يطفئ الدوري السعودي لكرة القدم دوري كأس خادم الحرمين الشريفين اعتباراً من اليوم شمعته الثالثة والعشرين... وإذا اختلف إثنان على هوية الفريق الأقرب الى اللقب، فإنهما لا يختلفان على وصف المسابقة التي يشارك فيها 12 فريقاً بأنها الأرفع من نوعها في الخليج ولا تساويها من حيث القوة آسيوياً سوى بطولة الدوري الياباني. وستحظى المسابقة بالقوة والاثارة بكل تأكيد منذ اسابيعها الاولى بعد ان سمح الاتحاد السعودي للاعبين الدوليين بالانخراط في انديتهم منذ البداية خلافاً للمواسم الماضية. ذلك أن المنتخب غير مرتبط بأي استحقاق في المستقبل القريب... ومن حسن حظ بطولة الدوري أن بطولة القارات، في المكسيك، تأجلت من مطلع العام الجديد الى منتصفه. وانحصرت المنافسة منذ نحو خمسة اعوام بين فرق الشباب والنصر والهلال والإتحاد، الا ان الفرق الأخرى سعت الى ردم الفجوة بينها وبين الأندية المذكورة، وأسهم تطبيق نظام الإحتراف وعودة اللاعب الأجنبي في الإرتقاء بمستوى الدوري. ويفترض أن يكون كل مدرب قد انتهى من تجهيز فريقه من جميع النواحى الفنية وأوجد البدلاء المناسبين في مسابقه لا تضحك في النهاية إلا للفريق صاحب النفس الطويل. لمحة تاريخية وانطلقت المسابقه التي كانت تعرف باسم الدوري السعودي الممتاز في الموسم 1976 - 1977بمشاركة ثمانية فرق هي الهلال والاتحاد والنصر والاهلي والوحدة والشباب والقادسيه والرياض. وفي العام التالي، زاد عدد الفرق الى 10 بتصعيد الفائزين بالمركزين الأول والثاني في دوري الدرجة الأولى، والى 12 فريقاً اعتباراً من العام 84 الى أن صار إسم كأس خادم الحرمين الشريفين الاسم الرسمي للمسابقة اعتباراً من 1990 وأقر نظام المربع الذهبي. فبعد مشواري الذهاب والإياب تصعد الفرق الأربعة الأولى الى دور نهائي بهدف إعلان هوية البطل. ويعتبر نادي الهلال أكثر الفرق فوزاً بالكأس، حيث كانت من نصيبه 8 مرات في الأعوام 76 و78 و84 و85 و87 و89 و96 و97 في حين فاز بها غريمه التقليدي النصر 4 مرات في الاعوام 79 و80 و93 و94، وانتزعها الشباب 3 مرات في 90 و91 و92 وحصل عليها الاهلي 78 و83 والاتحاد 81 و96 قطبا جدة والإتفاق 82 و88 قطب الدمام مرتين. وينفرد فريق نادي الشباب بكونه أول فريق يفوز بالمسابقه بعد تغيير مسماها الجديد. ويعتلي مهاجم المنتخب السعودي ونادي النصر السابق ماجد عبدالله قائمة هدافي المسابقه حيث حقق اللقب 6 مرات في المواسم 78 و79 و80 و82 و85 و88 فيما فاز به مهاجم الهلال سامي الجابر مرتين 89 و92 ومهاجم الشباب خالد المعجل مرتين أيضاً 81 و87، أما المهاجمون الذين حققوا اللقب مرة واحدة فهم ناصر عيد القادسية - 76 ومعتمد خوجلي الأهلي - 77 وحسام ابو داود الأهلي - 83 وهذال الدوسري الهلال - 84 ومحمد سويد الاتحاد - 86 وفهد المهلل الشباب - 90 وموسى نداو الهلال - 93 وفهد الحمدان الرياض -94 واوهين كنيدي النصر- 95 واحمد بهجا الاتحاد -97 وسليمان الحديثي النجمة- 98. ويعتبر المهاجم المغربي احمد بهجا اكثر اللاعبين تسجيلاً في موسم واحد حيث أحرز 25 هدفاً ثم خالد المعجل برصيد 22 هدفاً وماجد عبدالله برصيد 21 هدفاً. وبقي ماجد اللاعب الوحيد الذي سجل 5 أهداف في مباراة واحدة. وشهد الدوري