حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    الشيباني يحذر إيران من بث الفوضى في سورية    رغم الهدنة.. (إسرائيل) تقصف البقاع    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    تعزيز التعاون الأمني السعودي - القطري    المطيري رئيساً للاتحاد السعودي للتايكوندو    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    مليشيات حزب الله تتحول إلى قمع الفنانين بعد إخفاقاتها    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    جدّة الظاهري    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    ارتفاع مخزونات المنتجات النفطية في ميناء الفجيرة مع تراجع الصادرات    وزير الطاقة يزور مصانع متخصصة في إنتاج مكونات الطاقة    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    أمير الشرقية يرعى الاحتفال بترميم 1000 منزل    الأزهار القابلة للأكل ضمن توجهات الطهو الحديثة    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    وهم الاستقرار الاقتصادي!    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    البحرين يعبر العراق بثنائية ويتأهل لنصف نهائي خليجي 26    التشويش وطائر المشتبهان في تحطم طائرة أذربيجانية    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    حرس حدود عسير ينقذ طفلاً مصرياً من الغرق أثناء ممارسة السباحة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    ملك البحرين يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوسط" تستكمل حواراتها مع مثلث الزعامة البيروتية . سليم الحص ل "الوسط": لست نادماً على رفض الائتلاف مع الحريري وقوله ان نواب بيروت لم يفعلوا شيئاً قول مضلل
نشر في الحياة يوم 26 - 08 - 1996

طويت صفحة الانتخابات في الجبل مع ظهور خاسرين. الاول هو المقاطعة التي لم تنجح في اقناع أكثرية الناخبين بعدم التوجه إلى صناديق الاقتراع، خلافاً لما حققته في الانتخابات السابقة. والثاني هو الدولة التي رسبت في امتحان النزاهة والحياد وبدا انه يصبع ائتمانها على انتخابات فكيف على المصير. ولعل الفائز الوحيد في الانتخابات هو الطرف الذي صمم ازياءها.
يبقى من انتخابات الجبل خروج "حزب الله" مجروحاً بعدما تسبب تحالف بري - الحريري - جنبلاط في اسقاط مرشحه في المتن الجنوبي الذي يضم الضاحية الجنوبية وهي المعقل البيروتي الوحيد للحزب. وكان هدف الرسالة دفع "حزب الله" إلى خفض شروطه للائتلاف في البقاع والجنوب. لكنه رد عليها باعلان عزمه على خوض الانتخابات في هاتين المنطقتين من خارج لوائح السلطة. والسؤال هو هل الحزب قادر على السير حتى النهاية في قرار من هذا النوع، خصوصاً ان مصيره، كما مصير المقاومة، ملف داخلي واقليمي شديد التعقيد مرتبط بمناخات المسار السوري - الاسرائيلي وبالعلاقات بين دمشق وطهران!
وبينما اتجه الشمال إلى صناديق الاقتراع، وفي انتظار جلاء ملابسات الائتلاف او الاختلاف جنوباً وبقاعاً، تبقى لمعركة بيروت المقررة في اول ايلول سبتمبر المقبل خصوصيتها ايضاً.
لا يدخل رفيق الحريري معركة الا وتتحول معركة كبيرة. ربما لأن النظام بات يدور حول شخص رئيس الوزراء ومشروعه. وربما لأن الرجل الاقوى لا يستطيع احتمال هزيمة يعارضها كثيرون ويشتهيها عدد غير قليل. كيفما تحرك الحريري يحرك بركة السياسة اللبنانية ويطلق امواجاً تستقطب الانصار وتستنفر الخصوم. وفي بيروت لا يبدو نجاح الحريري موضع شك فالمعركة تدور حول حدود هذا النجاح وهل تسفر الانتخابات عن تكريس زعامة قادرة على اختراق الطوائف والمناطق. طبعاً مع السؤال هل كانت بيروت تقر بوحدانية الزعامة للعاصمة والطائفة وهل الديموقراطية المبرمجة ل "الجمهورية الثانية" التي تدار بعناية فائقة تسمح بولادة زعامات قادرة على اعادة اعمار المعادلة اللبنانية وترميمها؟
تمزق حرير الائتلاف الذي راود بعض اقطاب بيروت، وها هي تندفع نحو اختبار حاسم للقوة داخل المثلث الانتخابي الذي يضم إلى الحريري كلاً من الرئيس سليم الحص والسيد تمام سلام.
