بات بإمكان الانسان العصري ان يحمل في حقيبة صغيرة كل ما يلزمه أو يمتلكه من المعدات الالكترونية الرقمية ويتنقل بها حيث يشاء، كالكومبيوتر النقال ومكتبته الموسيقية التي يمكن تسجيل ما لا يقل عن 166 ساعة منها على جهاز سماع الموسيقى PM3، وآلة التصوير الرقمية، وجهاز تصوير الفيديو DV، والهاتف النقال القادر على نقل الصوت والوثائق والقطع الموسيقية. وباستثناء جهاز الكومبيوتر النقال فإن حجم كل من الاجهزة الأخرى لا يتعدى حجم علبة السجائر، اما وزنها مجتمعة فلا يتجاوز كيلوغرامين. فهناك الجيل الجديد من الهواتف النقالة التي تستخدم ايضاً كجهاز لألعاب الفيديو الالكترونية وكآلة تصوير اذا لزم الأمر كما هي الحال في النموذج الذي طورته شركة طوشيبا، حيث يتحول غطاء الهاتف لدى فتحه الى عدسة خارجية لالتقاط الصور. غير ان الاستخدامات تقتصر في مثل هذه الأجهزة على تخزين الصور في ذاكرة الهاتف وإرسالها الى الأصدقاء الذين يستخدمون أجهزة هاتف مزودة بشاشات ملونة وقادرة على ارسال وتلقي الرسائل القصيرة المقترنة بالصوت والصورة. ويتعلق الأمر هنا بأجهزة الهواتف النقالة المستخدمة في تقنية الاجتماعات عبر الهاتف التي شقت طريقها في اليابان ولا تزال تتعثر في البلدان الأوروبية. وعلى صعيد اجهزة الاستماع للموسيقى يعتبر Ipod العامل بصيغة MP3 ضالة الشباب المنشودة هذا العام، ولا سيما النموذج P.C بسبب سهولة استخدامه وقدرته على تخزين حوالى الفي قطعة موسيقية في قرص الذاكرة الذي يملكه، نظراً الى قوته البالغة 10 جيفا أوكتس ويمكن وصل هذا الجهاز بأي كومبيوتر من طراز PC أو MAC. ومن معدات الاعلام المتعدد الصغيرة التي تلاقي رواجاً كبيراً هذه الأيام، الكومبيوتر النقال PC6 الذي انتجته سوني، حيث يقوم بوظيفة كاميرا الانترنت وآلة التصوير الرقمية بفضل العدسة المدمجة فيه والقادرة على التحرك بزاوية مقدارها 180 درجة مئوية. ولا شك في ان الكفاية الذاتية العالية نسبياً على صعيد الطاقة تقف وراء رواج هذه المعدات. ويعود هذا التقدم الى استخدام المصنعين في الاجهزة الحديثة لشاشات من الكريستال السائل تعمل بتقنية الإضاءة الداخلية تضع الجهاز في حالة سبات في ما يتعلق باستخدام الطاقة عندما لا تكون هناك حاجة الى تشغيل هذه المعدات. كما عمدت شركة Apple الى استخدام قرص ذاكرة في اجهزة سماع الموسيقى MP3 يقوم ب4200 دورة في الدقيقة ما يجعله أقل استهلاكاً للطاقة من أقراص الذاكرة المستخدمة في جميع اجهزة الكومبيوتر النقالة التي تقوم ب5400 دورة في الدقيقة. وقد مكنها هذا النوع من أقراص الذاكرة من تطوير كومبيوتر نقال يعمل لمدة ثلاث ساعات من دون انقطاع ومن دون الحاجة الى شحن بطاريته. وفيما تعاني هذه الأجهزة الصغيرة من عدم امكان التنقل من جهاز الى آخر من ماركة مختلفة شرعت شركة سوني بتصميم مبدأ رقمي يقوم على استخدام بطاقة Memory Stick التي يمكن استخدامها في جميع الأجهزة الالكترونية النقالة كالهاتف وجهاز سماع الموسيقى وآلة تصوير الفيديو والكاميرا الرقمية والكومبيوتر النقال. ويبدو ان انتشار تقنية Blue Tooth التي لا تزال تصطدم بارتفاع الثمن القائمة على مبدأ الاتصالات بلا أسلاك سيجعل الهندسة الرقمية في المنازل شبيهة بتلك السائدة في الشركات، حيث يقوم الموزع المركزي أو المقسم بتخزين الوثائق التي يمكن الحصول عليها بواسطة خطوط متعددة، وانطلاقاً من اجهزة كومبيوتر مختلفة. لكن المؤسف ان التقدم الملحوظ في ميدان الاتصالات وتبادل المعلومات لا يقترن حتى الآن بانخفاض في اسعار هذه الاجهزة الرقمية الصغيرة التي يحلم بها كثيرون