لم يكن تحركهم يوم أمس (الجمعة) في لندن، الرافض لسياسة «ملالي طهران» من خلال انزالهم لعلم دولة الخميني من سارية سفارته في لندن، إلا دليلاً على رفض عدد من الجماعات الشيعية لسياسة طهران المقصية للتيارات الشيعية، من خلال تفردها بتصدير الثورة الإيرانية للخارج، والعبث بالشؤون الداخلية للدول المجاورة لها دون النظر إلى الشعب الإيراني الذي يرزح تحت ظلم وطغيان معممي طهران. ويعرف الشيرازيون على أنهم طائفة شيعية اثني عشرية تنسب إلى المرجع محمد الحسيني الشيرازي، وعرف عنهم توريث المرجعية بدلا من المتعارف عليه عند الاثني عشرية، من شروط معينة لنيل درجة المرجعية، ليس من بينها التوريث، إلا أنهم الآن يعدون اتباعاً للمرجع الشيرازي الحالي «صادق الحسيني الشيرازي» الأخ الأصغر ل«محمد». وشكل الشيرازيون في وقت سابق دوراً كبيراً ساهموا فيه الوقوف إلى جانب الخميني لإنجاح «الثورة الإيرانية»، قبل خلافهم معه وانضمامهم إلى صف المعارضة، بعد وفاة المرجعية الشيرازية «محمد الشيرازي» وابنه «محمد رضا»، واتهاماتهم للنظام الحاكم في إيران بقتلهما واختطاف جنازة مؤسس الطائفة الشيرازية ودفنه في قم خلافاً لوصيته التي أوصى فيها بدفنه في «كربلاء». ويعزو الشيرازيون الخلاف بينهم وبين «طهران» إلى اتهام خامنئي بإقصاء بقية التيارات الدينية الشيعية في إيران الذي يواجه منعاً لممارسة طقوسه الدينية في إيران، رغم العديد من أتباعه في العراق ولبنان وسوريا وباكستان وأفغانستان.