أبدى المغرب وتونس تفاؤلاً ازاء المساعي المبذولة لانعاش الاتحاد المغاربي، وقال رئيس الوزراء التونسي السيد حامد القروي في مؤتمر صحافي في الرباط ان الحاجة ملحة لتفعيل الاتحاد ليصبح نداً في مواجهة التكتلات الراهنة. واوضح انه يأمل في احترام مواعيد الاستحقاقات المغاربية، في اشارة الى اجتماع وزراء الخارجية المقرر في تشرين الأول اكتوبر، والقمة المقترح عقدها في تشرين الثاني نوفمبر المقبل في الجزائر. وجدد رغبة تونس والمغرب في دعم هذا التوجه. ووصف القروي اجتماعه والعاهل المغربي الملك محمد السادس بأنه كان "ممتعاً" وطبعته المودة، وقال انه لمس لدى العاهل المغربي الرغبة في دعم العلاقات المغاربية وحمله رسالة في هذا الشأن الى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. الى ذلك، أكد رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي ان الشركاء المغاربيين ونظراءهم الاوروبيين مهتمون بتفعيل الاتحاد المغاربي، وجدد تأكيد بلاده مواصلة ترتيب العلاقات بين الدول المغاربية. وسئل عن تأثير الخلاف المغربي - الجزائري على البناء المغاربي، فقال ان بلاده حافظت دائما على التزام الحياد ازاء ما يحدث في الجزائر خلال كل الفترات، ورأى ان التطورات التي سبقت الازمة الاخيرة كانت ايجابية، عبر تبادل المزيد من الرسائل، وحضور الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مراسم تشييع جنازة الملك الراحل الحسن الثاني، لكنه قال "اندهشنا للتصريحات الجزائرية". وسئل ان كان الموقف الذي عبر عنه الرئيس بوتفليقة في شأن إساءة فهم تصريحاته قوبل بتفهم السلطات المغربية فأجاب "نتمنى ان يكون قد اساء فهمه وأسيء القاؤه كذلك" في اشارة الى اتهام المغرب ايواء نشطاء اسلاميين، لكنه جدد التزام بلاده العمل على تنقية الاجواء. وأكد المسؤولان المغربي والتونسي تطابق وجهات النظر بين بلديهما ازاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما سجلا ارتياحهما للتقدم البارز في مجالات التعاون الثنائي، خصوصاً بعد دخول اتفاق التبادل الحر حيز التنفيذ، وأكدا عزم البلدين على زيادة حجم مبادلاتهما التجارية والعمل على توفير كل الظروف الملائمة لتحقيق هذا الهدف. وتوجت اعمال اللجنة العليا المشتركة المغربية - التونسية بابرام اتفاقات عدة في مجالات الصناعة التقليدية والبريد والتكنولوجيا النووية والصيد البحري والثقافة.