السعودي مشاركة العديد من اللاعبين الأجانب كالبرازيلي ريفيلينو الذي لعب للهلال ونجوم منتخب تونس الذهبي نجيب الامام وعلي الكعبي وطارق ذياب ونجيب غميض وتميم الحزامي. ومن الذكريات العالقة في الأذهان هدف ريفيلينو في مرمى النصر عام 79 من تسديدة قوية من منتصف الملعب وكذلك هدف مهاجم الاتفاق جمال محمد عام 84 بعد مرور 14 ثانية وهو أسرع هدف في المسابقه حتى اليوم. ورغم ان عمر المسابقة تجاوز أكثر من 20 عاماً الا ان الاتحاد السعودي لكرة القدم يدرس حالياً بعض التعديلات التي يهدف من خلالها الى زيادة الإثارة والتشويق. الهلال حامل اللقب. بدأ الموسم الحالي بحصوله على كأس الصداقة الثانية بعد ان هزم الأهلي المصري، لكنه انتكس في مسابقة كأس الإتحاد السعودي فحل أخيراً في مجموعته في سابقة لم يعهدها الهلاليون، فأبعد مدربه الألماني راينر هولمان وحل محله السعودي خليل الزياني، واستغنى عن لاعب الباراغواي ادواردو بايز بعد فشله الذريع، وابقى على الزامبي ليتانا والنيجيري موني، وما زال البحث جارياً عن الأجنبي الثالث. يضم الفريق الدوليين يوسف الثنيان ونواف التمياط وسامي الجابر واحمد الدوخي وخالد التيماوي وخميس العويران وفيصل ابو اثنين اضافة الى نجوم من الشباب كالشهراني والشايع والنزهان . الشباب أحد أفضل الفرق حالياً... عروضه المميزة أتاحت له الحلول ثانياً في مسابقة كأس الإتحاد بعد أن خسر أمام الإتحاد في النهائي. يدرب الفريق البرازيلي هيليو فيريرا، ومع أن الأخير غير معروف فإنه نجح في إظهار فريقه بمظهر مميز. وربما يكون الموسم الجديد فرصة لعودة الشباب "الليث الأبيض" الى منصات التتويج من جديد علماً بانه لم يكن بعيداً عنها كثيراً. وتضم التشكيلة مجموعة من اللاعبين الممتازين يتقدمهم الدولي الجديد عبدالله الشيحان هداف الفريق ومرزوق العتيبي والعصفور والشهراني فضلاً عن لاعبي الخبرة الذي يمثلون ثقلاً كبيراً كفؤاد انور وسعيد العويران وفهد المهلل وصالح الداود وسالم سرور. وسيكون الأنغولي اكوا والبرازيلي بيدرو دعامتين للفريق في المهمة الطويلة. الأهلي اللغز المحير لمشجعي الأهلي هو عدم الحصول على اللقب برغم ضمه كماً وافراً من النجوم. قدم الفريق في الموسم الماضي عروضاً ممتازة وحصل على كأس ولي العهد، الا ان الأمل الذي يراود الأهلاويين هو الحصول على كأس الدوري، والفرصة مؤاتية... يدرب الفريق البرازيلي كابرال الذي حل بديلاً لمواطنه المطرود زاناتا، ويشكل دوليوه الحاليون والسابقون قوة هائلة، فهناك في الدفاع عبدالله سليمان وحسين عبدالغني ومحمد شلية، وفي الوسط خالد مسعد وابراهيم سويد وحمزة صالح فضلاً عن الموهوب خالد القهوجي. والغى النادي عقد البرازيلي دا سيلفا وابقى على الإكوادوري سوزا والبرازيلي الآخر كيروس، وأمام الوجهين الجديدين الرشود والبلوي فرصة للمشاركة. النجمة حقق الفريق في الموسم الماضي سابقة بحلوله رابعاً، وهو يطمع الى ابعد من ذلك في الموسم الجديد حتى لو لم تكن النتائج مرضية في مسابقة كأس الإتحاد السعودي. يعتمد الفريق على مهاجمه سليمان الحديثي هداف الموسم الماضي، ولاعب الوسط منصور الموسى والغاني اسحق كواكي. وقد نجح المدرب البلغاري خريستوف في توظيف قدرات