اسمها تايرا بانكس وجمالها يدير الرؤوس، خصوصاً رؤوس أولئك الذين يتابعون عروض الموضة في باريس وميلانو ونيويورك في كل موسم جديد. فهي تحترف عرض الأزياء منذ حوالي خمس سنوات وتنتمي إلى جيل ما بين ليندا ايفانجليستا وكلوديا شيفر وسيندي كروفورد من ناحية، ثم ليسيا كاستا وأودري مارني وجيزيل بوندشن من جانب آخر. ظهرت تايرا، وهي أميركية - أفريقية، في العروض الباريسية الأخيرة الخاصة بربيع وصيف السنة 2001، إضافة إلى قيامها ببطولة الفيلم السينمائي المرح "كويوتي القبيح" المتوقع اطلاقه خلال الخريف الحالي. التقيناها في فندق "سانت جيمس اند الباني" الباريسي عقب أحد العروض التي شاركت فيها، ودار معها هذا الحوار: شاركتِ في خلال مهرجان "كان" السينمائي الأخير في العرض الضخم الذي قدمته إحدى دور الأزياء الأميركية بحضور نخبة من النجوم العالميين، ماذا كان شعورك وأنتِ تشاركين في أكبر مناسبة فنية في العالم من دون أن يؤخذ فيلمك في الاعتبار؟ - لم أقدم إلى المهرجان بصفتي ممثلة، بل كعارضة أزياء فحسب، وكنت على دراية تامة بأن فيلمي لن يعرض هناك أو يجد من يتكلم عنه ويروجه. لم يزعجني ذلك، فأنا "سوبر موديل" أولاً، وممثلة ثانياً. وأتقبل المسائل بصدر رحب إلى أن تتغير الأمور وأصبح نجمة سينمائية وعارضة متقاعدة تضحك. وبشأن عرض الأزياء في "كان"، فهو شوهد من قبل ملايين المتفرجين في بيوتهم بواسطة شبكات التلفزيون التي نقلته على الهواء، غير شبكة الانترنت، حيث استطاع كثيرون متابعته عبرها، مما أدى تعدي رقم المليار متفرج على المستوى العالمي. فهل تعتقد أن فيلم "كويوتي القبيح" مهما نجح، سيقدر على جمع مثل هذا الرقم في عدد مشاهديه؟ يقال إن الطابع الخلاعي للعرض هو الذي سبب رواجه إلى هذا الحد... - رأيي هو ان الغيرة تقف وراء هذه الاشاعات. والعرض تكون من ثياب عادية في عددها الأكبر مع بعض القطع الداخلية وملابس البحر. ولا يعني ذلك أبداً ان العارضات تصرفن بطريقة خلاعية على المسرح. إن أهل المهرجان هم السبب في اطلاق الأقاويل البشعة كلها، لأنهم رفضوا الاعتراف بأن سهرة غير متعلقة بالسينما خطفت عنهم الأضواء. والأدهى أنهم توقعوا حدوث ضجة من حول عرض "فيكتورياز سيكرت"، فمنعونا من إقامة الحفل في قلب المدينة إلى جوار قصر المهرجانات. ورغماً عن بعد مقر نادي "بالم بيتش" الذي استقبلنا في النهاية، من وسط "كان"، لاقت المناسبة النجاح المتوقع لها، بل أكثر من ذلك، وتدفق إليها النجوم والجمهور بلا أي تردد. هل تطمعين حقاً في التحول إلى ممثلة بعد اعتزالك عرض الأزياء؟ - نعم، وأنا أقول ذلك بجدية تامة، علماً ان الإعلام نادراً ما يصدق أي عارضة من هذه الناحية. ربما ان الإعلام يرفض تصديق تلك التصريحات بسبب فشل العارضات اللاتي خضن التجربة من قبل مثل نعومي كامبل وسيندي كروفورد وكلوديا شيفر وغيرهن. - أنت تنسى أندي ماكدويل وجينا ديفيز وغريس كيلي على أيامها ولورين باكال من قبلها. إن تاريخ السينما الهوليوودية حافل بالأمثلة لعارضات أزياء تحولن إلى ممثلات ناجحات عالمياً، ولكن المشكلة ان أي عارضة تحقق ذاتها في السينما، تخفي عن العالم ماضيها كأنها تخجل من عملها السابق. صدقني إذا قلت لك ان عدد العارضات اللاتي أصبحن ممثلات