فند جارودي الكثير من الأساطير والخرافات التي قامت عليها دولة إسرائيل وأنهم شعب الله المختار وأنهم وعدوا بأن دولتهم تمتد من النيل إلى الفرات موثقاً ذلك بشهادات الخبراء والمؤرخين وبعضهم من اليهود المنصفين. ويؤكد جارودي أن الصهيونية عقيدة سياسية استعمارية مستمدة من القومية الأوروبية في القرن 19 أسسها هرتزل الذي لم ينتسب إلى دين، وأن الصهيونية والنازية منتج غربي يشتركان في قيامهما على التوسع وشن الحروب الوقائية، أحدهما باسم الدين والآخر باسم العرق. ويضيف جارودي أنه تم توظيف الغرب للصهيونية للسيطرة على العالم العربي باسم العقيدة التوراتية مستشهداً بقول موشي ديان بأن اليهود بإمكانهم امتلاك جميع الأراضي التوراتية، ويضيف أنه بواسطة أسطورة إسرائيل الكبرى وأرض الميعاد بررت إسرائيل سياستها التوسعية وتدخلها في ضد أنظمة الحكم في الدول العربية لتفتيتها وتقسيمها. وأضاف أن مقتل إسحاق رابين كان ضحية للشحن الديني التي تربى عليها الذي قام بقتله (يجب إعدام أي شخص يفرط للعرب في أرض الميعاد). ويؤكد جارودي أن إسرائيل دولة بلا دستور، بلا حدود ثابتة، وبلا تسمية محددة وصغيرة الحجم وقليلة السكان، لكنها مؤثرة في السياسة الدولية بسبب موقعها عند ملتقى القارات الكبرى الثلاث وقربها من قناة السويس وحقول البترول وحمايتها من أمريكا. وشكك جارودي في قتل ستة ملايين يهودي، وأكد أن الهولوكوست أسطورة هدفها التبرير الأيديوولوجي لقيام إسرائيل وأن القتلى كانوا من اليهود والبولنديين والسوفيت وغيرهم، ولا توجد وثائق تثبت هذه الحادثة بالعدد المذكور، مما أدى إلى اتهامه بمعاداة السامية حتى أنه طبع كتبه على نفقته بعد أن كانت دور النشر تتسابق على نشرها. جارودي تعرض لحملة من بعض الدوائر الإسلامية بسبب صعوبة فهم بعض أفكاره الفلسفية العميقة، إضافة إلى خلفية جارودي المعرفية السابقة والتي من الصعب عليه التخلص منها. وسوف نورد في المقالة القادمة جانباً من أفكاره وأقواله المتعلقة بالإسلام.