كرر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي رفض بلاده تعليق تخصيب اليورانيوم، لكنه أعلن في الوقت نفسه أن إيران ستدرس المقترحات الجديدة التي ستعرضها القوى العظمى حول الملف النووي قبل إعطاء رد رسمي. وعلى هامش مؤتمر"الإمام الخميني وسياسة إيران الخارجية"، أكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في تصريحات حذرة تحمل إشارات على ليونة إيرانية مستقبلية أن بلاده"مستعدة لدرس الاقتراحات الدولية وإعطاء جواب رسمي حولها"، مرحباً بمحادثات من دون شروط مسبقة . وقال متقي إن الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا سيزور طهران في"اليومين المقبلين لتسليم إيران المقترحات". والجمعة، أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد مجدداً أن"الضغوط من قبل بعض الدول الغربية لإرغامنا على التخلي عن حقوقنا في المجال النووي لن تجدي نفعاً". واتفقت الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا إضافة إلى ألمانيا خلال اجتماع وزراء خارجية هذه الدول عقد مساء الخميس في فيينا على تقديم اقتراحات جديدة لإيران التي طالبتها هذه الدول مجدداً بتعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم. وقال متقي:"خلال اجتماع فيينا، حصل اتفاق بين الدول الأوروبية والقوى الأخرى. واثر اجتماع فيينا طلب الاتحاد الأوروبي أن يتوجه سولانا إلى طهران لتسليم إيران المقترحات الجديدة وأعطينا موافقتنا على هذه الزيارة". وأكد أن إيران"أعلنت في الماضي النقاط المهمة التي يجب أن تشملها المقترحات". وقال"أفسحوا لنا المجال كي ندرس المقترحات الجديدة... وإذا أبدوا حسن نية، خلافاً للمرات السابقة، فسيأخذون في الاعتبار وجهات نظرنا لإيجاد حل للمأزق". وعن المفاوضات مع الولاياتالمتحدة قال متقي انه في"الملف النووي، ليس هناك أي حدود للمفاوضات". وزاد:"أجرينا محادثات في السابق مع الترويكا الأوروبية فرنساوألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين ودول عدم الانحياز. وفي حال سنجري مفاوضات في إطار جديد، سنقدم مقترحاتنا حول هذه المفاوضات". كذلك رحب علي لاريجاني سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي بالحوار غير المشروط، بعدما أكد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أن"بضع دول تسعى إلى حرمان إيران من حقها بالتكنولوجيا النووية". واعتبر أن مساعيها"لن تؤدي إلى أي نتيجة". جاء الموقف الإيراني في وقت أشارت مصادر سياسية إيرانية مطلعة إلى أن الاقتراح الجديد"يحمل جديداً لطهران قد يسهم في إزالة بعض النقاط الخلافية مع بعض الدول الغربية". وأشارت المصادر إلى أن طهران عازمة على الاستمرار في تخصيب اليورانيوم، لكنها مستعدة لتعليق التخصيب الصناعي لمدة قد تصل إلى خمس سنوات، في حال اعترفت الدول الغربية وخصوصاً الولاياتالمتحدة بحق إيران في التخصيب على أراضيها وامتلاك التكنولوجيا النووية لأهداف سلمية، إضافة إلى إخراج الملف الإيراني من مجلس الأمن وإعادته إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وزادت المصادر أن بعض الدول الأوروبية وروسيا والصين لا تعارض حصول إيران على تخصيب اليورانيوم لأهداف علمية في مقابل المعارضة المطلقة الأميركية والتبعية البريطانية لها. واعتبرت المصادر أن"البحث في المقترحات الجديدة وطرح إيران شروطها أو خطوطها الحمر التي تصر عليها مدعومة صينياً وروسياً من شأنه أن يفرض على واشنطن لاحقاً تخفيف لهجة الاشتراط والقبول بالبحث في التخصيب الصناعي بدلاً من الحديث عن تعليق كامل لتخصيب اليورانيوم حتى على مستوى البحوث". على صعيد آخر، وفي بيان أصدرته وزيرة الخارجية النمسوية أورسولا بلاسنيك نصحت طهران بالعودة إلى المفاوضات وانتهاز الفرصة للخروج من أزمة ملفها النووي ديبلوماسياً. وأكدت أن الاتحاد الأوروبي لم ينف أبداً حق إيران الشرعي في الحصول على التكنولوجيا النووية لكنه يرهن ذلك بالتحقق من سلمية هذه النشاطات عبر الالتزام بالشفافية التامة وتقديمها ضمانات تطمئن المجتمع الدولي إلى عدم سعيها إلى استخدام الطاقة في صنع السلاح الذري. على صعيد آخر، قال مسؤول الطوارئ في محافظة هرمزغان جنوبإيران حميد غلام بور إن زلزالاً ضرب جزيرة قشم قبالة ساحل إيرانالجنوبي أمس وتسبب في مقتل طفلة في قرية رامكان وإصابة آخرين.