يرأس الرئيس زين العابدين بن علي الوفد التونسي إلى القمة الخامسة والثلاثين لمنظمة الوحدة الافريقية التي تبدأ أعمالها غداً في الجزائر تلبية لدعوة من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة نقلها له الموفد الجزائري الهادي الخضيري. وقال مصدر في وزارة الخارجية التونسية أمس إن حضور بن علي القمة الافريقية "يرتدي أهمية خاصة على صعيد العلاقات الثنائية كونه يندرج في إطار الحركة الكثيفة التي شهدتها الاتصالات بين الرئيسين منذ وصول بوتفليقة إلى سدة الرئاسة". وكان الرئيس التونسي أوفد الوزير الأول السابق السيد الهادي البكوش إلى الجزائر لتهنئة بوتفليقة بتسلم منصبه. ثم استقبل الموفد الجزائري الخاص رئيس "المجلس الشعبي الوطني" البرلمان السيد عبدالقادر بن صالح الذي نقل له دعوة رسمية لحضور قمة منظمة الوحدة الافريقية. وتكثفت الاتصالات في الأيام الأخيرة، إذ تحادث الرئيسان هاتفياً للبحث في آفاق تنشيط العلاقات الثنائية وانعاش مؤسسات الاتحاد المغاربي الذي ترأسه الجزائر منذ 1995، ثم ارسل بوتفليقة الخميس الخضيري وزير الداخلية والنقل السابق الذي تربطه علاقات شخصية قديمة ببن علي. ولم يحضر الرئيس التونسي، الذي ترأس منظمة الوحدة الافريقية في 1994 بعد قمة تونس، أياً من القمم الافريقية الأخيرة باستثناء قمة أديس ابابا في 1995 التي سلم فيها رئاسة المنظمة لرئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي، مما جعل المراقبين يعتبرون حضوره قمة الجزائر دليلاً على أن العلاقات الثنائية مقبلة على مرحلة جديدة تنهي البرود الذي استمر في عهد الرئيس السابق اليمين زروال. يذكر ان اللجنة العليا المشتركة التي كانت تعقد اجتماعات دورية في إحدى العاصمتين بالتناوب برئاسة رئيسي الحكومتين لم تجتمع منذ 1995 بسبب خلافات على تنفيذ اتفاقات التبادل التجاري. وتوقع مراقبون تنشيطاً للاتصالات الثنائية في مستويات عليا وتحريكاً لمؤسسات الحوار والتعاون بعد وصول الرئيس بوتفليقة إلى سدة الرئاسة. واعتبر مصدر في الخارجية التونسية أمس ان حضور الرئيس بن علي القمة الافريقية الحالية "سيشكل مناسبة لعقد أول لقاء بين الرئيسين منذ تولي الرئيس بوتفليقة مقاليد الرئاسة". وتوقع أن تكون للقاء انعكاسات ايجابية على مستقبل العلاقات الثنائية وأوضاع الاتحاد المغاربي المجمد منذ 1995 بعد انسحاب المغرب من مؤسساته. ورجحت مصادر مطلعة ان تستأثر آفاق تنشيط الاتحاد بقسم مهم من محادثات بن علي وبوتفليقة، بعدما عقد اجتماع للجنة المتابعة المغاربية الشهر الماضي في الجزائر على مستوى وزراء الدولة للشؤون المغاربية، والاستعدادات لدعوة كل من مجلس الشورى المغاربي ومجلس وزراء الخارجية للاجتماع الخريف المقبل في الجزائر تمهيداً للقمة المرجأة منذ 1995.