اكدت مصادر تونسية ان العلاقات التونسية - الاسرائيلية تمر حالياً بفترة ترقب، وان ذلك مرتبط بتقدم عملية السلام، وأوضح وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى امام البرلمان ان موقف تونس كرس في قمة القاهرة "ربطاً عضوياً" بين مسيرة السلام والتطبيع. ويبدو واضحاً ان تقدم خطوات التطبيع مع اسرائيل مصاب بالجمود حالياً وإذا كان من الصعب التراجع عن الخطوات المقطوعة حتى الآن في العلاقات التونسية - الاسرائيلية فإنه يبدو واضحاً ان سياسة الحكومة التونسية تقوم على عدم القيام بخطوات جديدة. وتؤاخذ السلطات التونسية اسرائيل على ما تعتبره نكوصاً عن الالتزامات التعاقدية التعاهدية بين اسرائيل والجانب الفلسطيني، كما تؤاخذها على العودة لسياسة الاستيطان بعد تعهد اسرائيلي بعدم توسيع المستوطنات او انشاء مستوطنات جديدة. وتعتقد مصادر ديبلوماسية عربية في تونس ان السياسة التونسية "لم تقم على الهرولة نحو ربط علاقات مع اسرائيل، بل انها كيفت توجهاتها في اتجاه تعتبره يسهم في تقدم مسيرة السلام، وان تونس انتظرت حتى ابرمت سلسلة الاتفاقات بين الفلسطينيين والحكومة الاسرائيلية ومغادرة الرئيس ياسر عرفات للعاصمة التونسية الى أريحا في 11 تموز يوليو 1994، وتكوين لجان تونسية - فلسطينية لبدء خطوات التطبيع تدريجياً". وذكرت المصادر ان فتح مكتب اتصال تونسي في غزة تزامن مع فتح مكتب مماثل في تل أبيب وقبول فتح مكتب اسرائيلي في تونس، وان الحكومة التونسية ارادت توظيف خطوات التطبيع لفائدة عملية السلام، وان تلك الخطوات كانت مرتبطة مع خطوة جديدة في اتجاه حصول الفلسطينيين على حقوقهم. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين تمنى مباشرة بعد توقيع اتفاق واشنطن في ايلول سبتمبر 1993 ان يتوقف في تونس ويجري محادثات مع المسؤولين التونسيين، غير ان الجهات الرسمية التونسية رفضت ذلك العرض، على اساس انه لا مجال اطلاقاً لاستقبال مسؤول اسرائيلي قبل تنفيذ اتفاق واشنطن وحصول الفلسطينيين على حقوقهم. وكان قد وصل الى تونس 5 ديبلوماسيين اسرائيليين وعدد من مرافقيهم منذ بضعة اشهر بقيادة الديبلوماسي الاسرائيلي شالوم كوهين 42 عاماً لفتح مكتب للاتصال في اطار اتفاقية عقدت مع اسرائيل. واحتل الديبلوماسيون الاسرائيليون ومرافقوهم جناحاً في فندق هيلتون - تونس على اساس انه مقر وسكن موقتان، غير ان هذه الاقامة استمرت بعدما لم يجد الديبلوماسيون الاسرائيليون من يؤجر لهم مقراً او سكناً. واضطر الديبلوماسيون الاسرائيليون الذين يعيشون في عزلة للبقاء في فندق هيلتون - تونس الذي يكلف غالياً. كما انه لا يعتبر مريحاً للسكن الدائم، فيما بدا الرفض الشعبي مستمراً. ويقول شهود عيان ان الديبلوماسي الاسرائيلي كوهين كثيراً ما يمضي وقته في زيارة الحي الذي ولد فيه في شارع مدريد في قلب العاصمة التونسية التي غادرها مع عائلته وهو في الخامسة من عمره العام 1960. ويجلس هناك الى اثنين من معارف عائلته يتاجرون في المكسرات والحلويات اسفل البيت الذي ولد فيه.