تعد الفرنسية والدها فرنسي وأمها من مدغشقر نويمي لونوار NOEMIE LENOIR من أبرز سفيرات ماركة "لوريال" لمبتكرات الشعر مع أندي ماكدويل وكلوديا شيفر وإيفا لونغوريا وغونغ لي. بدأت حياتها المهنية عارضة أزياء من طريق الصدفة، قبل أن تتحول أيضاً ممثلة في أدوار صغيرة وتتسلق شيئاً فشيئاً سلَّم الشهرة السينمائية حتى الوصول إلى أدوار أولى في أفلام مثل "ساعة الازدحام 3" الهوليوودي، أو"غوميز ضد تافاريس"الفرنسي، الأمر الذي لا يتعارض مع عملها عارضة أزياء ويجعلها تقضي وقتها بين الطائرات والمطارات بصحبة ابنها الصغير الذي أنجبته من شريك حياتها لاعب كرة القدم الفرنسي كلود ماكيليليه. والواقع أن نويمي لونوار من العارضات النادرات اللاتي نجحن في السينما، إذا استثنينا طبعاً أندي ماكدويل وليتيسيا كاستا، علماً أن الأخيرة حققت لنفسها سمعة سينمائية جيدة ولكن على الصعيد الفرنسي البحت. وجاءت لونوار إلى مهرجان"كان"الأخير مثيرة دهشة الحضور بسبب تغييرها لون شعرها من أسود إلى أشقر، لكنها فسرت ذلك، بكونها اضطرت للتحول من سمراء إلى شقراء من أجل مهمة مهنية رسمية لحساب لوريال. وفي باريس حيث عادت لونوار إلى سمرتها الطبيعية، التقتها"الحياة"لمناسبة نزول فيلمها"غوميز ضد تافاريس"إلى صالات السينما، وكان معها هذا الحوار. أي لون تفضلين لشعرك، فنحن التقيناك شقراء في مهرجان"كان"ونراك سمراء الآن في باريس؟ - أفضّل اللون الأشقر، شرط أن أحتفظ بشعري قصيراً جداً، لأن اللون الأشقر يجعلني محط الأنظار أكثر من غيره، لكنني على العموم سمراء في أكثر الأحيان. تدمجين بين عرض الأزياء والتمثيل السينمائي، فأي مهنة تفضلين؟ - بدأت عارضة أزياء ولا أزال أحب هذه المهنة وأمارسها في شكل دوري، لكنني أمثل منذ حوالى خمسة أعوام، وأدواري السينمائية في تزايد مستمر، كما أن حجمها يكبر مع كل فيلم جديد، فأنا بطلة فيلمي"ساعة الازدحام 3"وپ"غوميز ضد تافاريس"، بينما باتت أدواري السابقة ثانوية إلى حد ما، وهذا عنصر يدفعني إلى الاستمرار في السينما وعلى اعتبار فن التمثيل بمثابة مهنتي المستقبلية على المدى الطويل، خصوصاً أن عمر عارضة الأزياء المهني يتوقف عند بلوغها سن الثلاثين، بل قبل ذلك في كثير من الأحيان. وكم عمرك؟ - 27 سنة. أنتِ تفضلين السينما إذاً؟ - أنا لا أفضّل السينما ولا الموضة، وإذا استطعت الاستمرار في ممارسة المهنتين طوال حياتي لفعلت، لكن عمر العارضة مثلما ذكرت للتو، يتوقف بسرعة. كيف أصبحت عارضة في الأساس؟ - التقيت عارضة متقاعدة ومتقدمة جداً في العمر، في الصيدلية المجاورة لبيتنا في إحدى الضواحي الباريسية، عندما كنت مراهقة في السادسة عشرة. وسألتني هذه المرأة عما إذا كنت أرغب في ممارسة مهنة عرض الأزياء، وتسرعت بهز رأسي علامة رضا واضحة، فراحت صديقتي الجديدة ومكتشفتي تتولى أمري وتتحدث إلى والدي ثم إلى أشخاص اكتشفت انهم من اصدقائها ومن عمالقة الموضة، ووجدت نفسي في خلال أسابيع قليلة فوق مسارح الموضة الباريسية أولاً، ثم الإيطالية والأميركية واليابانية والإنكليزية، والحكاية لم تتوقف حتى الآن بما أنني أعيش في الطائرات والمطارات أكثر مما أقيم في أحد بيوتي سواء في باريس أو لندن أو نيويورك. وكيف صرت ممثلة بعد ذلك؟ - ساعدتني دار"لوريال"المتخصصة في مبتكرات الشعر، إذ عينتني سفيرة لها منذ ستة أعوام، في الحصول على دور متوسط الحجم في الفيلم الفرنسي"أستيريكس وأوبيليكس: مهمة كليوباترا"إلى جوار جمال دبوز وجيرار دوبارديو، لأن المخرج ألان شاباه كان يفتش عن ممثلة شابة لأداء دور فتاة جميلة تستخدم جاذبيتها من أجل تحقيق أهدافها في الحياة، واعتبرت المسؤولة عن"لوريال"أنني قد أصلح لهذه الشخصية فعرّفتني الى المخرج والمنتج، وبالتالي خضعت لاختبار الكاميرا بنجاح فحصلت على الدور، وبما أن الفيلم نجح عالمياً حصلت بعد ذلك على عروض أميركية من هوليوود، لكنها ظلت تخص الأدوار الصغيرة إلى حد ما. وبقيت أعمل بين فرنسا وهوليوود، إلى أن جاءتني فرصة تمثيل الدور النسائي الأول في فيلم"غوميز ضد تافاريس"قبل عامين، ثم مرة ثانية في"البديلة"، والآن في كل من"غوميز ضد تافاريس"وپ"ساعة الازدحام 3"مع كل من جاكي شان وكريس تاكر. في أسابيع قليلة تمارسين الألعاب الرياضية الآسيوية في"ساعة الازدحام 3"وپ"غوميز ضد تافاريس"، فهل أنت إمرأة رياضية أساساً؟ - لم أكن أمارس أي رياضة قبل أن أحصل على دوري في"غوميز ضد تافاريس"، وأتكلم هنا على الجزء الأول المصور في 2004، وعندما قرأت السيناريو واكتشفت تفاصيل دوري ومدى اعتماده على عنصري المغامرة الرياضية والحركة، بدأت أتدرب على الكاراتيه والجودو والجيوجيتسو والتايشي والملاكمة، وتحولت في أسابيع قليلة إلى مقاتلة ماهرة قادرة على المصارعة أمام الكاميرات من دون اللجوء إلى بديلة، كما تدربت على الرماية من أجل اللقطات التي أحمل فيها المسدس. وساعدتني لياقتي البدنية الجديدة في ما بعد، في أداء دوري جيداً في الجزء الثاني من الفيلم، ثم في"ساعة الازدحام 3". هل صحيح أنك كنت مخطوبة للفنان ستومي باغزي الذي يؤدي شخصية غوميز في الفيلمين؟ - نعم، كنت مخطوبة له اثناء تصوير الجزء الأول، لكننا انفصلنا بعد ذلك بفترة قصيرة، وأنا الآن أشارك لاعب كرة القدم كلود ماكيليليه حياته، كما أنني أم لصبي في الثانية من عمره. لكنك في الفيلم خطيبة تافاريس الذي يؤديه الممثل تيتوف؟ - هذا صحيح، إلا أنني في الحقيقة وقعت في غرام زميله، ربما لأنه زنجي مثلي على عكس تيتوف. هل ترفضين الارتباط بغير الزنوج؟ - في شكل عام، أرد بنعم، لكنني لست متزمتة أبداً، فالحياة عبارة عن لقاءات ولا أحد يستطيع توقع ما قد يحدث في المستقبل. هل تعلمين أن غالبية عارضات الأزياء اللواتي تحولن ممثلات فشلن تماماً؟ - أعلم ذلك بطبيعة الحال، لكنني على دراية أيضاً بالحالات النادرة التي تثبت عكس هذا الكلام، وأتمنى الانتماء إلى فئة الناجحات، وحسن تصرفي في مواقف معينة، مثل اختيار أدواري، هو الذي قد يأتي بهذه النتيجة على المدى الطويل. تقصدين أندي ماكدويل التي نجحت وصارت نجمة سينمائية دولية بعدما بدأت مشوراها عارضة مرموقة لدى أكبر دور الأزياء العالمية؟ - لم أفكر فيها، لكن كلامك صحيح في شأنها، وأنا أقصد كارلا بروني التي صارت مغنية معروفة، وهي صاحبة موهبة حقيقية في الغناء وصوتها في غاية الجمال والنعومة، وهي تردد كلمات حلوة وذات مضمون، على عكس غيرها من المغنيات. وهل تعتقدين بأن ناومي كامبل وسيندي كروفورد وكلوديا شيفر وغيرهن من اللاتي فشلن سينمائياً، مجردات من الموهبة الفنية؟ - أنا لم أقل ذلك بالمرة، لكنهن تجاوزن أول فرصة سينمائية اعترضت طريقهن من دون التمعن في الأدوار المطروحة عليهن ولا في السيناريوات عموماً، ولو كن فعلن ذلك لاكتشفن أن الأفلام كانت رديئة، وأنها اعتمدت أولاً وأخيراً على وجود عارضات معروفات فيها، لا سيما مجردات من ثيابهن في لقطات كثيرة. يعني كلامك أنهن مجردات من الذكاء أكثر من كونهن مجردات من الموهبة الفنية؟ - لا، ومرة جديدة أرد بأنني لم أقل ذلك أبداً، وأنا أفهم مدى تلهف أي عارضة على دور سينمائي من أجل أن تتحول من نجمة موضة إلى نجمة سينما، وما أعرفه أيضاً هو أن العارضات المعروفات محاطات في كثير من الأحيان بأشخاص ينصحونهن، وهؤلاء ليسوا دائماً على المستوى المطلوب من ناحية الثقة مثلاً، نظراً الى كونهم يبحثون عما يتفق مع مصالحهم الشخصية قبل مصلحة العارضة. تتحدثين عن الوكلاء الفنيين؟ - بعض الوكلاء نعم، ولكن أيضاً المنتجين وفئة مزعومة من الأصدقاء. السقوط من أعلى السلّم وكيف تفاديت أنت مثل هذه المطبات؟ - أعتقد بأنني محاطة بأصدقاء حقيقيين، ثم كوني بدأت في السينما بأدوار صغيرة أمر جعلني أتعلم القناعة ولا أتسرع في قبول كل ما يطرح علي من دون التمعن في تفاصيل المشروع وفي دوري بالتحديد. ولم تظهر ناومي أو كلوديا أو سيندي في دور صغير أبداً، فهن بدأن من أعلى السلّم وتوقفن على الفور. وماذا عن ليتيسا كاستا التي تمثل في السينما والمسرح؟ - انها أيضاً من النماذج الإيجابية طبعاً، فوق قائمة العارضات اللاتي نجحن في التحول ممثلات أو فنانات في شكل عام. تظهرين فوق صور الموضة وإعلاناتها أكثر مما نراك فوق المسارح خلال أسابيع عروض الموضة الباريسيةواللندنية وغيرها، لماذا؟ - أنا توقفت فعلاً عن العرض فوق المسرح، لمجرد أنني أفضّل جلسات التصوير وأجدها مريحة نفسياً، بينما أشعر بتعب كبير بعد كل مشاركة مني في العروض الموسمية هنا وهناك. لماذا؟ - لأن الجو العام بين العارضات لم يعد يثير اهتمامي أو يريحني. تقولين انك تعيشين في المطارات وفي الطائرات أكثر مما تفعلينه في بيوتك المختلفة، فكيف تجمعين إذاً بين هذا الواقع ومهام الأمومة مثلاً؟ - ابني نادراً ما يفارقني، فهو يسافر معي أينما ذهبت، وفي بعض الأحيان يظل بصحبة والده في لندن. لقد سجلناه في ثلاث مدارس مختلفة في كل من باريسولندنونيويورك استعداداً لبداية مستقبله التعليمي بعد عام أو عامين من الآن. أنت شريكة لاعب كرة قدم معروف، فهل تفقهين شيئاً من هذه اللعبة؟ - لا، أنا لا أفقه أي شيء من كرة القدم، وأفضّل عليها كرة المضرب أو رقص الباليه مثلاً، لكنني أحب كلود ماكيليليه وبالتالي أحب عمله مثلما يحب هو عملي من دون أن يفقه منه الكثير.