أعلن رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النيابي ميشال عون بعد الاجتماع الأسبوعي للتكتل في الرابية أمس في حضور النائب ميشال المر والأمين العام لحزب الطاشناق هوفيك ماختريان، خوض الانتخابات الفرعية في المتن في 5 آب أغسطس المقبل"بالتكافل والتضامن". وأبقى كل من المر وماختريان في تصريحيهما بعد الاجتماع الباب مفتوحاً امام احتمال حل يجنب منطقة المتن معركة انتخابية. وعلمت"الحياة"من مصادر التكتل ان الطريقة الوحيدة المطروحة لعدم حصول معركة انتخابية هي انسحاب كل من الرئيس أمين الجميل ومرشح"التيار الوطني الحر"وتأجيل الانتخابات الى حين يتم التوافق على صيغة مقبولة من الجميع. وقال عون بعد الاجتماع:"اجتمعنا اليوم في التكتل وبصورة خاصة مع دول الرئيس ميشال المر ومع الأمين العام لحزب الطاشناق هوفيك ماختريان وقررنا بالتكافل والتضامن ان نخوض المعركة الانتخابية في المتن كما خضناها سابقاً. ونأمل بأن تكون النتائج كما نتوخاها وتكون معركة هادئة. المعركة ليست ضد أشخاص ولكن معركة ذات وجه سياسي واضح". وقال المر:"كما تعلمون وكما يعرف الجميع، يوجد تحالف سياسي بين الجنرال عون والتيار الوطني الحر وحزب الطاشناق وميشال المر... تحالف خاض المعركة الانتخابية عام 2005 وتعرفون النتائج التي أفرزتها هذه المعركة". وأعلن المر باسمه الشخصي ان"هذا التحالف ما زال قائماً من دون أي تردد او ملاحظة، التحالف مع حزب الطاشناق على الصعيد السياسي دام خمسين عاماً ولن نبدله في هذه الايام الاخيرة، والتحالف مع الجنرال عمره من الثمانينات لغاية اليوم... ماذا طرأ حتى خرجت التكهنات من هنا وهناك ان فلاناً أخذ موقفاً هكذا أو هكذا... أنا أؤكد ان هذا التحالف السياسي القائم منذ سنوات والمستمر اليوم لا يوجد أي مبرر كي يهتز... نحن امام انتخابات واذا اقتضت المصلحة العامة ان تحصل هذه الانتخابات فلتكن، نحن فيها. واذا ارتأى الجنرال في ما بعد غير ذلك فنحن فيها. اذاً، هذا هو ملخص الموقف التضامني والتحالف بصورة خاصة القائم والمستمر في الانتخابات النيابية وغيرها". وقال ماختريان:"بعد ما ادلى به دولة الرئيس العماد ميشال عون ودولة الرئيس ميشال المر اريد ان أؤكد على شيء واحد. صحيح ان الاعلام ذكر عن امكان حصول توافق وكان سعي معين من قبل حزب الطاشناق كي يحصل توافق معين في هذه الانتخابات الفرعية في المتن. وأعتقد بأن هناك املاً ضئيلاً في هذا الخصوص. الابواب ليست مقفلة". وهنا قال المر:"لقد فتحت الباب أنت". وتدخل عون قائلاً:"لا أحد سيقفل الطريق". ورداً على سؤال، قال عون:"حمل المطران مطر تمنياً من البطريرك، شرحنا الظروف التي أوجبت المعركة. ولنا عودة لشرح كل الاسباب في ما بعد من ضمن التوجه الى الناخبين بصورة خاصة واللبنانيين بصورة عامة. سأشرح موجبات المعركة في ما بعد". وعن دعوة النائب سعد الحريري الناخبين في بيروت والمتن الى"التصويت ضد القتلة"، قال عون:"بالتأكيد هذه معركة ضد القتلة. لكن من هم القتلة؟ هل له شيء هو في هؤلاء القتلة؟ نعم أم لا؟ الجدير بالذكر انه يطلب من الناس ان تشارك في الانتخابات. وإذا شارك هؤلاء في الانتخابات يصبحون قتلة. هذا المنطق التعسفي انه غير سليم للتعاطي بالشؤون الانتخابية". ولفت عون الى ان"كل وزير أو كل مسؤول يعتقد بأنه اذا انتقدناه لأدائه السيئ وتقصيره وكأننا نعكر اجواء التهدئة. التهدئة لا تعني السكوت عن جرائم الحكومة او سقوطها في الاخطاء. التهدئة تعني عدم افتراء الواحد على الآخر. ما هي التهدئة اذاً؟ ان لا نخوض معركة انتخابية؟ لا. تريدون من الناس ان يقولوا"أنتم مع القتلة"... هل هذا المنطق؟". وأضاف:"انتهت المتاجرة بدم الشهداء. هذه المعركة لها طابع سياسي اليوم. لا نخوض المعركة ضد الشهداء أو ورثة الشهيد. الشهيد يرثه الوطن. شهيد العائلة هو شهيد الوطن. كل شهيد سقط على أرضنا وأصبح هناك عشرات الآلاف من الشهداء سقطوا. هؤلاء شهداء الوطن. الشهادة تغطي كل أرض الوطن. تغطي كل المواطنين. ان الذين استشهدوا، شهادتهم لا تغطي فقط اصدقاءهم. تغطي أصدقاءهم وخصومهم. وأصدقاؤهم وخصومهم يشتركون في تكريمهم. اذاً، يجب الكف عن استغلال دم الشهيد. والمعركة طبيعتها سياسية ونتوجه بها لكل مواطن لبناني. لا يمكن الاستمرار في التجارة في الموضوع صباحاً وظهراً ومساء. حذار على أحد الترشح او الانتخاب والا فهو ضد الشهيد". وزاد عون:"انهم يعرفون القتلة. وقد يكونون شركاء الحكومة. من قال لا؟ كل الالتباسات موجودة في التحقيقات، والحكومة تتجنب حتى الآن نشر أي شيء. هل هذا معقول؟ هناك ارتباط وتسريبات في الصحف. من هو مصدر هذه التسريبات؟ على الاقل من المفروض ان تضع لجان التحقيقات يدها على الصحف التي تنشر وتوضح ما اذا كان هذا الشيء خطأ او صح. اذاً، الشبهات تحوم حول الجميع". ونفى ان يكون هناك مشكلة شخصية بينه وبين الرئيس الجميل، معتبراً"ان أحد جوانب المعركة يرتبط بصلاحيات رئيس الجمهورية، والآخر بالتهميش المستمر للمسيحيين... هناك عملية استرداد للصلاحيات المسروقة بعد الطائف وليس قبل الطائف. ان قبل الطائف غير موضوع وهو سيبحث. انما ان يسرق من رئيس الجمهورية ما تبقى من صلاحيات بهذا الشكل...". وكانت المساعي قد تكثفت امس لإيجاد حل توافقي. وزار مطران بيروت للموارنة بولس مطر عون موفداً من البطريرك الماروني نصر الله صفير. كما زار النائب بيار دكاش كلاً من الرئيس الجميل والبطريرك صفير في السياق عينه. وكان عون التقى الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة على رأس وفد من الحزب، وجرى البحث في الانتخابات الفرعية في المتن. واعتبر رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون في حديث الى"المركزية"ان"حصول معركة انتخابية في المتن الشمالي أمر معيب". وتوجهت كتلة"القوات اللبنانية"النيابية التي اجتمعت برئاسة رئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع"بدعوة صادقة ل"التيار الوطني الحر"لتجنيب المسيحيين خصوصاً والبلاد عموماً، المزيد من التوتر والتشنج والتصعيد، بتزكية ترشيح الرئيس الجميل". ورأى عضو الكتلة انطوان زهرا"ان التوافق بالنسبة الينا لن يكون الا بتزكية الجميل"، معلناً عن رفض"أي محاولة لسحب المقعد الى مكان رمادي".