في العدد الماضي حاورت "الوسط" الحريري الذي قال انه لن يشكل حكومة اذا فشل في الانتخابات، وفي هذا العدد تحاور الحص وسلام عن شجون الائتلاف وشؤون المواجهة المقتربة. وهنا نص الحوارين:
* نحن على مسافة ايام من الانتخابات في بيروت، كيف تنظر إلى هذه المعركة وكيف تقوّم حظوظك وحظوظ لائحتك؟
- لا شك في ان هناك معركة انتخابية في بيروت ونحن نريدها ديموقراطية اخلاقية شريفة. المنافسة شديدة لكننا واثقون بأننا سنحظى بثقة الشعب.
* هل الاجواء الحالية مطابقة لما تتمناه، وهل كنت تفضل حكومة حيادية؟
- بالطبع كان من الافضل ان تكون هناك حكومة انتقالية تشرف على الانتخابات، وحيادية لا تضم اي مرشح من وزرائها. هذا لم يحصل وليست المرة الاولى التي تجرى فيها انتخابات نيابية في ظل حكومة تضم مرشحين. حتى الساعة هناك الكثير من الممارسات التي تستوقفنا في هذا المجال. لا شك في ان هناك محاولات للافادة من وجود المرشحين في السلطة. كما ان عامل المال يبدو ناشطاً جداً.
* الرئيس رفيق الحريري يقول انه رصد للمعركة اقل مما رصده لها خصومه؟
- نترك الحكم على هذا القول للناس انفسهم. الكل يعلم كيف نتصرف وكيف يتصرف الآخرون.
مبدأ و3 أسباب
* هل انت نادم على عدم قبول الائتلاف مع الرئيس الحريري؟
- ابداً، لأن القضية هي قضية مبدئية. لقد شرحت موقفي من الائتلاف. انا انطلق من فكرة محددة وهي ان اللائحة الانتخابية التي اخوض المعركة بها يجب ان تكون لاحقاً نواة كتلة نيابية. اي اننا يجب ان ننهي الطريق مع الذين بدأناها معهم. هناك ثلاثة اسباب تدعوني إلى اتخاذ هذا الموقف. الاول هو ان المطلوب من المرشحين ان يطرحوا برنامجاً انتخابياً. مثل هذا البرنامج يفترض ان نخوض المعركة على اساسه وان نلتزمه على امتداد ولاية المجلس. فاذا كان الائتلاف الانتخابي من النوع الذي ينفرط عقده بعد يوم من الانتخابات ماذا سيحل بالبرنامج الذي طرحته اللائحة الائتلافية على الناخبين؟ وماذا ستقول للناس؟ هل تقول طرحنا برنامجاً انتخابياً وتخلينا عنه!
والسبب الثاني الذي يحملني على معارضة فكرة الائتلاف الانتخابي الصرف هو ان مثل هذا النوع ينطوي على شيء من الوصولية، ويكون الغرض الوصول إلى مجلس النواب فقط، ويظهر المتحالفون كأنهم طلاب وظيفة. انا لست طالب نيابة للنيابة. انا اعتبر النيابة رسالة.
والسبب الثالث هو ان الائتلاف الانتخابي الصرف، اي الذي يدوم يوم الانتخاب وينفرط عقده في اليوم التالي، ينطوي على شيء من الخداع للناس. فالمؤتلفون يظهرون في صورة مشتركة متكاتفين ومتشابكي الأيدي ويصورون للناس انهم متضامنون ويدعونهم إلى انتخابهم على اساس تضامنهم، وهم في الحقيقة ليسوا متضامنين الا ليوم واحد يذهب كل واحد بعده في طريقه. ومن حيث المنطلق لا اقبل بفكرة الائتلاف الانتخابي وأصر على فكرة التحالف الانتخابي الذي يؤدي إلى تكتل نيابي. وهذا الامر لم يكن متاحاً مع الذين طرحوا عليّ فكرة الائتلاف.
