نفى المغرب أن يكون على علم بمشاركته في قمة مغاربية تحتضنها الجزائر واضعاً بذلك حداً لما تردد في الأيام القليلة الماضية عن قبوله دعوة جزائرية وجهت اليه بهذا الخصوص. وكانت مصادر جزائرية وفرنسية، نقلت معلومات عن اعتزام الجزائر عقد قمة لاتحاد دول المغرب العربي في 15 تشرين الثاني نوفمبر المقبل وافقت الرباط على المشاركة فيها. ويأتي النفي المغربي بعد وقت قصير من تبادل الرباطوالجزائر اشارات ايجابية توِّجت بزيارة سليمان الشيخ وزير التربية الجزائري للمغرب في تموز يوليو الماضي التي بحث فيها العلاقات الثنائية والمشاكل العالقة بين البلدين، بما في ذلك مسألة اغلاق الحدود والتأشيرات. وقد ذكرت مصادر ديبلوماسية وقتها ان الوزير الشيخ سلم الملك الحسن الثاني دعوة الرئيس الجزائري اليمين زروال للمشاركة في القمة. وكان مبعوثون عن الرئيس الجزائري، الرئيس الحالي للاتحاد المغاربي، نقلوا أخيراً رسائل الى رؤساء موريتانيا وليبيا وتونس تضمنت اقتراحاً بعقد قمة مغاربية أو دورة لمجلس رئاسة الاتحاد في تشرين الثاني نوفمبر في الجزائر. الا أن أي اعلان رسمي لم يصدر عن نتائج مهمة المبعوثين، وبالتالي تحديد موعد معين لعقد القمة. وقد اعتبر الاتحاد المغاربي مجمداً منذ كانون الأول ديسمبر 1995 على خلفية طلب مغربي تضمن احتجاجاً شديداً على ما وصفه ب "تطور سلبي" في موقف الجزائر من نزاع الصحراء الغربية اثناء مناقشة الملف في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقبل ذلك كانت العلاقات المغربية - الجزائرية قد تدهورت تدهوراً خطيراً في آب اغسطس 1994 عندما وجه المغرب رسمياً التهمة الى جهاز الأمن العسكري الجزائري بالوقوف وراء مخطط ارهابي يستهدف المس بأمنه وزعزعة استقراره، إثر اعتقال عدد من الجزائريين قاموا بتنفيذ هجوم مسلح على فندق في مدينة مراكش راح ضحيته سائحان أسبانيان، ومنذ ذلك الحادث وحتى الآن ظلت الحدود البرية مغلقة بين البلدين. ويرى مراقبون في نفي المغرب حضور قمة الجزائر المغاربية دليلاً على فشل مساع بذلتها أطراف عربية، لا سيما ليبيا، للحد من تدهور العلاقات بين البلدين، وضمان عدم الذهاب بعيداً في تعطيل مؤسسات الاتحاد المغاربي.