أعلن النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز، أن هناك توجهاً رسمياً سعودياً - كورياً نحو تعاون صناعي عسكري، يستكمل الخبراء في البلدين بحث برامجه قريباً. وأكد أن الملحق العسكري السعودي سيعود إلى كوريا الجنوبية الشهر المقبل. والتقى الأمير سلطان في سيول السفراء العرب، وتناول معهم تطورات الصراع العربي - الإسرائيلي وقمة شرم الشيخ، معتبراً أن نتائج القمة مقدمة لعودة مفاوضات السلام، استناداً إلى مرجعية الاتفاقات السابقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وزاد: "ليس لدينا أعداء، وعدونا الوحيد المعتدي على أراضينا وقدسنا الشريف". وقال الأمير سلطان في تصريحات إلى الإعلاميين المرافقين له في زيارته سيول، عقب الجولة الثانية والأخيرة من محادثاته مع وزير الدفاع الكوري تشوسونغ داي، إن "التعاون العسكري السعودي - الكوري موجود منذ فترة طويلة ونأمل بزيادته مستقبلاً وتوسيع دائرته". وزاد أن "السعودية لم تحصر اهتماماتها بالصناعات الخفيفة، بل هناك صناعات في السعودية نريد أن ننميها، وبعضها موجود في كوريا في صورة متطورة، لذلك نتطلع إلى تعاون مدروس من الجانبين، وهو ما سيكون في المستقبل". وأكد اتجاه السعودية إلى دعم مشاريع التوسع الافقي لصناعة النفط مع كوريا، من خلال اللجان العاملة بين شركة "أرامكو" والشركات الكورية، إضافة إلى وجود لجنة مشتركة بين البلدين، برئاسة وزيري التجارة، ستجتمع قريباً لتنمية العلاقات. وقال الأمير سلطان رداً على سؤال ل"الحياة" عن المشاريع الكورية - السعودية في صناعة البتروكيماويات، والتي ذُكر أنها متعثرة: "هذا من اختصاص اللجنة التي أشرت إليها، ونحن سندعم المشاريع المشتركة بصورة جدية". وكان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران السعودي التقى رئيس الوزراء الكوري لي هان تونغ في مكتبه، وأجريا جولة محادثات تناولت تطوير العلاقات بين البلدين. وركز تونغ على أن "عهد الخلافات والمواجهات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية، والذي استمر نحو 55 سنة، انتهى بعدما أطل عهد جديد يسوده التصالح والتعاون". وعبر في كلمة عن أمله باستقرار أسعار النفط لأن "عدم استقرارها سيؤدي إلى نتائج سلبية على الاقتصاد العالمي". وكان وزير الدفاع الكوري تشو سونغ داي تمنى قبل المحادثات الرسمية، أن تتطور العلاقات الكورية - السعودية إلى مزيد من التعاون بين القوات المسلحة، فيما أكد الأمير سلطان أن زيارته سيول وزيارة العسكريين السعوديين بعض المصانع والمواقع العسكرية الكورية ربما تؤديان إلى تعاون صناعي عسكري مشترك. ووصف وزير الدفاع الكوري زيارة الأمير سلطان كوريا بأنها "ناجحة جداً"، وقال للإعلاميين السعوديين إن محادثات النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي مع القيادة الكورية شملت "كثيراً من الملفات المهمة، من النفط إلى القضايا العسكرية". وذكر أن فريقاً عسكرياً سعودياً سيزور كوريا في وقت لاحق، لدرس قضايا التصنيع العسكري في صورة شاملة، ورحب بوجود الملحق العسكري السعودي في كوريا مجدداً بعد سنوات من الغياب، بالاتفاق بين الطرفين، مشيراً إلى أنه قبل دعوة الأمير سلطان إلى زيارة السعودية وسيلبيها في النصف الأول من السنة المقبلة. وقد تسفر نتائج زيارة الأمير سلطان بن عبدالعزيز كوريا الجنوبية، عن مشاريع رئيسية في صناعة النفط والبتروكيماويات. بيان مشترك وأذيع مساء أمس بيان سعودي - كوري اشار الى ان محادثات الأمير سلطان بن عبدالعزيز في سيول تناولت العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. واكد البيان ان الجانبين اتفقا على تعزيز التبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات والمشاريع المشتركة، وعلى استمرار التعاون في المجال العسكري. وعبر البلدان عن "قلقهما العميق من الاحداث المؤلمة التي وقعت أخيراً بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي واسفرت عن الكثير من الضحايا المدنيين". وشددا على ضرورة ان تكون عملية السلام "عادلة ومنصفة"، وعلى أهمية قضية القدس. ودانا "كل الاعمال الارهابية"، مؤكدين ان "مكافحة الارهاب تتطلب جهوداً دولية تحت اشراف الاممالمتحدة".