السيد رئيس التحرير: تشن آلة الحرب الاعلامية الصهيونية حملة شعواء على المفكر المسلم روجيه غارودي من أجل كتابه عن الأساطير المؤسسة للدولة الاسرائيلية وقدمت ضده الحركات الصهيونية في فرنسا دعوى قضائية لادانته ب "التحريفية" أي تحريف "أساطير" اليهود عن الهولوكوست في الحرب العالمية الثانية اذ يقولون ان هتلر قتل منهم ستة ملايين يهودي. في هذا الوقت بالذات وبتناغم غريب مع الحرب الاعلامية الصهيونية الشرسة على هذا الفيلسوف الذي قلّ أن يجود الدهر بمثله يشن الاسلاميون حربهم عليه لتجريمه ب "تحريف الاسلام" والحكم عليه بالردة أي دق عنقه من أول اسلامي يلتقي به ليريح الاسلام والمسلمين منه! فهذه جريدة "المحجة" الاسلامية المغربية 3/5/1996 تصدر فتوى بتكفيره وتوصية للدولة الاسلامية القادمة بتنفيذ حكم الاعدام فيه ... تُرى من سيقتل غارودي أولا؟! "ارهابي" صهيوني أم "ارهابي" مسلم؟! المسابقة مفتوحة ولمثل ذلك فليتنافس المتنافسون! كنا نظن ان د. عبدالصبور شاهين الاستاذ الجامعي قد عضّ اصبع الندامة بعد ان تسبب في ارسال د. حامد نصر أبو زيد الى المحكمة بتهمة الردة ما اضطره الى الهجرة الى أوروبا حتى لا يغتاله أحد الأصوليين، لكن الدكتور مع الأسف لا يزال كما كان، وها هو يتهم هو الآخر غارودي بالبعد الكامل عن الاسلام وبأن آراءه "مخربة للقضية الاسلامية ... وهي أفكار تبدو له اصلاحية وهي تخريبية بالدرجة الأولى!" هذا تقريباً حرفاً بحرف نفس ما قاله في غارودي الحاخام الاكبر ليهود فرنسا بحق كتاب غارودي ضد "الاساطير الاسرائيلية المؤسسة لكن "تخريب" غارودي تلك المرة لم يكن موجهاً ضد الاسلام بل ضد اسرائيل!! ترى متى يطرح الاسلاميون على أنفسهم هذا السؤال: اذا وجدت نفسي أتكلم مثلما يتكلم عدوي فانني أتوقف لأسأل نفسي: هل أنا على حق؟! أشرف عبدالفتاح عبدالقادر باريس - فرنسا