بيروت تختار
* ربما لهذا السبب هناك من يحملك مسؤولية المعركة الحالية؟
- الانتخابات النيابية هي بطبيعتها معركة، والانتخابات هي محور الديموقراطية ولبها. لا اعتقد بأن بيروت تخشى او تهاب المعركة الانتخابية. هناك معركة انتخابية في كل منطقة من مناطق لبنان فلماذا لا يكون مثلها في بيروت!
وأريد ان اضيف ان فكرة الائتلاف تنطلق من التفكير في ان اثنين يمكن ان يجلسا في غرفة مغلقة وان يتفقا على لائحة تلغي كل الآخرين. هذا الامر لا اقبله اذ ليس فيه كرامة لمدينة بيروت. ان الذي يقرر من يمثل بيروت ليس انا ولا سواي وانما هي بيروت التي تختار ممثليها. لا يجوز التفكير في ائتلاف بين شخصين او ثلاثة يكون من شأنه الغاء الآخرين والغاء المعركة الانتخابية.
* هل تعتبر ان زعيم بيروت يجب ان يكون بيروتياً؟
- انا لا اتوقف عند هذه النقطة. من حق الرئيس الحريري وهو ليس بيروتياً اصلاً ان يخوض المعركة عن بيروت. هذا من حقه ونحن نرحب بترشيحه نفسه عن بيروت.
* في غياب الائتلاف المعلن هل لا تزال هناك فرصة لتنظيم الرقصة الانتخابية بين اللائحتين، خصوصاً اذا كانت لائحة الحريري غير مكتملة هي الاخرى؟
- انا اخوض المعركة على رأس لائحة غير مكتملة لكنني لا ادري كيف سيتصرف الرئيس الحريري في هذا الصدد. هناك اخبار تقول انه سيكمل اللائحة.
* هل صحيح انه عرض عليك ستة مقاعد في مقابل عدد مماثل له؟
- كان هذا العرض في اطار فكرة الائتلاف الانتخابي التي رفضتها ولم ادخل في التفاصيل. انا عرضت في المقابل أمرين: عرضت الائتلاف مع الرئيس الحريري من خلال اعضاء الكتلة التي ارأس ولكن من دوني. عرضت الا اخوض الانتخابات النيابية، لأنني لست طالب نيابة، وان يكون الائتلاف بين نواب الكتلة التي ارأس، والرئيس الحريري في لائحة برئاسته فلم يرض بذلك. وعرضت لاحقاً قيام تكامل بين لائحتين مستقلتين يحول دون معركة محتدمة. عرضت ان يختار الرئيس الحريري سبعة مرشحين، وان اختار انا سبعة مرشحين ونخوض المعركة بلائحتين مستقلتين لكن حجم كل لائحة من الاثنتين يساهم في انتفاء اسباب المعركة. عرضت هذا الامر ولم اتلق جوباً.
* هل تعتقد بأن الرئيس الحريري راغب في الغاء الزعامات الاخرى في بيروت؟
- الزعامات نتاج ارادة الشعب ولا يمكن احداً ان يلغي احداً.
مضايقة مرهج
* هل تشعر بالمرارة من موقف النائب بشارة مرهج الذي ترك لائحتكم قبل اعلانها رسمياً؟
- لا اشعر بالمرارة على الاطلاق، لكنني كنت اتمنى لو ان الأخ الاستاذ بشارة مرهج انسحب - فيما لو كان مصراً على الانسحاب من اللائحة - قبل ذلك التاريخ. فهو انسحب قبل 48 ساعة فقط من اقفال باب الترشيح، ولا شك في ان ذلك تسبب في مضايقة للائحة التي ارأسها.
