ذكرت مصادر في الاممالمتحدة في الرباط ان الامين العام للمنظمة الدولية كوفي انان سيزور منطقة شمال افريقيا منتصف الشهر المقبل، للبحث في تطورات قضية الصحراء، ومسائل اخرى ترتبط بالامن والسلام في المنطقة. وصرح برنار مييه، مساعد الامين العام في عمليات حفظ السلام، بأن اهداف الزيارة المرتقبة تتعلق بدرس ملفات عدة، في مقدمها الموقف من تطورات تقرير المصير في الصحراء الغربية. وقال "من الصعب الايفاء بالموعد المعلن لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية. وتوقع في مقابلة مع "الحياة" امس ان يتأخر تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية اشهراً اخرى عن موعده المقرر في نيسان ابريل المقبل. وعزا مييه هذا التأخر الى الوتيرة التي تسير عليها عملية التسوية في الصحراء الغربية، والمشاكل التي تظهر في بعض الفترات على الميدان وتعيق خطة التسوية في اشارة الى المشاكل التي عرفتها عمليات تحديد هوية المتحدرين من اصول صحراوية، وادت في احيان كثيرة الى توقف العمل في مكاتب التسجيل، الامر الذي اسفر عن حصول اضطراب في برنامج تحديد الهوية، وبالتالي تأخر المراحل التالية من تنفيذ اتفاقات هيوستن برعاية الوسيط الدولي جيمس بيكر. وقال المبعوث الدولي انه قدم مقترحات للاطراف المعنية بخطة السلام في الصحراء الغربية، ولقي تجاوباً منها. ووصف مييه المحادثات التي اجراها اول من امس في الرباط مع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني بأنها "مثمرة وميزتها الصراحة البنّاءة". ويقوم برنار مييه منذ الاحد الماضي بجولة في منطقة شمال افريقيا، التقى خلالها مع الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي احمد الطايع ومسؤولين في جبهة "بوليساريو" في تيندوف. وسيجري اليوم محادثات في الجزائر حول تطورات الاوضاع في الصحراء. وقال مييه ان جولته في المنطقة تدخل في اطار الاعداد لاجتماع مجلس الامن الدولي الاثنين المقبل، للبحث في الوضع في الصحراء الغربية. وزاد ان المقترحات التي قدمها للاطراف المعنية بخطة التسوية في شمال افريقيا ستشكل محور التقرير الذي سيرفعه الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في بداية الاسبوع المقبل الى مجلس الامن، وسيبحث في مهمة انتداب بعثة "المينورسو" الى الصحراء الغربية التي تنتهي مع نهاية الشهر الجاري. بيد ان مييه قال ان المعطيات التي حصل عليها من خلال اتصالاته في المنطقة تسير في اتجاه تمديد مهمة بعثة "المينورسو" لفترة اخرى للمضي قدماً في ترتيبات الاعداد للاستفتاء. واوضح ان اتصالاته مع المسؤولين في شمال افريقيا شملت البحث في وضع ثلاث مجموعات قبلية متنازع في شأن أحقيتها في التسجيل في القوائم بين المغرب وجبهة "بوليساريو"، ومسألة ازالة الالغام واحصاء اللاجئين الصحراويين. وينص اتفاق هيوستن على اكمال عمليات تحديد الهوية للافساح في المجال امام نشر القوات الدولية وازالة الالغام واعادة توطين اللاجئين الصحراويين في مناطقهم الاصلية في الصحراء الغربية للمشاركة في الاستفتاء. واكد المبعوث الدولي ان الاممالمتحدة مصرة على تحقيق تقدم في عملية التسوية في الصحراء الغربية، وان بعثة "المينورسو" تجري اتصالات مستمرة مع الاطراف المعنية باتفاقات هيوستن، بهدف تفادي اي توقف محتمل لعملية السلام في المنطقة. وقال مييه انه على رغم العراقيل التي تظهر بين الفينة والاخرى على المستوى الميداني، تم تسجيل "تقدم ملموس" خلال الاشهر الماضية يوضح عزم الاطراف على المضي قدماً في تنفيذ الاتفاقات المبرمة. واوضح ان زيارته للمنطقة لا تلغي الجولة التي كان من المقرر ان يقوم بها الوسيط الدولي جيمس بيكر لمتابعة تطورات الاوضاع في الصحراء الغربية. واضاف ان زيارته تم التحضير لها بتشاور بين انان وجيمس بيكر. واوضح ان بيكر مطّلع على كل تفاصيل اتصالاته مع المسؤولين في منطقة شمال افريقيا. واعلن ان الامين العام للامم المتحدة سيقوم بزيارة للمنطقة في منتصف تشرين الثاني نوفمبر المقبل لاجراء محادثات حول مجموعة من القضايا من ضمنها الوضع في الصحراء الغربية. وزاد ان جولته تتضمن زيارة للمغرب ثم موريتانياوالجزائر وتونس. وتعتبر زيارة انان للمنطقة الاولى منذ تسلّمه الامانة العامة للامم المتحدة. ومن شأن اتصالاته مع المسؤولين في شمال افريقيا اعطاء دفع جديد لخطة التسوية في الصحراء.