أوفد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي امس الوزير الأول السابق الهادي البكوش الى الجزائر، حاملاً رسالة الى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وتعكس الخطوة مؤشراً الى تحسن العلاقات بين البلدين، التي اتسمت بجمود لفترة طويلة في عهد الرئيس الجزائري السابق اليمين زروال، جسده تعليق اجتماعات اللجنة العليا المشتركة منذ العام 1995. ولا يشغل البكوش منذ 1989 أي منصب رسمي لكنه ما زال عضواً في اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم، ويحتفظ بعلاقات وثيقة مع اكثرية المسؤولية الجزائريين، كونه كان سفيراً لدى الجزائر مطلع الثمانينات، ولعب دوراً مهما في بلورة "معاهدة الوفاق وحسن الجوار" التونسية - الجزائرية - الموريتانية في 1983. ويعتقد ان الرسالة التي ينقلها الى بوتفليقة تتعلق بتنشيط العلاقات التونسية - الجزائرية، ومحاولات تفعيل الاتحاد المغاربي. الى ذلك أعلنت الاحزاب المغاربية امس انها سترسل وفداً في جولة على الرباطوتونسوالجزائر ونواكشوط، للاجتماع مع القادة المغاربيين ورؤساء الحكومات ورؤساء البرلمانات وحضهم على انعاش الاتحاد المغاربي، واخراجه من الشلل الذي يعانيه منذ العام 1995، تاريخ تعليق المغرب عضويته في الاتحاد. وانهى ممثلو احزاب من المغرب وتونس وليبيا وموريتانيا امس اجتماعات لجنة المتابعة التي شكلتها وفود الاحزاب في اللقاء التأسيسي الذي استضافته ليبيا الربيع الماضي، واكدوا انهم يسعون الى اعطاء دفعة للانفراج التي تكرّس عبر لجنة المتابعة المغاربية التي عقدت اول اجتماع لها منذ خمس سنوات في الجزائر، مطلع الاسبوع. واوضح محمد الخصاصي احد قياديي الاتحاد الاشتراكي الحاكم في المغرب والذي شارك في اجتماعات تونس ان الوفد الذي سيجول على العواصم المغاربية سيضم "شخصيات مرموقة في البلدان الخمسة اضافة الى اعضاء الامانة العامة لملتقى الاحزاب المغاربية". واكد ان الجولة ستتم في غضون شهرين. ويضم ملتقى الاحزاب المغاربية 32 حزباً من البلدان الخمسة وهي قررت اقامة ندوة في المغرب عن "مشكلة المياه في المغرب العربي" وندوة ثانية عن "الادماج الاقتصادي المغاربي" في موريتانيا. ولوحظ ان الاحزاب الجزائرية لم تحضر اجتماعات تونس. لكن الامين العام ل"حزب الوحدة الشعبية" التونسي محمد بلحاج عمر اكد في تصريحات الى الصحافيين ان "الاحزاب الجزائرية غابت لأسباب فنية" وان كثيراً منها حافظ على عضويته في "الملتقى". يذكر ان زعيمة "حزب العمال" الجزائري لويزة حنون غادرت الاجتماع التأسيسي في ليبيا العام الماضي واعلنت انسحابها من الملتقى. واوضح الخصاصي وبلحاج عمر ان الملتقى يقتصر على الاحزاب الممثلة في البرلمانات المغاربية، الا انهما اكدا انه سينفتح في مرحلة لاحقة على الاحزاب غير البرلمانية. ورأى بيان وزع امس في ختام الاجتماعات ان اجتماع لجنة المتابعة المغاربية اخيراً في الجزائر شكّل مؤشراً ايجابياً الى ان المناخ بات مواتياً لمعاودة تنشيط الاتحاد. واكد ان الاحزاب المغاربية تعمل لتعزيز مناخ الثقة والتقارب لانعاش المؤسسات المغاربية.