* قال الرئيس الحريري ل "الوسط" انه لن يشكل حكومة اذا فشل في الانتخابات النيابية ما هو تعليقكم؟
- هذا الامر يعود اليه... لكنه لم يأت الى رئاسة الوزراء من النيابة ويستطيع عملياً ان يتسلم رئاسة الوزراء من دون ان يكون نائباً.
* اعتبر ان ليس من حق مرشح فشل في الانتخابات طلب ثقة الفائزين فيها؟
- هناك شيء من الصحة في هذا القول اذ ان السياسي، اي سياسي، يستمد شرعيته من الشعب وهذه الشرعية يعبر عنها الشعب من خلال الانتخابات النيابية فاذا سقط احدنا في الانتخابات او فشل فيها فان هذا يعني ان الفاشل منا فقد شرعيته وهذا ينطبق عليّ كما ينطبق عليه.
* هل تعتبر ان كلام الحريري يتضمن قدراً من التحذير والتهديد؟
- لا اعتبر ذلك.
لست سياسياً محترفاً
* قال الرئيس الحريري انك معارض ولست منافساً لأنك لا تطرح نفسك بديلاً جاهزاً لرئاسة الحكومة فما هو ردك؟
- لم يحدث ان طرحت نفسي مرشحاً لرئاسة الوزراء. خلال السنوات العشرين الماضية رأست اربع حكومات لما يزيد عن سبع سنوات، وكنت وزيراً في حكومة المغفور له الرئيس رشيد كرامي لأكثر من ثلاث سنوات وخلفته في رئاسة الوزراء لدى استشهاده. لكنني خلال تلك الفترة لم اطلب الوزارة او رئاسة الوزراء. انا صاحب القول ان المسؤول يبقى قوياً الى ان يطلب امراً لنفسه، وأنا لم اطلب يوماً أمراً لنفسي، ولم اسع الى رئاسة الوزراء ولن اسعى اليها. وفي هذا السياق انا لا اعتبر نفسي سياسياً محترفاً لأنني عرّفت ذات مرة السياسي المحترف بأنه ذلك الذي يسعى الى الحكم اذا كان خارجه ويسعى الى البقاء فيه اذا كان داخله ويسعى الى العودة اليه اذا خرج منه، وأنا لم اسع يوماً الى منصب وزاري ولن افعل لأنني اعتبر ان السعي الى غرض معين هو مصدر ضعف.
قول الحريري مضلل
* قال الرئيس الحريري انه يخوض الانتخابات ليكون لبيروت قرار بعدما كان ضائعاً فما هو رأيك؟
- انتقدني الرئيس الحريري وانتقد نواب بيروت. انتقدني بشدة من دون ان يسميني ساعة اعلان ترشيحه. قال ان تمثيلنا لم يكن في حجم بيروت، واننا لم نفعل شيئاً لخدمة بيروت في السنوات الاربع الماضية. استغرب هذا القول لأن الرئيس الحريري قال في مؤتمره الصحافي ايضاً انه عرض علينا الائتلاف ولم نقبل فكيف يعرض الائتلاف على من ليسوا في مستوى بيروت او حجمها؟ انني اتساءل هل نكون صالحين اذا دخلنا الانتخابات في لائحة ائتلافية معه ولا نكون جيدين حين لا نقبل الائتلاف معه؟
لماذا كان قرار بيروت ضائعاً؟ نحن كنا نمثل بيروت على مدى اربع سنوات. وقوله ان نواب بيروت لم يفعلوا شيئاً لخدمة بيروت قول مضلل، لأنه يغفل حقيقة المهمات التي يقوم بها النائب بحسب القانون والدستور والعرف. يقوم النائب بمهمتين: التشريع والرقابة على اعمال الحكومة، وقد قمنا بهذا العمل خير قيام. على مستوى التشريع كانت "كتلة الانقاذ والتغيير" ممثلة في كل اللجان النيابية التي تطبخ فيها القوانين. كان لنا عضوان وقد توفي احدهما المغفور له جوزف مغيزل. كان في لجنة الادارة والعدل التي تمر فيها كل مشاريع القوانين. وكان لنا عضو في لجنة المال التي تمر فيها كل التشريعات التي تلحظ نفقات لمشروع ما. وكان لنا مندوبون في لجان الخارجية والصحة العامة والاشغال العامة وغيرها. كنا نشارك في التشريع على اوسع نطاق ممكن. وكانت بصمات "كتلة الانقاذ والتغيير" واضحة على كل التشريعات التي صدرت عن مجلس النواب.
