في أول خطوة من نوعها في بلد خليجي وعربي شهدت الدوحة ليل الاثنين مهرجاناً خطابياً "لمناصرة المفكر الفرنسي المسلم روجيه غارودي" الذي يحاكم هذه الأيام في فرنسا بسبب كتابه "الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية" وبدعوى "معاداة السامية". وكانت لجنة شعبية تشكلت في قطر بمبادرة من السيد عبدالعزيز آل محمود نائب المدير العام لمؤسسة الشرق وضمت اللجنة عدداً من الوجوه المعروفة وبينهم اساتذة في الجامعة. وخاطب غارودي 85 عاماً المشاركين في "ليلة المناصرة" والتي اقيمت في القاعة الكبرى للاجتماعات في فندق "شيراتون الدوحة" عبر الأقمار الاصطناعية من خلال شاشة كبيرة في القاعة، وقد استمر حديثه وردوده على اسئلة الجمهور نحو ساعة. وتحدث غارودي في المهرجان الذي حضره عدد من القطريين وأفراد الجاليات العربية بما في ذلك عدد من السيدات عن جوهر قضيته "ان الصراع يستهدف من خلالي الأمة الاسلامية"، وهاجم السياسة الاسرائيلية ورأى "ان سياسة ليكود ونتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي ستقود الى حرب عالمية ثالثة" وحذر من مخطط لإقامة "اسرائيل الكبرى"، وقال: "انهم فكروا في تقسيم مصر لدولتين قبطية ودولة مسلمة ويحاولون في بلدان اخرى استغلال انقسامات بين الشيعة والسنة". وأضاف: "انهم اعداء الاسلام سواء كان سنياً أم شيعياً، خصوصاً العالم العربي سواء كان مسلماً أو مسيحياً". واعتبر ان كتابه الذي أثار ضجة ويحاكم بسببه هو "مساهمة متواضعة لنصرة القضية الفلسطينية". وقال: "بدلاً من ان يردوا على كتابي الأساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية نظموا في محاكمة عدلية".وأشار الى ان موزعي كتابه تعرضوا في عدد من الدول الى الضرب والتهديد والسجن. وشدد غارودي على "اننا نقاوم العنصرية الصهيونية المتطرفة لا اليهودية، فاليهودية دين كتابي أحترمه كمسلم ولكن الصهيونية سياسة عنصرية نُقاومها". وقال: "ان الحيلة التي يقدمونها لمحاكمته هي اننا مناهضون للسامية"، ولفت الى "ان مفكرين يهود يدينون الصهيونية المتطرفة ويرون أنها تذهب باسرائيل الى الهاوية". وقال غارودي: "ان فلسطين ليست أرضاً موعودة بل أرض محتلة"، وأكد ان الحل الوحيد المؤدي للسلام في الشرق الأوسط يتم بأن "تكف اسرائيل عن الاعتقاد بأنها فوق القانون وانها دولة مثل الدول الأخرى وان تكف عن ان تكون زائدة دودية للاستعمار الغربي". وشدد على "شرط ان تعترف اسرائيل بقيام دولة فلسطينية من دون قيد أو شرط وان تكف عن ادعاء ضمان أمنها باحتلال أراضي دول عربية مجاورة". ووصف محاكمته التي تجري هذه الأيام في فرنسا بأنها "محنة أعانيها بصمود". وكان من أبرز المتحدثين في حفلة مناصرة غارودي الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي الداعية الاسلامي الذي قال "إن مناصرة غارودي هي مناصرة للعدل ضد الظلم والحق ضد الباطل". وندد القرضاوي باسرائيل وقال انها "الارهابي الأكبر في العالم" وتساءل "كيف يقدم غارودي للمحاكمة في فرنسا بلد الحريات والثورة بسبب كلمة آمن بها؟". وتحول اليوم الخطابي لپ"مناصرة غارودي" تنديداً شديداً باسرائيل من خلال كلمات عدد من المتحدثين والشعراء الذين خاطبوا المهرجان، وكان لافتاً ان مفتي سورية الشيخ أحمد كفتارو بعث برسالة الى "لجنة مناصرة غارودي" تليت أثناء المهرجان أكد فيها دعمه لغارودي. وكان للتحرك الشعبي في قطر الذي يساهم فيه عرب مقيمون في الدوحة انعكاساته الخليجية، اذ أعلن رئيس مجلس ادارة "مركز شباب الدوحة" السيد عبدالله العمادي الذي نظم الحفلة الخطابية ان الشيخة فاطمة بنت مبارك حرم الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الامارات رئيسة الاتحاد النسائي في الامارات تبرعت بپخمسين ألف دولار لپ"لجنة المناصرة" دعماً لغارودي، وقوبل ذلك بتصفيق حار من الحاضرين.