شيّعت ايران المرجع الديني المعارض آية الله السيد محمد الحسيني الشيرازي، احد كبار المرجعيات الشيعية الذي تميز بمعارضته مبدأ "ولاية الفقيه" الذي طبقه الامام الخميني، وانتقاده استخدام العنف والارهاب في العمل السياسي. توفي الشيرازي عن 75 عاماً في مدينة قم حيث اقام منذ 1979، ودفن عند ضريح السيدة المعصومة موقتاً، الى حين توافر الظروف لنقله الى كربلاء في العراق حيث اوصى بدفنه. وقال بعض انصاره ان وصية الشيرازي لم تنفذ، لانه طلب ان يدفن في منزله، وانه تم انتزاع جثمانه من المشيعين ودفنه في غياب ذويه. ولد الشيرازي في النجف وانتقل منها الى الكويت في مطلع السبعينات قبل ان يتوجه الى ايران بعيد انتصار الثورة الاسلامية. ظل طوال اكثر من 15 عاماً رهن الاقامة الجبرية بسبب رفضه ما أسماه "استبداد مرجع واحد بقيادة الشيعة"، ودعوته الى مبدأ "شورى المراجع" المتناقض مع مبدأ "ولاية الفقيه". يتحدر الشيرازي من اسرة علمية دينية عريقة، فهو حفيد الميرزا محمد حسن الشيرازي صاحب فتوى تحريم التبغ في ايران، ومحمد تقي الشيرازي احد قادة ثورة العشرين في العراق 1920، ووالده آية الله مهدي الشيرازي. تولى منذ العام 1961 المرجعية في مدينة كربلاء، لكنه اضطر لمغادرة العراق عقب اعتقال شقيقه حسن الشيرازي الذي اغتيل لاحقاً في لبنان، وصدر في حقه حكم غيابي بالاعدام. وربطت الشيرازي علاقة قوية بالامام الخميني بعد ان استقبله في كربلاء اثر نفيه من ايران في 1964، وقدمه ليؤم صلاة الجماعة بدلاً منه في بادرة لا سابق لها في عرف علماء الدين. وقد رد الخميني على استقبال الشيرازي له في كربلاء بزيارته في منزله في مدينة قم عندما هاجر اليها قبل ان يختلفا. وتعد "منظمة العمل الاسلامي" في العراق التي اسسها ابن اخته وصهره آية الله محمد تقي المدرسي كبرى التنظيمات التي رعاها الشيرازي". ألّف الشيرازي العديد من الكتب، منها "السبيل الى انهاض المسلمين" و "الصياغة الجديدة لعالم الإيمان والحرية والرفاه والسلام"، وكتاب "ممارسة التغيير لإنقاذ المسلمين"، وقد عكست جميعها رؤيته في تغيير العالم نحو الافضل من دون عنف.