وعلى صعيد الرقابة كانت لنا مداخلات مسهبة لمحاسبة الحكومة في جلسات المناقشة العامة وفي الجلسات التي خصصت لمناقشة الموازنة العامة. لقد اصدرت "كتلة الانقاذ والتغيير" ما يزيد على 120 بياناً خلال السنوات الاربع الماضية وكلها تتناول قضايا تهم الناس والوطن. وكذلك وجهنا اكثر من خمسين سؤالاً الى الحكومة في شأن قضايا ومواضيع مهمة.
هكذا مارسنا مهمة التشريع والرقابة فكيف يقال اننا لم نفعل شيئاً. اعتقد بأن هناك تفكيراً خاطئاً بالنسبة الى ما يمكن النائب القيام به. النائب لا يملك سلطة. رئيس الوزراء يملك سلطة، ومجلس الوزراء يملك سلطة والاجهزة الحكومية تملك سلطة وتستطيع ان تنفذ مشاريع، اما النائب فلا يستطيع ان يشق الطرق ويفتح الانفاق او يبني الجسور. كيف يستطيع ذلك وليست الامكانات المالية في يده ولا الاجهزة التنفيذية تحت تصرفه؟
* مواجهة لائحة كلائحة الحريري قد تستلزم تعاوناً بين لائحتكم وقوى اخرى موجودة على الارض هل التعاون مع السيد تمام سلام وارد؟
- التعاون وارد مع الجميع يوم الانتخاب لكن هذا التعاون لا يبلغ حد الائتلاف كما كان مطروحاً. فكرة الائتلاف طويت صفحتها.
* هل يمكن مثلاً تبادل الاصوات مع الاصوليين في بيروت؟
- هذا الموضوع يبحث في حينه؟
اعلام ومال... وصداقة
* تحدثت عن حملة شائعات تستهدفك، هل كنت تشير الى ماكينة الحريري؟
- لا اريد ان اسمي ماكينة معينة وانما الماكينات الانتخابية كانت وراء هذه الشائعات.
* تشكون من ماكينة الرئيس الحريري لكنه نفى ان تكون هذه الماكينة اخترقت وسائل الاعلام واغلقتها في وجه خصومه؟
- صحيح انها لم تقفل وسائل الاعلام في وجه خصومه لكن وجودهم في السلطة يجعل وسائل الاعلام متاحة لهم اكثر من غيرهم بطبيعة الحال. ثم ان تلفزيون لبنان، وهو محطة رسمية، نقل على الهواء المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الحريري لاعلان ترشيحه واعاد بث هذا المؤتمر الصحافي في اليوم التالي ولم يفعل الشيء نفسه بالنسبة الى اي لائحة اخرى. ثم ان سوانا - ولا اريد ان اسمي - له من القدرات ما يمكنه من اختراق وسائل الاعلام.
* هل تقصد القدرات المالية؟
- نعم القدرات المادية.
* متى تعرفت الى الرئيس الحريري؟
- في 1977، وكان ذلك في بداية عهدي في رئاسة الوزراء. زارني في منزلي وكنت اسكن الدوحة وكانت زيارة تعارف وتوثقت العلاقة بيننا.
* هل صحيح انه اهدى اليك طائرة يومها؟
- نعم اهدى اليّ طائرة من طراز "ميشير" وسجلتها باسم رئاسة الحكومة.
* هل تقصد القول ان لا مشكلة في العلاقة الشخصية؟
- العلاقة الشخصية بيننا على احسن ما يرام وكانت بيننا صداقة متينة.
