سعى البيت الأبيض الى التقليل من شأن تشكيك المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بجدوى اجراء مفاوضات مع الولاياتالمتحدة حول البرنامج النووي الإيراني. وترافق ذلك مع تصعيد روسيا لهجتها ضد التشدد مع طهران، وإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان بلاده"لا تنوي الدخول في أي احلاف مقدسة"ضد أي طرف، محذراً من ان العالم بات على حافة مواجهة وصفها بأنها"عقيمة"، ومبدياً معارضته توجيه انذارات الى ايران. راجع ص 10 وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض توني سنو انه لا يعتبر تشكيك خامنئي بجدوى التفاوض مع الولاياتالمتحدة موقفاً نهائياً لإيران من عرض الحوافز لتسوية ازمة الملف النووي. وقال سنو ان الولاياتالمتحدة تتوقع ان ينقل ابرز المفاوضين الإيرانيين في الملف علي لاريجاني رداً رسمياً من طهران الى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا. وأضاف:"موقفنا لا يزال ذاته، وننتظر رداً على الاقتراحات"الغربية"حين يجري لاريجاني اتصالاً مع سولانا". وأعلن المرشد الأعلى ان بلاده لا ترى فائدة في التفاوض مع الولاياتالمتحدة او مناقشة حق طهران في امتلاك برنامج نووي، مضيفاً ان ايران"لن تفاوض أياً كان على حقوقها الثابتة في الحصول على التكنولوجيا النووية واستخدامها". وشكل ذلك تراجعاً عن ليونة ابداها سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، عندما اعلن ان بلاده ستتحدث الى الولاياتالمتحدة للمساعدة في حل مشكلات في العراق. ووافق خامنئي على اجتماع مماثل، لكنه قال ان المحادثات لن تمضي قدماً إلا اذا توقفت واشنطن عن"سياسة الاستئساد". وتأتي تصريحات خامنئي في وقت اعلن مصدر مقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ان"الجدل الكثير غير مستحب خلال درس الرد الإيراني على الاقتراحات الغربية"، مضيفاً ان الحديث عن تاريخ الرد الذي أعلنه الرئيس محمود احمدي نجاد يمتد ما بين 20 تموز يوليو و20 آب اغسطس المقبلين، ومشيراً الى إمكان إعلان الرد قبل ذلك. ورجح المصدر ان يزور سولانا طهران اواخر الأسبوع، للاجتماع مع لاريجاني والاطلاع منه مباشرة على الموقف الإيراني من عرض الحوافز، لافتاً الى ان الاثنين على تواصل هاتفي منذ زار المسؤول الأوروبي طهران وسلّم العرض. واعلن بوتين ان موسكو"لا تنوي الانضمام الى أي نوع من الإنذارات التي لا تقود سوى الى طريق مسدود، وتسيء الى سلطة مجلس الأمن". وعارض تلويح الغرب بفرض عقوبات على ايران في مجلس الأمن، في حال رفضت العرض الغربي وامتنعت عن تعليق تخصيب اليورانيوم. وقال:"اننا واثقون بأن الدخول في حوار هو الذي يصب في تسوية الأزمات، وليس عزل دولة ما". وفي نيويورك، أكد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ان"الأمين العام لا يحاول ان يقحم نفسه مفاوضاً أو وسيطاً"بين ايران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، مع المانيا. وقال ستيفان دوجاريك رداً على"الحياة"ان الاجتماع الذي كان مقرراً في ساعة متقدمة أمس بين الأمين العام ووزير خارجية ايران منوشهر متقي في مقر الأممالمتحدة"مجرد استمرار للحوار الذي بدأ بينهما في جنيف". وأضاف ان انان"لا يحاول ان يخلق مسرحاً بديلاً"للحوار مع ايران. وصرح مندوب الصين السفير غوانغيا وانغ بأن"رسالة الدول الست الى ايران واضحة وهي: اننا نريد منها رداً ايجابياً مبكراً على رزمة الحوافز"التي قدمتها هذه الدول الى طهران عبر زيارة المفوض الاعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا قبل ثلاثة اسابيع. وشدد السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون:"اننا نريد اجابة حاسمة من السلطات في طهران. ولن نعلق على بعض ما يصدر من وقت الى آخر. فنحن نريد جواباً نهائياً محدداً ونحبذ لو تسلمناه قبل الاجتماع"المقرر غداً الخميس لوزراء خارجية الدول الثماني الكبرى في موسكو. وحضر متقي الى نيويورك للمشاركة في مؤتمر الاسلحة الصغيرة"وهو ليس آت للاجتماع بالامين العام ليقدم له الأجوبة والردود"، بحسب الناطق باسم انان. ولم يكن واضحاً ما إذا كان متقي عقد لقاءات ثنائية ذات علاقة بالملف النووي على هامش مشاركته في مؤتمر الاسلحة الصغيرة.