أسدل الستار على أولى بطولات الموسم السعودي الثلاث كأس الاتحاد، كأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين باحتفالات كبيرة لأنصار فريق الاتحاد الذي انتزع كأس البطولة إثر تغلبه على الشباب في المباراة النهائية بهدف نظيف بعد لقاء مثير حضره 25 ألف مشجع في ملعب جدةالرياضي. يملك فريق الاتحاد مجموعة من النجوم الأجانب، أمثال مهاجم المنتخب الهولندي السابق روب فيتشغه ومهاجم أستون فيلا السابق روبرت داليان ومهاجم المنتخب المغربي أحمد بهجا. فضلاً عن عدد من اللاعبين الدوليين السابقين كالمدافع الصلب أحمد جميل وزميله محمد الصحفي ولاعب الوسط المتميز خميس الزهراني واللاعب الشاب خالد الشمراني الذي لفت الأنظار بأدائه الرفيع في هذه البطولة. أنهى الاتحاد مشواره في الأدوار التمهيدية بتصدر فرق مجموعته برصيد 25 نقطة بفارق 8 نقاط عن النصر صاحب المركز الثاني. وتمكن من تحقيق نتائج بارزة كفوزه على الأهلي 2-1 ثم 3-1 وفوزه على الهلال 2-1 ثم 2-صفر وفوزه على النصر 3-1. ولم يهزم الاتحاد طوال مباريات البطولة على أرضه وكانت الخسارة الوحيدة التي لقيها أمام فريق الرياض 2-3 في أستاد الأمير فيصل بن فهد في الرياض. وأستطاع أن يتأهل للمباراة النهائية على حساب فريق الوحدة بعد أن هزمه بهدفي النجم خالد الشمراني. وهذه هي المرة الثالثة التي يصل فيها الاتحاد إلى المباراة النهائية، إذ سبق له أن فاز بكأس الاتحاد السعودي في العام 1997 أمام الأهلي وخسر العام الماضي أمام النصر. ونجح نجم الفريق خميس الزهراني في تسجيل الهدف الذي أستعاد به الاتحاد لقبه. اما الشباب فتعرض لخسارة واحدة في البطولة كلفته كأس البطولة. فهو أنهى مشواره في الدور التمهيدي بتصدر فرق مجموعته برصيد 26 نقطه من دون أن يلقى أي خسارة، وأستطاع أن يقصي النصر في الدور نصف النهائي 2-صفر. يدرب الشباب المدرب البرازيلي هيلوفيرا الذي ترك بصمات واضحة على أداء الفريق منذ توليه مهامه قبل نحو ثلاثة أشهر. ويضم الفريق في صفوفه عدداً من اللاعبين البارزين أمثال سعيد العويران وفؤاد أنور وسالم سرور وفهد المهلل وخالد الشنيف وعبدالله الشيحان. وكان الشباب تصدر فرق المجموعة الثانية التي ضمت الأتفاق والوحدة والأنصار والطائي والنجمة. ولم يجد الشباب منافسة تذكر من هذه الفرق. وتميز أداء فريق الشباب في هذه البطولة بحسن التنظيم داخل الملعب وتطبيق طريقة اللعب 4-4-2 بأتقان اضفى على عروض الفريق رونقاً خاصاً جذب أنظار المراقبين اليه. هزة هلالية... والضحية هولمان لم يستغرب أنصار فريق الهلال عدم حصول فريقهم على كأس البطولة ولكنهم كانوا في قمة دهشتهم لأن فريقهم عجز عن تحقيق فوز واحد. وخلال عشر مباريات خاضها الهلال في البطولة لم يجمع سوى 4 نقاط من 4 تعادلات، وهو ما أعتبره أنصار الهلال كارثة، فلم يسبق للهلال أن تردت عروضه كما تردت هذا الموسم، ولم يسبق له أن قبع في قاع الترتيب. وتحقيقاً لرغبة الجماهير الهلالية ألغت إدارة النادي عقد المدرب الألماني هولمان وأستعانت بخدمات المدرب السعودي خليل الزياني الذي قاد الفريق في المباريات الثلاث الأخيرة في البطولة، لكنه أيضاً لم يستطع أن يحقق للهلال سوى نقطة واحدة من تعادل أمام فريق هجر. وشخص المدرب الزياني علة فريقه للصحف السعودية فقال "تعرض اللاعبون لعوامل نفسية أثرت عليهم كثيراً ومرد ذلك إلى قلة خبرتهم. يمكنني القول إن الهلال سيستعيد مستواه بعودة لاعبي المنتخب. فالهلال كان بشبابه يقابل فرقاً