يتعرض كتاب "نظرية الدراما من هيغل الى ماركس"، للناقد والمنظّر المسرحي أ. أ. أنيكست، الى الفلاسفة الذين كتبوا عن مبادئ الفن المسرحي، وقدموا نظريات مهمّة ودرسوا المسرح منذ نشوئه... من دون ان يكتبوا نصاً مسرحياً، او يخرجوا عرضاً مسرحياً. بل كان المسرح أحد مشاغلهم الكثيرة. وباعتبار ان المسرح ظاهرة اجتماعية واعية، وأن الموسوعية كانت من صفات هؤلاء الفلاسفة، فقد تناولوا قضايا المسرح بالبحث والنقد والتحليل. يعتبر هذا الكتاب جزءاً من السلسلة التي أصدرها أنيكست تحت عنوان "تاريخ دراسة الدراما"، وضمنها كتاب عن "الدراما عند هيغل". يضيء هذا الكتاب بشكل واسع آراء الفلاسفة الألمان في القرن التاسع عشر، إذ يبدأ من المفكر الرومانسي شيلينغ... وينتهي بماركس، الشاعر، وأنجلز، كاتب المقالات الأدبية، في بداية حياتهما... مروراً بهيغل، أحد أهم الفلاسفة الذين عالجوا قضايا المسرح وعلم الجمال وأثروا في المسرح، وما زالوا يؤثرون في مسائل الأدب والفكر والفن، حتى يومنا هذا. ولعلّ كتاب "نظرية الدراما من هيغل الى ماركس" تعريب ضيف الله مراد، منشورات "وزارة الثقافة السوريّة - المعهد العالي للفنون المسرحيّة" يوفّر للقارئ متعة كبيرة. فإضافة إلى موسوعية أنيكست واحترافه، هناك الترجمة الموفقة والمبسطة التي تتناسب مع خصوصيّة الثقافة المسرحية. فالمترجم ليس طارئاً على الحياة المسرحية، فهو خريج الاتحاد السوفياتي سابقاً - قسم المسرح، وله اسهامات عدّة في هذا المجال سواء من خلال تعريب الكتب النقدية، مثل "ستانيسلافسكي وبريشت" لسورينا، و"البروفة حبي" لأناتولي ايفروس، و"الدراما عند هيغل". او من خلال تعريب النصوص المسرحية العالمية مثل "الطاولة العاشرة" لأوسفالدو دراكوني. وهو يعكف حالياً على ترجمة كتاب "استمرار الرواية المسرحية" لأناتولي ايفروس. يستعرض الكتاب كذلك مواقف أولئك الفلاسفة من النقاد الذين حاولوا ترسيخ مفاهيم خاطئة عن مسرح بعض المشاهير، وكذلك يتطرق بالتحليل النفسي والجمالي والتقني لماهية الكوميديا "بوصفها تراجيديا مقلوبة"، حيث يرى شيلينغ ان الأسطورة هي مادة التراجيديا اليونانية. أما العصر الحديث فقد أنجب أسطورته من خلال المصادر الثلاثة: القصة، تاريخ الماضي المجيد والشاعري، الأساطير القصص الدينية. ولقد اعتمد شكسبير المصدرين الأولين، فيما اعتمد كالديرون المصدر الثالث.