لاعبيه بشكل لافت. النصر يأمل محبو فريق النصر "فارس نجد" ان يعود فريقهم الى منصات التتويج بعد ان غاب عنه في السنوات الثلاث الماضية، وعمل مسيرو الفريق على الإستعداد مبكراً للدوري فتعاقدوا مع البرازيلي سانتوس للإشراف على الفريق، ونجحوا في إعادة اللاعب المعتزل فهد الهريفي وكسبوا لاعب كاظمة الكويتي السابق نهار الظفيري، وابقوا على السنغالي فيكتور، وتم اسناد مهمة الإشراف الإداري الى اللاعب المعتزل ماجد عبدالله. ومع كل هذه المحاولات فشل الفريق في مسابقة كأس الإتحاد وخرج من الدور قبل النهائي على يد الشباب، وهدد رئيس الفريق الأمير فيصل بن عبدالرحمن بتقديم استقالته بسبب الضائقة المالية التي يمر بها الفريق وعدم استلام اللاعبين لمرتباتهم. لكن اعضاء الشرف نجحوا في ثنيه عن قراره وقدموا مبلغ 400 الف ريال. يضم الفريق في صفوفه لاعب المنتخب السعودي المبدع ابراهيم ماطر ومعه ابراهيم الشويع ومحسن الحارثي، وبرز ابراهيم العيسى في مباريات الفريق الأخيرة، وتكمن علة الفريق في خط دفاعه فاستدعت الإدارة الغاني جو وتأمل ان يسد الثغرة الدفاعية . الإتحاد يسعى الى تجديد ذكرى الثلاثية التي حققها الموسم قبل الماضي، لذلك أعاد مدربه البلجيكي ديمتري دافيدوفيتش من الإمارات بعدما درب فريق الشارقة. ونجح المدرب في تحقيق اولى بطولات الموسم بحصوله على كأس الإتحاد السعودي. وامام الفريق مشاركات كثيرة، ويردد الإتحاديون ان هدفهم الحصول على السداسية أي البطولات السعودية الثلاث والبطولات الخارجية الثلاث. ويعتمد الفريق على لاعبين ذوي خبرة عالية يتقدمهم المدافعان احمد جميل ومحمد الخليوي ولاعب الوسط خميس الزهراني اضافة الى الثلاثي الأجنبي المغربي بهجا والهولندي روب فيتشغه والانكليزي روبرت داليان. الرياض والإتفاق الفريقان من اندية الوسط. الإتفاق، الذي سجل حضوراً ملفتاً في اوائل الثمانينات، لا يزال يبحث عن هويته، ويحاول مدربه البرازيلي كارلوس البرتو ان يضع التوليفة المناسبة له غير أن محاولاته لم يكتب لها النجاح. أما الرياض فتكمن قوته في خط هجومه الممثل بالسنغالي دان فاين هداف الفريق ومسابقة كأس الإتحاد برصيد 12 هدفاً وفهد الحمدان وعمر تراوري. ويحاول الفريق ان يجد حلاً لمعضلته المتمثلة في مركز حراسة المرمى، وسيكون وجود الدولي سعد الدوسري في خط الوسط مهماً للغاية. الوحدة و الطائي هل يكفي وجود الدوليان عبيد الدوسري في الوحدة ومحمد الدعيع في الطائي للمنافسة على البطولات؟ الإجابة يعلمها المتابعون للدوري وهي أن اليد الواحدة لا تصفق. في الوحدة، تم ابعاد المدرب المغربي عبدالله بليندة لإخفاقه في كأس الإتحاد السعودي وحل مكانه البرازيلي روبرتو كارلوس، وتضم التشكيلة المغربيين بن ذهيبة والزرقاوي اضافة الى الوجه الجديد بحيص المكبشي. أما الطائي فأبقى على النيجيري يحي جاكو وأبرز لاعبيه حسن وصالح ووليد الصقري. الأنصار وهجر ضيفا الممتاز الجديدان يسعيان الى هدف واحد هو عدم العودة من جديد الى دوري الدرجة الأولى. قدم الفريقان خلال مسابقة كأس الإتحاد عروضاً طيبة، لكن دوري كأس خادم الحرمين الشريفين يختلف تماماً عن مسابقة كأس الإتحاد إن من حيث المدة والخبرة أو من حيث عودة اللاعبين الدوليين.