ونجحن أكبر بكثير من عدد الفاشلات. وعلى العموم فأنا أنوي خوض التجربة والنجاح فيها. حديثنا إذاً عن دورك في "كويوتي القبيح"... - أديت في الفيلم شخصية فتاة تفتش عن عمل ليلي يساعدها في تمويل دراستها الجامعية، فتعثر على وظيفة خادمة في مطعم من نوع غريب، بمعنى أنها تضطر إلى الغناء والرقص وسط القاعة بصحبة زميلاتها، إضافة إلى خدمة الزبائن. ومن هنا تنشأ المواقف الكوميدية، كما تلتقي الفتاة شاباً يعجبها وتقع في غرامه مما يتعارض مع جدولها الزمني المشحون بالدراسة والعمل. يمكن تصنيف الفيلم بأنه من النوع الخفيف الذي يجمع بين الفكاهة والرومانسية، وهو لا يتضمن أي مشاهد اباحية على عكس ما يتوقعه كثيرون. هل تجيدين الاستعراض عامة؟ - أنا امارس الباليه، وأيضاً الرقص الحديث منذ سن الصبا. أما عن الغناء فتعلمته خصيصاً من أجل دوري في الفيلم، وتدربت ثلاثة أشهر قبل بدء التصوير. هل كانت لديك خبرة سابقة في السينما؟ - نعم، لكن في أدوار صغيرة جداً، أو في أعمال تسجيلية عن عالم الموضة لم تتطلب تقمص شخصية مختلفة. وبدايتي الحقيقية أمام الكاميرا هي بلا شك في فيلم "كويوتي القبيح". ما هي الأدوار التي تحلمين بتمثيلها في المستقبل؟ - أميل بشدة إلى اللون الاستعراضي، كما تعجبني الدراما العاطفية. ألا تخافين من أن يمنعك جمالك الطاغي من تحقيق رغبتك هذه، بمعنى انك ستبقين حبيسة الأفلام الخفيفة؟ - تبدو وقد انزعجت، أريد أن أفهم ما الذي يمنع امرأة جميلة من التمتع بموهبة درامية فذة أسوة بأي واحدة دميمة مثلاً؟ الفيلم من النوع الخفيف، وهذا ما أقصده. ألا تخافين ضرورة اعتزالك عرض الأزياء أولاً قبل أن يتخذ أهل السينما والجمهور عنك صورة أكثر جدية؟ - في هذه الحالة سأتوقف عن العمل ك"سوبر موديل" وأتفرغ للتمثيل. من هن صديقاتك في عالم الموضة؟ - ليتيسيا كاستا وهايدي كلوم وجورجيانا روبرتسون وإيفا هرزيغوفا وأصبر فالتيا، ومع ذلك أقول إن العدد الأكبر من صديقاتي غريب عن ميدان عملي. هل تعتبرين المنافسة شديدة بينكن؟ - ربما اني كإمرأة نصف زنجية أشعر بعنصر المنافسة بشكل أقوى من أي عارضة بيضاء، وذلك لأن عدد الزنجيات يقل عن غيره طبعاً في المهنة، مما يجعلنا نتنافس على العروض المتوفرة في السوق والتي تخف أو تزيد حسب الفترة الزمنية التي نعيشها. إنها مسألة صيحات، ففي موسم معين سيتهافت المبتكرون على العارضات الزنجيات، ثم تنقلب الأوضاع طوال عامين مثلاً، الوحيد الذي يواظب على استخدامنا هو إيف سان لوران، فهو رجل مخلص في حقل الموضة. الوحيدة الزنجية بين صديقاتي المذكورات هي جورجيانا روبرتسون وأنا أحبها كثيراً رغماً عن المنافسة بيننا. ألا تعتقدين أن هذا الوضع سيلاحقك في عملك كممثلة سينمائية؟ - نعم بكل تأكيد، ولكن ما العمل سوى الكفاح والمواظبة. حالي حال كل من ينتمي إلى أقلية ما في بلده. وما هي مشاريعك الحالية في كل من الموضة والسينما؟ - سأسافر قريباً إلى نيويورك للمشاركة في عروض الأزياء هناك، كما سأقف أمام عدسات مجلات الموضة النسائية مرتدية أحدث موديلات ربيع وصيف 2001. وعلى الصعيد السينمائي، من المفروض أن أمثل في فيلم أميركي - بريطاني مشترك يصور في المغرب. لكن العملية لا تزال في مرحلة التحضير ولم توقع العقود بعد