السيد رئيس تحرير مجلة "الوسط" المحترم تحية وبعد، اسمحوا لي ان أبدي بعض ملاحظاتي حول مذكرات الاستاذ جورج حاوي بشأن اليمن. كان لجورج حاوي كما هو واضح من مذكراته دور في شؤون اليمن الجنوبي، وحتى عام 1986 كان هذا الدور ايجابياً. نحن نحترمه كمناضل ومثقف في الحركة الثورية اللبنانية والعربية، وله دور في الدفاع عن لبنان وفي قضايا عديدة. قرأت مذكراته بإمعان، فوجدتها مصدراً وشاهداً لاحداث عديدة. وبالنسبة الى أحداث 1986، حاول جورج حاوي ان يهدئ الأوضاع وهذا صحيح لكن ميله لعلي ناصر جعل الآخرين يفقدون الثقة به. وحقيقة ان علي عنتر كان خلال هذه الأحداث غير ما كان في عام 1980، فقد وصله سابقاً ان علي ناصر يخطط لتحرك عسكري، وفعلاً كان ملأ عدن سلاحاً، وكاد الوضع يتفجر في أيار مايو 1985. لكن علي عنتر وعبدالفتاح اسماعيل ضغطا كثيراً على تيارهما، ولم يكن في الحسبان ان علي ناصر سيفجر الموقف عن طريق حرسه، وحاوي يعرف من هو الذي اقترح ان يفجر الوضع واعتباره خائفاً. الحقيقة ان حاوي أبلغ علي ناصر بتنفيذ المجزرة، وان البيان قد أُعد من قبله وأخذه معه الى لبنان، ونُشر في "النداء" كما بثته اذاعة عدن، وهو ينص على اعدام عبدالفتاح وعلي ناصر وشايع هادي وعلي سالم البيض. وما كنا ننتظر من حاوي التعدي على الحقيقة. أما عن البيض فالرجل كان ضمن مجموعة عبدالفتاح وعلي عنتر، وقضية زواجه كانت بمعونة من علي ناصر، ومعذور بها. أما عن أخلاقه فيبدو ان حاوي صدق كثيراً آراء علي ناصر محمد المتجنية الذي "زعم" في البيان انه كان جريحاً وأخذ ولده الى المستشفى، بينما كان في ابين ينتظر تنفيذ مجزرة المكتب السياسي ثم مجزرة الاجتماعات الوهمية. ودمتم ودامت "الوسط" المجلة المفضلة عندي. علي حسين الرازحي لندن - بريطانيا