في إطار استراتيجية المصالح للمرحلة المقبلة ومن خلال جولة آسيوية تركز على الدول الرئيسية حقق النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نقلة نوعية مطورة للعلاقات السعودية - الآسيوية في الدول الصناعية الرئيسية بعد زيارات ناجحة لكل من الصينوكوريا الجنوبية ركزت في مجملها على الجانب الاقتصادي من التعاون، الى دعم جهود المملكة في منظمة التجارة العالمية، وشملت جوانب عسكرية واقتصادية، اضافة الى الشؤون السياسية التي ظلت من المحاور الاساسية لجولة الامير سلطان الآسيوية، خصوصاً بعد انتفاضة الاقصى وتطورات الصراع العربي - الاسرائيلي. وحظيت زيارة الأمير سلطان الى الصين الشعبية باهتمام كبير كونها الاولى من نوعها لوزير الدفاع السعودي خصوصاً ان السعودية حصلت العام 1988 على صواريخ صينية متوسطة المدى إس إس 2000. وركزت المحادثات السعودية - الصينية على الشأن الاقتصادي وبعض قضايا التعاون العسكري مثل تمديد فترة اتفاق مشترك للتدريب والتأهيل اضافة الى احتمال عقد اتفاقية تعاون امني في المستقبل القريب. وقال السفير الصيني في الرياض ل "الوسط" ان بلاده قدمت الى السعودية الكثير من العروض التقنية في مجال تحلية المياه المالحة وغيرها من التقنيات المرتفعة الكلفة غربياً والمعتدلة صينياً مع تأمين عقود وبرامج صيانة تؤهل السعوديين بصورة جيدة للمستقبل، خصوصاً ان المياه عزيزة في الاراضي الصحراوية. وعلى جانب آخر يعتقد خبراء ومحللون نفطيون في منطقة الخليج ان زيارة الأمير سلطان ستساهم في اعادة درس مشاريع المشاركة في مصافي النفط الصينية مستقبلاً، مؤكدين ان الاقتصاد الصيني سيحظى في السنوات المقبلة بمتغيرات رئيسية ستجعل منه واحداً من اهم الاقتصادات العالمية. وأثناء زيارته لبكين شدد الأمير سلطان على ان موقف الصين من القضايا العربية واضح سياسياً وغير منحاز وهو مبدأ جيد يعزز المطالب العربية. وفي كوريا عززت زيارة الامير سلطان لها امكانية التعاون العسكري بين البلدين، ويتوقع ان يزور وفد عسكري سعودي كوريا الجنوبية في الفترة المقبلة. وقالت مصادر سعودية وكورية التقتها "الوسط" في سيول ان زيارة الأمير سلطان حظيت بالكثير من الاهتمام، خصوصاً أن الوفد السعودي درس مع الجانب الكوري التعاون الصناعي السعودي - الكوري وبخاصة في المجال العسكري، بعدما ساهمت زيارة الأمير سلطان في مثل هذا التوجه. وكان الأمير سلطان ركز على حاجة السعودية الى تنمية بعض صناعاتها الاساسية بالتعاون مع كوريا فنياً وتقنياً، واعلن عن اتجاه السعودية الى دعم مشاريع التوسع الافقي لصناعة النفط مع كوريا، وذلك من خلال اللجان العاملة بين شركة ارامكو السعودية والشركات الكورية، لافتاً الى ان اللجنة المشتركة بين البلدين التي يرأسها وزيرا التجارة، في البلدين ستجتمع قريباً. واشار الأمير سلطان عقب لقائه وزير الدفاع الكوري الى رغبة بلاده بتوسيع دائرة التعاون معسيول. وقال ان اهتمامات الرياض لا تنحصر في الصناعات الخفيفة، مشيراً الى ان هناك "صناعات سعودية نرغب في تنميتها وان البعض منها موجود في كوريا وبصورة متطورة". وركز البيان الختامي لزيارة وزير الدفاع السعودي لسيول على الجانب الاقتصادي وهو ما يمهد الى ابرام اتفاق بين البلدين حول التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات قريباً، وكذلك توقيع اتفاق تعاون حكومي للنقل البحري، اضافة الى اتفاق لمنع الازدواج الضريبي. وتجد السعودية تقديراً خاصاً من الكوريين الذين لا يخفون امتنانهم لحصول الشركات الكورية على كثير من العقود التجارية والتنفيذية خلال سنوات الطفرة الاولى وهو ما ساهم في تعزيز قدراتهم وثرواتهم ايضاً. وتصدرت زيارة الأمير سلطان العديد من المطبوعات الكورية التي تناولت في جوانب التعاون وآفاق المستقبل الكوري السعودي. وشملت جولة الأميرسلطان، اضافة الى الصين وكوريا، كلاً من ماليزيا وكازاخستان. وكان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي اعلن قبيل بدء زيارته الصين ان كونه وزيراً للدفاع لا يعني ان تكون جولته ذات طابع عسكري مؤكداً ان الجوانب الاقتصادية هي التي ستكون حاضرة خلال لقاءاته مسؤولي الدول التي سيزورها، ولفت الى ان الهدف النهائي هو خدمة الوطن والمواطن.