مكتملة الصفوف وكان من الطبيعي أن تتفوق تلك الفرق". وظهر الهلال خلال البطولة بمظهر ضعيف لا يليق بسمعة فريق له شهرته الواسعة. ولم يكن الزياني يناقض الحقيقة عندما أرجع عروض الهلال غير المقنعة الى وجود مجموعة شابة في الفريق لا يمكن أن تجاري الفرق الأخرى ذات الخبرة. فالفريق كان يعاني من غياب عدد كبير من العناصر المنضمة الى المنتخب خلافاً للفرق الأخرى كالشباب أو الاتحاد اللذين يغيب عنهما الشيحان والخليوى فقط. مستوى متذبذب ظهر النصر بمستوى متذبذب خلال مباريات البطولة، ولم يكن للمدرب البرازيلي سانتوس بصمة واضحة على أداء الفريق، إذ كان النصر يقدم مباراة جيدة ثم يعود ليظهر في أخرى بمستوى متهالك. ولم يكن لعودة فهد الهريفي إلى الفريق تأثير يذكر فظهر كأنه لاعب مبتدئ. ولم يكن محيسن الجمعان أحسن حالاً. ولم يبرز من لاعبي النصر سوى نهار الظفيري وأبراهيم العيسى. وكان النصر أحد المتأهلين للدور الرباعي، ولكن ذلك جاء بفضل مساعدة الاتحاد له، إذ هزم الأهلي ومنح النصر فرصة اللعب في الدور نصف النهائي. ولم يكن مستوى النصر المترنح يؤهله لاقصاء الشباب في الدور نصف النهائي فلقي هزيمة منطقية حرمته من المحافظه على لقبه الذي فاز به العام الماضي أثر فوزه على الاتحاد 2-1. الأهلي فرط بالفرصة كان الأهلي من أكثر الفرق جهوزية لهذه البطولة، لكن عروضه لم تكن مقنعة لأنصاره وفرط كثيراً في المباريات التي لعبها في بداية البطولة فخسر أمام الرياض صفر-1 ثم أمام الاتحاد 1-2 وفرط في الدور الثاني بنتيجة مباراته أمام الرياض عندما كان متقدماً 3-صفر واكتفى بالتعادل. وواصل مسلسل تفريطه عندما كان عليه أن يفوز على الاتحاد ليتأهل الى الدور نصف النهائي ولكنه خسر 1-3 . ويدرب الأهلي البرازيلي كابرال الذي خلف مواطنه زاناتا المبعد بقرار من رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم. وظهرت بصمات كابرال جلية على أداء الفريق فاستغل وجود خالد مسعد وحمزة صالح وطلال المشعل ووظف أمكاناتهم لخدمة الطريقة التي يلعب بها الفريق. وشهدت البطولة أحداثاً كثيرة ومفارقات عدة كان من أبرزها القرار الذي أصدره الأمير فيصل بن فهد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بإلغاء عقد المدرب البرازيلي زاناتا وإبعاده عن البلاد إثر التصرف الذي قام به أثناء مباراة فريقه الأهلي مع الهلال عندما أخرج من جيبه بعض المال ولوح به للحكم في إشارة منه الى أن حكم المباراة قبض مالاً من الفريق الخصم لتسهيل مهمته. وشهدت البطولة إلغاء عقود عدد من المدربين من قبل أنديتهم أبرزهم مدرب الهلال الألماني هولمان ومدرب الوحدة المغربي عبدالله بلندة. كما شهدت البطولة عودة المدرب السعودي خليل الزياني الى التدريب، وعودة اللاعب المعتزل فهد الهريفي ،الى صفوف فريقه النصر بعد غياب عامين عن الملاعب. وكان نقل لاعب الأهلي خالد مسعد الى المستشفى إثر ارتطام رأسه بقائم المرمى حدثاً بارزاً في الأدوار التمهيدية. وكان من أبرز نجوم البطولة لاعب الاتحاد خميس الزهراني وزميله خالد الشمراني ولاعب الأهلي خالد قهوجي ولاعب النصر نهار الظفيري وإبراهيم العيسى ولاعبا الهلال بدر أبانمي ولاعبا الشباب عبدالله الشيحان ومهند المجرشي. وبرز من الأجانب لاعب الرياض السنغالي داين فاين ولاعب الأهلي الاكوادوري سوزا ولاعب الاتحاد المغربي أحمد بهجا ولاعب الوحدة المغربي بن ذهيبة. وأحرز لاعب الرياض السنغالي داين فاين لقب هداف المسابقة برصيد 11 هدفاً