* والآن؟
- هناك مسافة المنافسة الانتخابية.
الترويكا مخالفة للدستور
* ما هي مآخذك على نهج الرئيس الحريري في الحكم؟
- هناك الكثير مما نستطيع قوله في هذا الصدد ولكن يهمني ان اركز على ناحية معينة وهي ظاهرة التروكيا في الحكم. انا اعتبر ظاهرة الترويكا مخالفة للدستور الذي يقضي بالفصل بين السلطات. في صيغة الترويكا تختلط السلطات بعضها ببعض. الترويكا تتجاوز حدود الفصل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ويجري الكثير من التبادل والتقاسم، تبادل الخدمات وما إلى ذلك، بين الرؤساء في ممارسة صيغة الترويكا. انها صيغة غير دستورية وغير ديموقراطية لأنها تختصر مجلس الوزراء في شخص رئيسه ومجلس النواب في شخص رئيسه، فما يتفقان عليه يسري وما يختلفان عليه لا يسري. وبهذا المعنى يمكن القول انها لسيت ديموقراطية.
ثم ان صيغة الترويكا تغذي الانقسامات الطائفية والمذهبية لأنه يُصور للناس كأن الخلافات التي تنشب احياناً بين اركان الترويكا هي تناقضات بين الطوائف والمذاهب التي يتحدثون باسمها وكان من شأن ذلك في مراحل معينة اذكاء الانقسامات المذهبية والطائفية. وقد بلغت هذه الممارسة اوجها في ظل الحكومتين الحالية والسابقة.
* هل تعتبر اي انتصار واسع للحريري خطراً على الديموقراطية في ضوء قوته وقوة ماكينته؟
- لا اعتقد ذلك.
نهاية حياة سياسية
* هل صحيح انك ستنسحب من الحياة السياسية اذ فشلت في الانتخابات؟
- اذا فشلت في الانتخابات النيابية فان ذلك سيعني نهاية حياتي السياسية. ليست مسألة اعتزال انها نهاية حياة سياسية. الشرعية تستمد من ارادة الشعب فاذا لم يصوت الشعب لمصلحتي اكون قد فقدت الشرعية ولا حق لي في متابعة الحياة السياسية.
* هل ستعتبر ذلك نكراناً للجميل؟
- لا، انها اللعبة الديموقراطية.
* هل تخلت سورية لتسهيل الائتلاف في بيروت؟
- نعم طرح الاشقاء السوريون الائتلاف في بعض المراحل وقد ابديت وجهة نظري، واعتقد بأنهم تفهموها.
* هناك من يعتبر انتخابات بيروت بمثابة معركة لحسم زعامة بيروت وزعامة الطائفة السنية؟
- نحن لسنا في سباق على الزعامة وانما في سباق لتمثيل بيروت. نحن في سباق إلى المجلس النيابي وليس إلى الزعامة.
تدخل المال ملموس
* تحدث عن عنصر المال، هل تملك ادلة ملموسة على دخوله المعركة؟
- انا اعتقد بأن الامر لا يحتاج إلى ادلة اذ يكاد يشاهد ذلك بالعين المجردة. تدخل المال ملموس. الانتخابات مكلفة اصلاً لكن عنصر المال فاعل هذه المرة اكثر من اي مرة سابقة.
* هل تتهم الرئيس الحريري باستخدام هذا العنصر؟
- انا امتنع عن تسمية الاشخاص.
* هناك من يأخذ عليك ترددك، وهنا من يتحدث عن اسلوب اللاقرار؟
- هذا ظلم مطلق. امضيت في رئاسة الوزراء اكثر من سبع سنوات واتخذت الف قرار وقرار، وكانت القرارات يومية. توليت المسؤولية في احلك الظروف واعتز بأنني استطعت المحافظة على وحدة المؤسسات ووحدة الدولة ووقفت في وجه الميليشيات وحافظت على الشرعية. هذا قول ظالم يروج لأسباب انتخابية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.