كيف تسوق مثل رئيس وزراء بريطانيا توني بلير؟ تعطي اشارة الى اليسار، وتتجه الى اليمين، ثم تسوق في الوسط. ما سبق ليس لي وانما هو شيء قرأته تعليقاً على سياسة حزب العمال الحاكم. ونعرف ان الوسط خير الأمور، ولكن نعرف من التجربة ان الذي يختار وسط الطريق تصدمه حتماً السيارات المارة. كيف يسوق زعيم عربي؟ السؤال واحد ولكن الأجوبة كثيرة: - يجلس في المقعد الخلفي ويترك الأميركيين يسوقون نيابة عنه. - يعطي اشارة الى اليمين، ويتجه فعلاً الى اليمين ثم يضيع في الطريق. - يغير سيارته وهي سائرة. - تتعطل الفرامل فيرمي السائق من النافذة. - يرفض ان يحيد عن الطريق، مع ان سيارته معطلة. - يصر على ان له يمين الطريق مع ان السائق الآخر له سيارة شحن. - سيارته لا تتحرك وفواتيرها لا تتوقف. - يخفف سرعته عندما يعبر على ضوء أحمر. واستطيع ان أزيد الا ان العمر واحد، فلا أقول نصحاً للقارئ انه اذا قرر الزعيم ان يسوق فلا تقف في طريقه. وسمعت ان شرطياً أوقف الزعيم اياه، وطلب منه رخصة قيادته، ورد الرئيس الملهم: أنت رأيت سواقتي، هل تعتقد ان أحداً يمكن ان يعطيني رخصة. طبعاً، اذا لم تعجب القارئ "سواقة" الحكومة فعليه الا يمشي على الرصيف. ومشكلة العربي مع السواقة انه منذ الستينات وهو يحلم باقتناء سيارة أميركية، وقد حقق حلمه أخيراً واقتنى سيارة أميركية موديل 1967. السيارة هذه لأربعة أشخاص، واحد يسوقها وثلاثة يدفشون. والمواطن العاقل لا يشكو، لأنه كان أسمع لو نادى حيّاً، واذا شكا وكسر رجليه في حادث مع الحكومة، فأرجو الا يأتي اليّ راكضاً يبكي. وكما يلاحظ القارئ فقد قصرت حديثي على السواقة "الرمزية"، أو العلاقة مع الحكومة، وهي ما عبّر عنه الرئيس فرانكلن روزفلت عندما قال مرة ان الانسان غير المتعلم قد يسرق شيئاً من عربة قطار ولكن الانسان الذي يذهب الى الجامعة يسرق شركة السكك الحديدية كلها. وكانت هناك امرأة سئلت هل زوجها يصعب ارضاؤه. وقالت: لا أعرف لأنني لم أحاول. والمواطن الحصيف هو الذي لا يحاول ارضاء الحكومة، وانما يبتعد عنها على طريقة "ابعد عن الشرّ وغني له". وأترك الحكومة في حالها وأبقى مع السواقة، فالشرطي أوقف شابة صغيرة وقال لها انها تقود سيارتها بسرعة كبيرة. وهي قالت له: أليس هذا رائعاً، خصوصاً انني أسوق للمرة الأولى. وأوقف الشرطي نفسه سائقاً مسرعاً سأله: هل كنت أقود سيارتي فعلاً بسرعة؟ وقال الشرطي: أما هذا، أو انك كنت تطير ببطء. وكنا بدأنا بالزعيم العربي وهو يسوق ولكن كيف يطير؟ - هو يقود طائرة من دون بنزين، ويتوقع من الركاب ان يخرجوا ويدفشوا. وكان مرة قال انه يكره الطيران ويخاف منه، ولا يجد سبباً منطقياً لارتفاع طائرة في الجو رغم قانون الجاذبية، ثم ان أي حادث وهي فوق يعني نهاية الجميع. وسئل لماذا يطير وهذا شعوره، فقال لأنه الطيار. - يقودها مغمض العينين، ويعتمد على "التوجيه" من فوق أو تحت. - كما يقود شعبه… بپ"الريموت كونترول". - كان يعتقد انها بسكليت…