ترقب الأوساط السياسية المغربية باهتمام بالغ نتائج أول جولة يقوم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في منطقة المغرب العربي، وبدأها في 7 الجاري بزيارة للعاصمة الموريتانية نواكشوط، لتحريك خطة تسوية نزاع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة بوليساريو المستمر منذ اكثر من 20 عاماً. وتأتي جولة أنان في وقت اختتم فيه وفد من الأممالمتحدة برئاسة نائب الأمين العام المسؤول عن دائرة حفظ السلام برنار مييه زيارة شملت كلاً من المغرب وموريتانيا والجزائر ومقر بوليساريو في الأراضي الجزائرية، بحث خلالها مع المسؤولين سبل تطبيق الاستفتاء لتقرير مصير الصحراء، وتقديم مقترحاته الى الأمين العام قبل عرض تقريره الاخير حول مستجدات ملف قضية الصحراء على مجلس الأمن الشهر الماضي. ويرى مراقبون ذلك الاقتراح الذي اورده الأمين العام للأمم المتحدة في التقرير المذكور، الداعي الى تأجيل الاستفتاء عاماً آخر، يرتبط بخلاصات توصل اليها وفد المنظمة الدولية بسبب عدم تحديد العدد النهائي لمن يحق له التصويت في الاستفتاء، اذ لا تزال بوليساريو تعترض على ضم 65 ألفاً من ثلاث مجموعات قبيلة صحراوية الى لائحة الناخبين. وينتظر ان يبحث الامين العام للأمم المتحدة مع الاطراف المعنية في المنطقة اجراء الاستفتاء في ظروف تسمح بمشاركة جميع المتحدرين من الصحراء في الاستفتاء، وبالتالي قابلية خطة التسوية السلمية للتنفيذ. وكان أنان قد لوح في وقت سابق باعادة النظر في تفويض بعثة الأممالمتحدة في الصحراء مينورسو بعدما حال الخلاف بين المغرب وبوليساريو حول العدد النهائي لسكان الصحراء دون تطبيق الجدول الزمني الذي اقترحته. وكانت تأمل في الانتهاء من عملية تحديد الهوية قبل نهاية نيسان ابريلالماضي، لتبدأ الخطوات اللاحقة وهي: عودة اللاجئين والأسرى والمحتجزين، وتنظيم الحملات الاعلامية للاستفتاء الذي حدد 7 كانون الأول ديسمبر موعداً لاجرائه.