اعتبرت أوساط ديبلوماسية في تونس ان تكليف الرئيس زين العابدين بن علي للسيد الهادي البكوش بمهمة لدى الرئيس الجزائري الجديد عبدالعزيز بوتفليقة، حدث مهم سواء بالنسبة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين أو بالنسبة الى العلاقات المتعددة الأطراف على الصعيد المغاربي. ولم يكن البكوش أول وزير أول بعد تغيير السابع من تشرين الثاني نوفمبر 1987 وفقاً للمعلومات السائدة، قد كلف بمهمة رسمية في الخارج منذ تاريخ مغادرته منصبه في أيلول سبتمبر 1989. وقد تولى البكوش منصب وزير أول في الفترة بين تشرين الثاني 1987 وأيلول 1989، ثم تلاه في ذلك المنصب الدكتور حامد القروي منذ ذلك التاريخ. وإذ لم يعرف سبب اختيار الوزير الأول السابق للقيام بهذه المهمة في العاصمة الجزائرية ولدى الرئيس الجديد، فإن المراقبين يعتقدون بأن ذلك يعود الى العلاقات المتميزة التي كانت ولا تزال تربط بين الرجل وعدد من كبار المسؤولين الجزائريين لفترات سابقة تعود الى السبعينات والثمنينات عندما كان سفيراً لتونس في الجزائر، واحتمال ان يكون مرتبطاً بصداقة شخصية مع بوتفليقة. ويعتقد عموماً أن تونس تعتبر الأقدر في هذه المرحلة على رأب الصدع في اتحاد المغرب العربي لاستعادة عافيته ونشاطه بعد أن تعطلت مسيرته منذ سنة 1995، خصوصاً ان تونس تعتبر الأنشط في المساعي المبذولة لإعادة الحياة إلى هذا الاتحاد واستئناف نشاطه من حيث توقف قبل أن تتأزم العلاقات الجزائرية - المغربية بسبب قضية الصحراء وتجميد الرباط مشاركتها في أعمال الاتحاد، الأمر الذي ابقاه من دون قدرة على مواصلة عقد اجتماعات مؤسساته المختلفة بما فيها القمة التي لم تنعقد منذ سنوات والمقرر عقدها أساساً في الجزائر. وتعتقد جهات ديبلوماسية بأن زيارة البكوش قد لا تكون مجرد محاولة لتنشيط العلاقات الثنائية بعد انتخاب بوتفليقة، وان الاتحاد المغربي مؤهل للعودة إلى سابق انطلاقته في ظل قدوم الرئيس الجزائري الجديد والاتجاه لحل قضية "لوكربي" ورفع الحصار عن ليبيا. ويجري حديث ملح في أوساط ديبلوماسية عن جهد مبذول حالياً من أجل عقد القمة المغاربية في الجزائر قبل شهر رمضان المقبل في تشرين الثاني أو كانون الأول ديسمبر، وتدشين تقدم جديد على طريق بناء اتحاد المغرب العربي وعودة أجهزته للنشاط واستكمال الأجهزة التي نص عليها الميثاق ولم يتم انشاؤها بعد. وتفيد معلومات من الجزائر أيضاً بأن هناك احتمالات لقيام الرئيس التونسي بزيارة للجزائر قبل نهاية العام لا يعرف ما إذا كانت في إطار العلاقات الثنائية أم في إطار القمة المتوقعة، إذا تم النجاح في عقدها بعد رفع الاستثناء المغربي وعودة الرباط لحضور الاجتماعات المغاربية بما فيها القمة. ويبدو أن هناك حرصاً تونسياً على جمع القمة قبل آخر السنة وقبل دخول القرن الجديد والألفية الثالثة وذلك لوضع هذه المجموعة الاقليمية على طريق متأقلمة مع الواقع العالمي الجديد. إلا أن بعض الأوساط تتساءل إن لم يكن وارداً في الدرجة الأولى قيام الرئيس الجزائري الجديد بزيارات للعواصم المغاربية بوصفه الوافد الجديد على نادي رؤساء الدول، كما هي العادة في مثل هذه الأحوال.