لمعظم السيارات الرياضية سحرها، في إطلالتها أو في قوتها، أو في طول صندوقها الأمامي قياساً بمقصورة مختصرة نسبياً، مع مؤخّر "مشطوب" إجمالاً. لكن قلّة قليلة من تلك السيارات تأتي بما توحي به جديدة جاغوار "إكس كاي آر"، خصوصاً في حلّة الكوبيه، وكأن تحت بدنها عروق وشرايين تنبض مع قلب سائقها. وبعد مضي سنتين على إطلاق موديل "إكس كاي 8" في حلّتَي الكوبيه والكابريوليه، تطل في معرض جنيف الدولي للسيارات بين 5 و15 آذار مارس الجاري، الفئة الأكثر شراسة في الموديل الذي حقق لجاغوار أعلى مبيعاتها من السيارات الرياضية في تاريخها. خارجياً، تتميّز "إكس كاي آر" بشبك تهوئة أمامي وعدائي الإيحاء بوضوح، مع عجلات ذات مشعّبات هي أشبه بالأعصاب المشدودة، بينما يتنشّق المحرّك المشحون Supercharged كمية الهواء الإضافية اللازمة من مجموعتَي الفتحات "المتروكة" على الغطاء الأمامي... كمنخرَي حيوان كاسر. ويُختَم المؤخّر بشفة أيرودينامية في غطاء الصندوق. تحت الغطاء الأمامي تجد الصيغة المشحونة من محرّك "آي جاي - في 8" AJ-V8 الذي نزل في "إكس كاي 8" في 1996 0.4 ليتر وغير مشحون آنذاك، قبل إنضمامه الى فئات صالون "إكس جاي 8" وديملر منذ الخريف الماضي 2.3 و0.4 ليتر. وتجمع الفئة المشحونة نُبل هدير الأسطوانات الثماني V المتسعة ل0.4 ليتر، مع شراسة الشاحن المباشر ليتخطى بك عزم الدوران 525 نيوتون-متر سرعة المئة كلم/ساعة في 4.5 ثانية، بينما توصلك الأحصنة ال370 الى 250 كلم/ساعة قبل تدخّل نظام الإدارة الإلكترونية لمنع تخطي هذه السرعة وهو تدبير معروف خصوصاً لدى الصانعين الألمان. وعلى غرار موديلات جاغوار الأخرى صالون أو رياضية على حد سواء، لا يتوافر مع "إكس كاي آر" خيار علبة يدوية، بل خيار أوتوماتيكي بخمس نسب أمامية كما في صالون "إكس جاي آر". وبنزول "إكس كاي آر" الى الأسواق إبتداء من أيار مايو المقبل، فهي تصل عملياً في الذكرى السنوية الخمسين لإطلاق "إكس كاي 120" الرياضية في معرض لندن للسيارات في 1948. لكن قبل أن تعود تسمية "إكس كاي" الى موديلات "إكس كاي 120" و"إكس كاي 140" و"إكس كاي 150"، فهي ترتبط خصوصاً بعائلة محرّكات "إكس كاي" ذات الأسطوانات الست المتتابعة، والتي دفعت سيارات جاغوار بين 1948 و1987، ولو في صيغ مختلفة ومتزايدة التطور. إنطلق محرّك "إكس كاي" أولاً تحت غطاء "إكس كاي 120"، مع عمودَي كامات فوقيين لتشغيل صّمامات الأسطوانات الست المتتابعة. ومع أن المحرّك صمم في صيغتَي الأسطوانات الأربع أو الست، إلا أنه لم ينتج من صيغة الأسطوانات الأربع إلا نموذج واحد سعته 0.2 ليتر. أما الصيغ الإنتاجية بالأسطوانات الست فبدأت بسعة 4.3 ليتر في 1948، ثم تطوّرت الى 8.3 ليتر مع موديل "إي تايب" الذي أطلق في جنيف في 1961، ليتسع الى 2.4 ليتر في 1964 علماً بأنه توافر أيضاً بسعتَي 4.2 و4.3 ليتر في بعض فئات الصالون الأخرى، وصولاً الى العام 1968 الذي شهد نزول أول أجيال موديل "إكس جاي 6" الذي إستمر معه محرّك "إكس كاي" ومع موديل "إكس جاي إس" الرياضي الذي أطلق في 1975 حتى توقف الجيل الثالث من "إكس جاي 6" في 1987، مع بروز محرّك "آي جاي 6" بين 1987 و1997. لذلك يشكّل دخول جاغوار قطاع محرّكات الأسطوانات الثماني منذ عامَين منعطفاً مهماً، لا سيما إزاء السيارات الفخمة الأخرى التي تمنح بدورها خيارات الأسطوانات الثماني، وحتى ب12 أسطوانة في بعض الموديلات التي تنافسها جاغوار عملياً بالفئة المشحونة من محرّكها ذي الأسطوانات الثماني. وكانت عروض جاغوار شملت خيار الأسطوانات ال12 V بين 1971 و1997 3.5 ثم 0.6 ليتر. ويذكر أن موديل "إكس كاي 8" سجّل أفضل مبيعات جاغوار من السيارات الرياضية في تاريخها منذ 75 عاماً، وبيعت منه وحده في العام الماضي 14619 وحدة كوبيه وكابريوليه معاً، منها 6915 وحدة في الولاياتالمتحدة وحدها أضخم أسواق جاغوار.