها"تكهنات"، سعى الجانبان الاميركي والالماني اثناء لقاء الرئيس جورج بوش والمستشارة انغيلا مركل امس، على تأكيد وحدة الموقف الغربي في مواجهة طهران، عشية قمة الدول ال8 الكبرى في سان بطرسبورغ غداً. راجع ص 10 وخاطب نجاد الدول الست الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا، قائلاً:"إذا وصل الشعب الايراني الى اعتقاد بأن نياتكم في الاقتراح الذي قدمتموه عرض الحوافز غير حسنة او صادقة، فإن إيران ستعيد النظر في التزامها بالمعاهدات الدولية وبتعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مؤكداً أن طهران"لن تتخلى عن حقها المطلق في استخدام التكنولوجيا النووية السلمية". وزاد:"نسعى ان نكون ايجابيين في دراسة رزمة الاقتراحات التي تشكل خطوة الى الأمام، وأعلنا رغبة في الحوار، إلا ان بعض الأطراف استغل الاقتراح للضغط علينا". في الوقت ذاته، حذر وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي الدول الكبرى من اللجوء الى القوة، معتبراً ان ذلك سيكون"على حساب كل الأطراف لان عدم التوصل الى تسوية ينعكس سلباً على الجميع، وبالتالي علينا جميعاً ان نواصل الحوار لتسوية المسألة". وشدد متقي على ضرورة ان تتركز المساعي على"استمرار الحوار للوصول الى الحل"، مضيفاً ان ايران"لا تحب ان تنظر الى نصف الكأس الخالي، والقرار الايراني الجدي هو مواصلة دراسة الاقتراح للوصول الى حل شامل". وكان كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي لاريجاني اكثر وضوحاً بتأكيده ان تعليق التخصيب الذي تطالب به الدول الكبرى، ينبغي ان يكون"قابلاً للتفاوض"في المحادثات في شأن عرض الحوافز. ورفض تصريح وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي أكدت ان هذا التعليق شرط مسبق وغير قابل للتفاوض. وتساءل لاريجاني في بيان للمجلس الأعلى للأمن القومي الذي يرأسه:"لماذا عندما نريد القيام بأمور كبرى، نجعل من كلمات مصطنعة امراً مقدساً، مما يجعل من المستحيل اجراء أي محادثات. كل هذه المسائل يمكن ان تثار اثناء التفاوض". في غضون ذلك، قالت المستشارة الألمانية في مؤتمر صحافي مشترك مع بوش"ان ايران تكون مخطئة اذا كانت تأمل في انقسام المجموعة الدولية"حول التعاطي مع الملف النووي. واعتبرت قرار احالة الملف الايراني على مجلس الأمن"مرحلة جديدة"، لكنها شددت على ان"باب التفاوض لم يغلق". في نيويورك، أكد المندوب الاميركي جون بولتون ان امام ايران"مهلة محددة للانصياع"لطلب وقف التخصيب،"يتبعها النظر في فرض عقوبات هادفة". وقال انها"اعطيت خياراً واضحاً... اما السير قدماً في اقامة علاقة مختلفة مع الولاياتالمتحدة وآخرين"من خلال"تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم"واما"زيادة عزلتها الدولية والضغوط السياسية والاقتصادية من جانب مجلس الأمن"، مؤكداً ان"الايرانيين اختاروا الثاني".