استمراراً لعمليات القمع والعنف التي تمارسها إيران ضد شعبها، أصدرت الاستخبارات الإيرانية أمراً باستدعاء واعتقال نجل المرجع الديني السيد الصادق الحسيني الشيرازي، السيد حسين الشيرازي، الشهير في قم الاثنين الماضي وذلك بسبب محاضرة وصف فيها المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، ب «الفرعون «. وذكرت مصادر أن اعتقال حسين الشيرازي كان بشكل مختلف؛ إذ تم التعدي عليه، وضربه بصاعق كهربائي؛ وهو ما أدى لسقوطه أرضًا، واعتُقل إثرها إلى جهة غير معلومة. واستنكر مقلدو المرجع الشيرازي آية الله السيد صادق الشيرازي في العديد من دول العالم اعتقال ابنه حسين الشيرازي. وفي العراق، في منطقة كربلاء، خرجت مظاهرة أمام الملحقية الإيرانية التابعة للسفارة الإيرانية احتجاجًا وتنديدًا بالاعتقال الذي تعرض له حسين الشيرازي، ودعا المتظاهرون الحكومة العراقية إلى التدخل من أجل إطلاق سراح الشيرازي، كما طالب المئات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإقامة مظاهرات يومية أمام السفارة الإيرانية احتجاجًا على قيام السلطات بظلم وإهانة الرموز الدينية. وقد أكدت المصادر أنه تم استدعاء السيد حسين الشيرازي إلى مديرية الاستخبارات الإيرانية، لأكثر من مرة خلال الأعوام الماضية، مع تعرضه المستمر للإهانة والتهديد، بسبب مشكلة نظام الحكم في إيران مع المرجعية الشيرازية كونها مرجعية مستقلة وتدعو إلى استقلال الحوزة العلمية والمراجع عن الحكومات. وأضافت المصادر أن الاضطهاد المستمر الذي تعانيه المرجعية الشيرازية، ومنها قضية اعتقال نجل المرجع الشيرازي هو نتيجة انتقادها للحكام المستبدين الدمويين في إيران. الجدير بالذكر أن السيد حسين الشيرازي انتقد في محاضرته الأخيرة ولاية الفقيه، وسيطرتها على السلطة. وذكرت مواقع ناطقة بالفارسية من بينها «ميكروفون نيوز» الذي نشر صورة عن مذكرة الاعتقال أن المدعي العام للمحكمة الخاصة برجال الدين في قم، أصدر حكماً باستدعاء هذا المرجع بعد نقد صريح لممارسات النظام الإيراني ومبدأ ولاية الفقيه وقامت السلطات باعتقاله صباح الاثنين. ووفقا لمقطع منشور على موقع يوتيوب عن جزء من محاضرة لحسين الشيرازي، قبل بضعة أسابيع، يظهر فيه وهو يصف «حكم الولي الفقيه» بأنه ما يعادل حكم فرعون شارحا استبداد الدولة الدينية في إيران وأساليبها القمعية ضد المعارضين والمنتقدين والمختلفين معها بالرأي. الحرس الثوري وأكدت مواقع مقربة من الشيرازي أن استخبارات الحرس الثوري الإيراني هي من تقف وراء استدعاء حسين الشيرازي وآخرين من أفراد عائلته خلال الأعوام الماضية، مع تعرضهم المستمر للإهانة والتهديد، بسبب دعوة أسرة الشيرازي إلى استقلال الحوزة عن السلطة السياسية. يذكر أن مرجعية الأسرة الشيرازية التي لها أتباع في إيرانوالعراق وعدد آخر من البلدان ذات التواجد الشيعي، يرفضون ولاية الفقيه وحكم المرشد الإيراني علي خامنئي، لكنهم يطرحون أفكارا متطرفة تغذي الطائفية في المنطقة ولا يختلفون بشيء عن خطاب النظام الإيراني من حيث المبادئ الفكرية، بحسب ما يقول منتقدوهم. قوة الشيرازية وشهد نفوذ أسرة الشيرازي بعد الثورة الإيرانية عام 1979 توسعا كبيرا، حيث دعم المرجع محمد الشيرازي الخميني واحتلت «منظمة العمل» الشيرازية التي قادها محمد تقي المدرسي شوارع طهران ونصبوا المشانق لمعارضي الثورة ومن ثم تمددوا بالأجهزة الأمنية الإيرانية كونهم في الغالب من أبناء وأقارب وأتباع المراجع ورجال الدين الإيرانيين الذين ولدوا بكربلاء والنجف في العراق ويحملون الجنسيات الإيرانية. بعد ذلك نشطت الحركة في المجال الاقتصادي ودخلت بازار طهران وقامت بجمع ملايين الدولارات من أنصارها وتابعيها ومقلدي الشيرازي في إيرانوالعراق ودول الخليج وانتشرت عدد الحسينيات التي يملكونها في قم وأصفهان. بداية الخلاف دبت الخلافات بين الشيرازية وبين النظام الإيراني بعد ذلك التوسع في النفوذ وبدأ الحرس الثوري يحد من تنامي الشيرازيين بعد ما أيد محمد الشيرازي فكرة مجلس شورى الفقهاء بدل ولاية الفقيه المطلقة بعد وفاة الخميني وهو على غرار الكثير من المراجع يرفض ولاية المرشد الحالي علي خامنئي. كما يعارض الشيرازي فتوى خامنئي بتحريم التطبير (ضرب الرأس بالسيف في مراسم عاشوراء) حيث تم إغلاق حسينيات الشيرازي وتحجيم نفوذه وفرضت الإقامة الجبرية عليه حتى وفاته عام 2001. وبدأ التيار الشيرازي أخيرا بصراعات إعلامية مباشرة مع حزب الله وإيران منذ أربع سنوات، الأمر الذي يعده أنصار ولاية الفقيه خيانة للتشيّع الذي تقوده إيران بالمنطقة. ويعتبر بعض رجال الدين مثل كمال الحيدري الذي كان من قيادات هذا التيار وانشق عنهم أن بعض القوى العالمية تستغل الشيرازيين وخطابهم المتشدد لإشعال الحرب الشيعية السنية بالمنطقة.