ارسل المكتب الاقتصادي والتجاري في سفارة مصر في واشنطن مذكرة الى وزارة الخارجية المصرية عنوانها "احتمالات تراجع نسبة اعتماد الولاياتالمتحدة على بترول الشرق الاوسط"، وجاء فيها ان الولاياتالمتحدة بدأت في التحول بشكل ملحوظ عن التركيز على منطقة الشرق الاوسط في الحصول على حاجاتها البترولية. واظهرت احصاءات الواردات الاميركية من البترول الخام خلال الربع الاول من العام 1997 ان فنزويلاوالمكسيك صارتا من اكبر الدول المصدرة للبترول للولايات المتحدة. واضافت رسالة السفارة المصرية انه على رغم انه قد يكون من السابق لأوانه اعتبار ذلك التحول مؤشرا لاتجاه طويل الاجل، "فان المحللين الاميركيين الذين تناقشنا معهم يتوقعون استمرار هذا الاتجاه خلال السنوات المقبلة. ويشير هؤلاء الى انه في ظروف السوق الحالية فإنه قد يستمر تفضيل المستوردين للبترول من مناطق قريبة من الولاياتالمتحدة". وعزت مذكرة السفارة المصرية التغيير في الموقف الاميركي الى اسباب عدة، اهمها: 1- ان شراء البترول الخام المكسيكي والفنزويلي الاقل جودة وتكريره في الولاياتالمتحدة اكثر ربحية للشركات الاميركية المستوردة من شراء النفط الخفيف من منطقة الشرق الاوسط. 2- ان القرب الجغرافي بين الولاياتالمتحدة وكل من المكسيكوفنزويلا يعطي للشركات الاميركية المستوردة للبترول قدرة اكبر على التحكم في مخزونها، اذ تفضل الشركات الاميركية الاحتفاظ بحد ادنى من المخرون. كما انه عند انخفاض هذا المخزون يمكن لهذه الشركات ان تلجأ الى الدول المجاورة مثل فنزويلا التي يمكنها شحن البترول الى الولاياتالمتحدة خلال 6 ايام، في حين ان شحن البترول العربي يستغرق 25 يوما. 3- ان تكاليف استيراد البترول من المكسيكوفنزويلا تعتبر اقل من تكاليف استيراد البترول العربي. كما ان البترول الكندي ليس له منفذ سوى الولاياتالمتحدة. وقالت مذكرة السفارة المصرية: من الطبيعي ان الاتجاه الحالي للواردات الاميركية المتزايد من البترول من المكسيكوفنزويلا امر يثير ارتياح كل من الادارة الاميركية والكثير من اعضاء الكونغرس الذين يعربون بصفة مستمرة عن رغبتهم في تقليل اعتماد الولاياتالمتحدة على بترول الشرق الاوسط. فضلا عن ان الجماعات الاميركية التي تدافع عن حقوق المستهلكين ترى ان الحكومة الاميركية تنفق مبالغ باهظة سنويا على حماية مصادر البترول في منطقة الخليج العربي. وهناك من يعتقدون أن الولاياتالمتحدة يجب ان تتبع سياسات ترمي الى تقليل الاعتماد على بترول تلك المنطقة.