تايرا بانكس الأميركية ذات الثلاثين ربيعاً من ألمع عارضات الأزياء في العالم، وذات جمال فاتن ربما يفوق جمال ناومي كامبل مثلاً. ولا شك في أنها لو كانت ظهرت في الفترة نفسها التي ظهرت فيها ناومي وسيندي كروفورد وكلوديا شيفر لكانت تسلقت سلم المجد مثل زميلاتها ونالت الشهرة نفسها. لكن تايرا تنتمي إلى الجيل الذي خلف ناومي وسيندي وكلوديا وكيت موس وليندا إيفانجليستا. وبما أن موجة العارضات النجمات عبرت لتعود المياه إلى مجاريها، بمعنى أن البطلة السينمائية استعادت مكانتها المسلوبة في قلوب الجماهير وأعادت "السوبر موديل" إلى وضعها الأولي الذي هو امرأة مشهورة جداً ولكن في دنيا الموضة المحدودة، بالمقارنة مع عالم الفن السابع ذي السمعة الدولية والذي يسمح لبطلاته بغزو قلوب المتفرجين وعقولهم أينما وجدوا من خلال الشاشة الفضية. والدليل على ذلك لجوء بطلات عرض الأزياء بشكل مستمر إلى محاولات سينمائية بهدف لفت الأنظار إليهن. حتى النجمات منهن يفشلن في سعيهن هذا، مثل شيفر وكامبل وكروفورد وأنجي إيفرهارت اللواتي تولين بطولات أفلام مبنية على جاذبيتهن وبالتالي فقيرة تماما في حبكتها وإخراجها، غير أن العارضة الماهرة ليست تلقائياً ممثلة موهوبة ذات حضور خارق أمام الكاميرا. وللعودة إلى تايرا بانكس فهي تلمع فوق مسارح عرض الأزياء في كل من باريس ولندن وميلانو وروما ونيويورك، وأيضا فوق أغلفة أكبر مجلات الموضة، كما أنها إحدى بطلات ماركة "فيكتورياز سيكرت" الأميركية الشهيرة وتظهر بشكل دوري في كل العروض التي تنظمها هذه الدار وتنقلها الفضائيات. غير أن الدور العريقة مثل شانيل وإيف سان لوران ورالف لورين وأوسكار دي لا رنتا، تلجأ إلى خدماتها عند تقديمها عروضها الموسمية من الأزياء الراقية أو الجاهزة. زارت تايرا بانكس باريس أخيراً للمشاركة في حفل خيري، فالتقتها "الوسط" في هذا الحوار. أنت من نجمات ماركة "فيكتورياز سيكرت" أي "سر فيكتوريا"، ولكن ما هو سر تايرا للحفاظ على هذا الجمال الصارخ؟ - أشكرك جداً جداً، وأنا على العموم لا أدري إذا كنت فعلاً أتمتع بجمال صارخ ولكنني أحافظ على ما ورثته من الطبيعة بطريقة سهلة تتلخص في النوم ثماني ساعات في كل ليلة والإقلال من السهر خارج المنزل وعيش حياة هادئة إلى حد ما، وهذا كل ما في الأمر. أنت لا تزالين شابة، فهل يعني كلامك أنك تحرمين نفسك من التمتع بحياتك مثل أي إمرأة في عمرك حتى تستمرين في مهنتك؟ - أنا بطبيعتي لا أميل إلى حياة صاخبة، وبالتالي لا أعتبر نفسي أضحي بشيء مهم حتى أبقي على وضعي من حيث المظهر، ومن ناحية ثانية لا أعني انني محرومة من كل شيء فأنا أرى أصدقائي وأخرج إلى السينما والمطعم ولكن في إطار المعقول وأعود إلى البيت قبل منتصف الليل. وإذا كنت أعمل في صباح اليوم التالي فلا أتأخر عن التاسعة بأي حال من الأحوال. ما هو انطباعك في الصباح عندما ترين وجهك في المرآة؟ - أنا في الصباح مثل أي إمرأة ثانية أسأل نفسي عما يعجب الرجال في هذا الوجه تضحك. هل تعتبرين نفسك صاحبة عيوب كبيرة من ناحية الشكل؟ - طبعا مثل أي إمرأة أخرى، لكنني سأمتنع عن ذكر عيوبي في هذا الحديث حتى لا ألفت الإنتباه إليها، لكن وعلى العموم اكتسبت ثقة بنفسي لا بأس بها في السنوات العشر الأخيرة، أي منذ بداية احترافي مهنة الموضة، أما قبل ذلك فكنت أخجل من طولي الفارع ومن نحافتي وكنت أعتبر نفسي محدودة جداً من ناحية الذكاء بالمقارنة مع زميلاتي في المدرسة وفي الجامعة، خصوصاً أن الزميلات كن يبذلن قصارى جهدهن لإقناعي بذلك الشيء. أنا الآن أدركت أن الحكاية كانت غيرة في غيرة وهذا أمر طبيعي عند الفتيات الشابات. لكنك لست من العارضات النحيفات بل على العكس تتمتعين بأنوثة طاغية؟ - هذا صحيح لأنني اكتسبت بضعة كيلوغرامات بعد خروجي من سن المراهقة. آيس كريم وكابوتشينو هل تمتنعين عن وجبات الطعام مثلاً؟ - أحافظ على قامتي طبعاً من أجل مهنتي، لكنني لا أتردد في تناول الوجبات التي أحبها، مثل المعكرونة بالجبن والبطاطا بالزبدة والكريم والدجاج المقلي. وبالنسبة إلى الحلويات فأنا أعشق الآيس كريم، خصوصاً لدى "هاغن داز" و"الكريم بروليه"، وأشرب الكابوتشينو بضع مرات في النهار. لكن كل هذه الأشياء دسمة؟ - أتناولها بكميات معقولة وليس في كل يوم طبعاً. وما هي أهدافك في الحياة غير عرض الأزياء؟ - عرض الأزياء ليس من أهدافي المستقبلية الآن، فهو ورائي أكثر مما هو أمامي، وطموحي هو الانجاب لأنني أعتبر السعادة الشخصية أهم بمراحل من النجاح المهني ومن كسب الملايين والتوصل إلى درجة عالية من الشهرة. وعندما أقول الإنجاب أقصد بطبيعة الحال الزواج والإنجاب، فتربية الأطفال وحدي مثلما تفعله جودي فوستر مثلاً التي تعيش مطلقة وترعى ابنها وحدها شيء لا يرضيني اطلاقاً. كسر قاعدة هل أنت راضية عما توصلت إليه حتى الآن في عملك؟ - أنا أتباهى بشيء واحد أساساً هو كوني المرأة الزنجية الأولى التي نُشرت صورتها فوق غلاف مجلة "سبورتس إيلي ستريتد" الشهيرة، وفي هذه النقطة أقارن نفسي بالممثلة هالي بيري التي هي أول إمرأة سوداء حصلت على جائزة الأوسكار في هوليوود، فهذه الأشياء تتميز بأهمية كبيرة بالنسبة إلى المستقبل لأنها تكسر قاعدة موجودة. انني بالمناسبة معجبة جداً بهالي بيري. ماذا عن محاولاتك السينمائية؟ - مثلت في أفلام مثل "ريدي تو وير" للمخرج الكبير روبرت ألتمان، وفي "إينفرنو" وهو عمل كوميدي جميل، وفي الفيلم التسجيلي "سوبر موديلز" وفي الفيلم الناجح "كويوتي أغلي"، كما ظهرت في مسلسلات تلفزيونية معروفة لا سيما "جاست شوت مي" و"نيويورك أندر كوفر"، لكنني لم أحقق أي نجاح فعلي كممثلة حتى الآن ولا أسعى لإنجاز هذا الشيء في الحقيقة بل أترك الأمور تتحرك وحدها أو لا تتحرك فالسينما ليست من ضروريات حياتي علماً أنني أحلم بتمثيل دور مغنية أمام الكاميرا، خصوصاً انني أجيد الغناء والرقص الإستعراضي فربما أحقق أمنيتي في يوم ما. ما هي الصفات التي تفضلينها لدى الرجل؟ - أولا ألا يخجل مني لأنني عارضة أزياء معروفة، وهذا ما يحدث في أغلب الأحيان إذ أتعرف على رجل وأراه لا يدري كيف يواجهني أو يتكلم معي أو يضحك معي ببساطة، ذلك أن صورتي كامرأة جميلة تمارس مهنة مبنية على الجمال لا تفارق ذهن الرجال فكيف يتسنى لي أن أبني مع أحدهم علاقة وطيدة وقوية في ما بعد، لكنني لا أفقد الأمل فلا بد أن يتواجد رجل ذكي في مكان ما يستطيع التفرقة بيني شخصيا كإمرأة وبين العمل الذي يفرض متطلبات معينة. من أهم الصفات التي تعجبني لدى الرجل روح الفكاهة والبساطة والامتناع عن إبراز عضلاته أو حافظة نقوده في وجهي تضحك. وأعشق أن أسمع عبارة "أنت أجمل في الطبيعة مما أنت عليه فوق أغلفة المجلات". صدّق أو لا تصدق ليس هناك من يقول لي هذه الكلمات أبداً. من شدة الخجل أنت معروفة بمشاركتك في أعمال خيرية، إذ زرت مهرجان "كان" السينمائي لهذا الهدف، فضلاً عن ظهورك في أفلام مقدمة هناك، فماذا تودين قوله في شأن هذا الجانب من شخصيتك؟ - أنا فعلا سفيرة لدى الأممالمتحدة من أجل الدفاع عن الأطفال المرضى وضحايا الحروب وهي مهمة تأخذ مني الكثير من الوقت وتتطلب السفر إلى بلدان بعيدة. لكنني أعشق مثل هذا الانشغال، خصوصاً أن مهنتي تترك لي بعض الوقت وتجلب لي ما يكفيني من دون أن أضطر إلى السعي المستمر وراء العمل. وأنا أتعاون أيضاً مع النجمة الكبيرة إليزابيث تايلور في منظمتها الخيرية، لذا أواظب على الحضور إلى "كان" حتى أكون إلى جوارها في السهرة السنوية الكبيرة التي تقيمها هي لجمع المال لهذه المنظمة. أنا أرى أنه من الطبيعي بالنسبة إلى كل من تبتسم له الحياة أن يفعل ما يستطيعه وأكثر من أجل إسعاد الأطفال خصوصاً، ولكن أيضاً المرضى والفقراء وضحايا الحروب. انني أنتمي إلى فئة المحظوظين في هذه الدنيا، فكيف أكتفي بممارسة مهنة "سوبر موديل" وممثلة من دون أن أشعر بأنني أفيد في شيء؟ أنت سألتني عن رأيي في نفسي عندما أرى وجهي في المرآة في كل صباح، وأعترف لك انني لولا مساهمتي الفعالة في الأعمال الخيرية لما استطعت النظر إلى وجهي في المرآة من كثرة الخجل. وبصفتك عارضة أزياء ترتدين أجمل ما يبتكره أشهر مصممي الموضة، من هو المفضل لديك؟ - لا أرتدي فساتين أو تنورات شانيل أو ديور أو سان لوران في حياتي اليومية، بل أفضل تشكيل موضتي بنفسي عن طريق اختيار ما يعجبني عند هذا المبتكر أو ذاك، فأرتدي القميص أو الجاكيت مثلا من ماركة معينة ثم البنطلون من ماركة ثانية والمعطف من عند دار اخر، وكلها من الدور الجيدة جداً بطبيعة الحال ولكنها ليست من تلك المرموقة القديمة إلا في مناسبات عامة كبيرة حينما يفرض علي وكيل أعمالي الظهور بفستان من عند فلان مثلاً، فأخضع للأوامر بشرط أن يكون الزي على ذوقي جداً وأن يليق بي وبشخصيتي. وأنا أعشق إرتداء المجوهرات في كل المناسبات